صدرت رواية "تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية" للروائي المغربي عبد الرحيم لحبيبي عام 2013 عن دار أفريقيا الشرق في الدار البيضاء ودخلت في القائمة النهائية "القصيرة" للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2014، المعروفة باسم «جائزة البوكر العربية".
يعتمد الروائي المغربي "عبد الرحيم لحبيبي" في هذه الرواية على حيلة سردية تقليدية، وهي عثور أحد الباحثين، وهو هنا الصوت الروائي، على مخطوطة وسعيه لتحقيقها لتستحيل إلى أطروحة جامعية بمعاونة أحد المتخصصين، وحين يفشل في ذلك يقرر أن يحققها بنفسه، تلك المخطوطة هي "تغريبة العبدي" التي تشير إليها الرواية في العنوان، وهي مخطوطة يتضح أنها تحكي رحلة بحث عن مصادر العلم يقوم بها العبدي، نسبة إلى منطقة عبدة، من المغرب إلى الحجاز، مستعيدًا بذلك رحلات كثير من علماء المغرب مثل ابن خلدون.
لكن الرحلة تتحوّل إلى تحليل لواقع العرب والمسلمين المتخلف وتأكيد "العبدي" على الحاجة إلى الاستفادة من أوروبا لتجاوز ذلك التخلف، ويعني هذا أن الرواية تنقسم إلى قسمين رحلة السارد أو الراوي لتحقيق المخطوطة، ورحلة "العبدي" للتعلم، وتظل النهاية مفتوحة في آخر الرواية حيث نرى "العبدي" مريضًا يتطلع للشفاء.
ويوظف نص المخطوط الكثير من الاستشهادات والإحالات على النصوص الدينية ونصوص أدبية تراثية كالأمثال الشعبية والشعر الجاهلي ونصوصا من كتب تراثية مهمة كرسالة الغفران لأبي العلاء المعري وكتاب «الإسرا في مقام الأسرى» لمحيي الدين بن عربي.
ويعد عبد الرحيم لحبيبي من أبرز الروائيين المغاربة وقد ولد في أسفي بالمغرب سنة 1950 ودرس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في مدينة فاس وحصل على شهادة اللغة العربية سنة 1970 وعمل مدرسا بالتعليم الثانوي 12 عاما ويعمل منذ عام 1984 مفتشا تربويا حتى اليوم، وقد صدرت له روايات منها خبز وحشيش وسمك عام 2008، سعد السعود عام 2010.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة