زى النهاردة عام 1926.. ميلاد أول مسلم يفوز بجائزة نوبل فى الفيزياء

السبت، 29 يناير 2022 02:04 ص
زى النهاردة عام 1926.. ميلاد أول مسلم يفوز بجائزة نوبل فى الفيزياء العالم الباكستانى محمد عبد السلام
كتب محمد جمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى مثل هذ اليوم 29 ينايرعام 1926 ولد العالم الباكستانى محمد عبد السلام، فى مدينة جهانج، التى كانت آنذاك جزءا من الراج البريطاني، واعتقد والده، المدرس، منذ البداية أنه رزق بعبد السلام بعد الرؤيا التى رآها أثناء صلاة الجمعة، ولهذا كان يفضله منذ صغره على إخوته، إذ كان يعفيه من الواجبات المنزليه، مثل حلب البقرة والتنظيف، حتى يتفرغ لشحذ مهاراته الرياضية الفذة.

 

لكن عبد السلام لم يكن طفلا مرفها، إذ لم ير المصباح الكهربائى إلا بعدما سافر إلى لاهور لدخول الجامعة الحكومية.

 

وهناك أهلته مهاراته فى الرياضيات والفيزياء للتفوق على أقرانه فى الصف، وحصل على زمالة بجامعة كامبريدج، حيث أصبح واحدا من القلائل الذين ينحدرون من جنوب آسيا فى صفوف كلية سانت جونز.

 

وبعد أن حصل على الدكتوراة من كامبريدج، دفعه الحنين لوطنه إلى الانتقال إلى لاهور ليعمل أستاذا فى الرياضيات بالجامعة.

 

كان عبد السلام طيلة حياته مؤمنا ومتمسكا بتعاليم الإسلام، وكان يواظب على الاستماع للقرآن أثناء عمله فى مكتبه بمنزله فى لندن. ولم ير قط أن الدين يقف عائقا أمام تقدمه العلمي. بل كان يرى أن العلوم والدين يكملان بعضهما بعضا، حتى إنه كان يقول لزملائه إن الكثير من أفكاره كانت إلهاما من الله.

 

وكان عبد السلام يحاول صياغة نظرية موحدة تساعد فى تفسير فيزياء الجسيمات بما لا يتعارض مع معتقداته الدينية. وقال عبد السلام ذات مرة: "نحن علماء الفيزياء النظرية نحاول أن نفهم كل ما يحيط بالمادة الجامدة من تعقيدات باستخدام أقل المفاهيم الأساسية الممكنة".

 

لكنه لم يقبل بعض النظريات العلمية التى اصطدمت بمعتقداته الدينية، مثل نظرية الانفجار العظيم.

 

غير أن هذا الإيمان الراسخ كان أيضا مصدرا للألم بسبب الطريقة التى كان يُعامل بها أبناء الطائفة الأحمدية التى ينتمى لها فى باكستان.

 

وتأسست الطريقة الأحمدية فى عام 1889 فى إقليم البنجاب بالراج البريطاني، ويعتقد أتباعها أن مؤسسها ميرزا غلام أحمد هو المهدى المنتظر والمسيح المخلص. لكن أبناءها يقولون إنهم يتعرضون للتمييز والاضطهاد فى بلدهم بسبب هذه المعتقدات.

 

ويقول أديل شاه، إمام بالمسجد الأحمدى فى لندن: "أتباع الطائفة الأحمدية متحابون ويلتزمزن بالقوانين. لكنهم طالما تعرضوا لأشكال الاضطهاد والتمييز ولا سيما فى باكستان".

 

وفى عام 1953 انطلقت سلسلة من أعمال الشغب استهدفت أتباع الطائفة الأحمدية فى لاهور، أسفرت عن وقوع 20 قتيلا، بحسب تحقيقات حكومة بنجاب الرسمية، لكن بعض التقديرات تشير إلى أنها حصدت أرواح الآلاف.

وفى أعقاب أعمال الشغب فى عام 1953، قرر عبد السلام أن يغادر باكستان، وعاد إلى كامبريدج لسنوات قليلة ثم انتقل إلى جامعة إمبريال كوليدج بلندن، حيث ساهم فى تأسيس قسم الفيزياء النظرية.

 

غير أن الرفض الذى تعرض له عبد السلام فى بلده لم يثنه عن المشاركة فى أبرز مشروعات باكستان العلمية. وفى عام 1961، أسس عبد السلام برنامج باكستان الفضائي، وفى مطلع السبعينيات من القرن العشرين، شارك فى جهود باكستان لبناء سلاح نووي، الأمر الذى أثار جدلا واسعا.

 

لكن مساهمات عبد السلام فى مشروعات الدولة تراجعت، منذ اللحظة التى أصدر فيها رئيس الوزراء ذو الفقار على بوتو قانونا جديدا ضد أتباع الطائفة الأحمدية فى عام 1974. وبعدها دأب عبد السلام على معارضة الأسلحة النووية على الملأ.

فى عام 1979 حصل العالم الباكستانى محمد عبد السلام على جائزة نوبل فى الفيزياء، إذ أسهمت أبحاثه فى وضع أسس إحدى النظريات فى فيزياء الجسيمات التى لا تزال تستخدم حتى يومنا هذا، ومهد السبيل لاكتشاف جسيم "بوزون هيغز"، المسؤول عن اكتساب جميع الجسيمات الأخرى لكتلتها.

ووصف عبد السلام على شاهد قبره فى بلدة ربوة الباكستانية، بأنه أول مسلم يفوز بجائزة نوبل، إلى أن حذفت السلطات المحلية كلمة "مسلم". ويقول ظافر إنهم قرروا استخدام هذه المفارقة لتصبح عنوانا لفيلمهم الوثائقي، وكأنها آخر إساءة يتعرض لها أبرز أبناء هذا البلد.

وكانت إسهامات عبد السلام جليلة فى مجال الفيزياء، إذ طور نظرية النيوترينو، وهو جسيم دون الذرى افترض وجوده العالم باولى فى عام 1930، وأجرى بحوثا تمخضت عنها نظرية "القوة الكهروضعيفة"، التى نال عنها جائزة نوبل.

وتصف نظرية "القوة الكهروضعيفة" الجسيمات الأولية التى تعد أصغر اللبنات الأساسية التى تتكون منها المادة فى الكون، وكيفية تفاعلها. ودمج عبد السلام بين نظريات القوة الكهرومغناطيسية وما يعرف بالقوة الضعيفة فى نظرية واحدة.

ورغم الاضطهاد الذى عانى منه فى باكستان، فإنه لم يقبل الجنسية البريطانية والإيطالية، وظل محتفظا بجنسيته الباكستانية حتى مماته.

وكان عبد السلام مهتما بالنهوض بالعلوم فى الدول النامية، وفى عام 1964 أسس المركز الدولى للفيزياء النظرية فى إيطاليا لتوفير مقاعد للطلاب من الدول النامية لمتابعة التطورات العلمية والأكاديمية حول العالم.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة