"تغريبة العبدى المشهور بولد الحمرية" تبحث أسباب تخلف العرب

الجمعة، 21 مارس 2014 01:32 م
"تغريبة العبدى المشهور بولد الحمرية" تبحث أسباب تخلف العرب صورة أرشيفية
الرباط (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى روايته (تغريبة العبدى المشهور بولد الحمرية) يسعى الكاتب المغربى عبد الرحيم لحبيبى عبر الإجابة عن أسئلة حضارية وثقافية إلى اكتشاف خصوصية الذات ورصد معوقات تحول دون تطور العرب والمسلمين والذى يرى أنه لا يتم إلا بالتفاعل مع الآخر.

واعتمد الكاتب فى الرواية التى بلغت القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) لعام 2014 على حيلة سردية تقليدية تمثلت فى عثور باحث -هو الصوت الروائي- على مخطوطة من نسخة وحيدة لرحالة عاش فى القرن التاسع عشر بمدينة آسفى عاصمة منطقة عبدة فى وسط غرب المغرب وعثر على المخطوطة فى "سوق العفاريت" وهو سوق شعبى فى آسفي.

وفى الرواية التى تقع فى 256 صفحة متوسطة القطع يحاول لحبيبى أو الراوى إعادة كتابة المخطوطة ليحولها إلى أطروحة جامعية بمعونة أحد الأساتذة المختصين إلا أنه يفشل بسبب استخفاف الأستاذة بالعمل بحجة "غياب المعايير الأكاديمية" حيث ضاع جزء تالف من المخطوطة فيقرر العبدى المحبط من رفض الأساتذة لإخراج المخطوطة أكاديميا كتابتها بطريقته بسبب تعلقه بمضمونها.

وتحكى المخطوطة رحلة حج يقوم بها رحالة انطلاقا من جامع القرويين فى مدينة فاس المغربية -حيث يتلقى علوم اللغة والفقه والشرع والطب- إلى الحجاز عبر طريق سلجماسة والصحراء الإفريقية الكبرى ومصر ولكن الرحلة تتحول إلى تحليل لواقع العرب والمسلمين "المتخلف" حيث يحث العبدى على الاستفادة من أوروبا لتجاوز "هذا التخلف"

ويقول لحبيبى فى مقابلة مع رويترز إن "رحلة العبدى كانت لاكتشاف الذات. ما الذى يعوقنا على أن نجيب الإجابة الصحيحة عن المعوقات التى تعوق تطورنا" حيث اختار من التاريخ المغربى النصف الثانى القرن التاسع عشر زمنا لأحداث الرواية.

ويضيف لحبيبى أنه أطلق على الرحلة اسم التغريبة لأن العبدى اختار الوصول إلى الحقيقة كيفما كانت ولم تفرض عليه. فالعبدى "الذى حول رحلته من البحث عن مصادر العلوم إلى البحث عن أسباب تخلف العرب والمسلمين وتقدم أوروبا يبنى نصا سرديا انطلاقا من مخطوط جاهز لتتحول الرواية إلى رحلتين.. رحلة الرواى (الكاتب لحبيبى) الذى يبحث عمن يتعمق فى مخطوطة تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر. ورحلة الراوى (العبدى) إلى الحجاز قصد التعمق فى العلم والحج."

ويقول لحبيبى إن هذا العمل احتاج منه أربع سنوات وتطلب الكثير من المراجع للتحقق وكانت أمامه "طريقتان إما أن أكتب مباشرة عن هذا الماضى وإما أن أجعل هذا الماضى يتكلم عن نفسه لهذا اخترت مخطوطة تتكلم عن هذا العصر".

ويصف ما يسميه اللعبة السردية بأنها تنهض على مستويين "النص الأول هو نص النفى وهو نص الهامش أو التحقيق. والنص الثانى هو الذى يستند به المحقق إلى النص الأول" ويرى أن قراءة الرواية تتطلب قراءة النصين معا فكلاهما يكمل الآخر.

ويترك الكاتب النهاية مفتوحة إذ لم يصل العبدى إلى "الإجابة عن سر تقهقر العرب.. أردت أن يختار القارئ معى الإجابة المناسبة وهذا من حق القارئ لأننا كلنا عبديون."

ويقول لحبيبى "وضعت العبدى قرب أوروبا. وفى آخر النص سيصاب بمرض. كان قريبا من أوروبا جغرافيا وبعيدا عنها بمئات الآلاف من الأميال فكريا وحضاريا.. لذا وضعته على صخرة جبل طارق."

وصدرت للحبيبى الذى عمل بالتربية والتدريس لسنوات قبل أن يتفرغ للكتابة روايتان قبل (تغريبة العبدى المشهور بولد الحمرية) التى تتنافس على جائزة البوكر العربية مع خمس روايات لكل من المغربى يوسف فاضل والسورى خالد خليفة والعراقيين أحمد سعداوى وإنعام كجه جى والمصرى أحمد مراد.

وستعلن الجائزة فى حفل يقام يوم 29 ابريل نيسان عشية افتتاح معرض أبوظبى الدولى للكتاب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة