مقابر الواحات حكايات وأسرار.. الأهالى لـ"اليوم السابع": مقابرنا شرعية ومستوية بالأرض وكل ما فيها لم تمسه نار.. ويؤكدون: أعمال الحفر والدفن تطوعيا بدون مقابل ولا شىء يدفع إلا الصدقات.. صور وفيديو

مقابر الواحات فى الصحراء الغربية بمثابة البيت الثانى لسكان المنطقة نظرا لقدسيته وروحانيته، لأن كل ما فيه على الطريقة الشرعية حيث المقابر المتساوية بالأرض والتى تخلو تماما من كل ما هو دخل فى النار أو مسته نيران ويعج بالزائرين طوال أيام الأسبوع وخاصة يومى الخميس والجمعة فهو بمثابة فرض عين على كل مواطنى الواحات من أجل زيارة موتاهم واصطحاب جريد النخيل والنباتات دائمة الخضرة لزراعتها وتوزيع الصدقات على الفقراء فى نطاق المقابر.

وفى مدينة الخارجة تقع المقابر فى مناطق تتوسط الأحياء السكنية حيث تقع منطقة التربة الخاصة بمدينة الخارجة بين أحياء حيوية وهى حى البساتين وحى البرى وحى المروة والصفا ورغم ذلك لا يستشعر الأهالى مطلقا أية غضاضة فى ذلك فهم دوما يمرون على المقابر ويسلمون على ذويهم من الموتى ويشعرون باستئناسهم وألفتهم وكل من يزور تلك المقابر يشعر بذلك فعليا.

وتجولت كاميرا اليوم السابع داخل مقابر مدينة الخارجة والتى تمتد على مساحة ليست كبيرة وهى المقابر القديمة التى توارثتها الأجيال كمدافن موجودة للجميع ولا تمييز لمقابر عائلة بعينها عن أخرى فالجميع يدفنون موتاهم وفقا لما هو متاح من مقابر على الطريقة الشرعية كما يتزايد إقبال الزوار على مقابر ذويهم وسط اجواء هادئة تدل على مدى توقير واحترام الموتى وقرب ذويهم منهم.

وتابعت كاميرا "اليوم السابع" جانبا من أعمال الحفر والتجهيز للدفن حيث يتم حفر القبر بعمق متر تقريبا وتجهيزه لوضع الميت وفقا للشريعة والسنة النبوية وبعد ذلك يتم ستره بأحجار ستر الموتى وتغطية القبر ورش المياه حوله ووضع شاهد وتحديده ملامح القبر المستوى بالأرض للدلالة على مكان المتوفى.

وقال سعد مخلوف، أحد القائمين على أعمال الدفن تطوعيا، لـ"اليوم السابع" إن أعمال الدفن يتم على الطريقة الشرعية ولا يتقاضى أى مشارك فى تلك الأعمال أية أجور، مؤكدا أن هناك تعاونا بين الجميع من أجل التعجيل بدفن الميت وإكرامه.

وأضاف مخلوف، أن أحجار ستر الموتى يتم جلبها من محافظة المنيا وهى أحجار لا تمسها النار حيث كان يتم جلبها من صحراء محافظة الوادى الجديد ولكن بعد أن تعذر ذلك لجأ القائمون على المقابر إلى إحضار الطوب من محاجر المنيا التى يتم قطعها بالمنشار دون إدخالها فى النار، مشيرًا إلى أنه لا توجد حراسات فى المقابر حيث أن هذا المكان مفتوح للجميع فى أى وقت لزيارة الموتى.

وأوضح الحاج سعد، أن الجنازة فور وصولها للمقابر يتم الصلاة عليها فى الخلاء ويقوم أحد أئمة الاوقاف أو الأزهر الشريف بالدعاء للمتوفى بالرحمة ولأهله بالصبر والاحتساب ويتم البدء فى أعمال الدفن فى وقت قياسى حيث يتسابق الجميع لإنهاء أعمال الدفن وإقامة العزاء على القبر وتنتهى بعد ذلك مراسم الجنازة.

وأكد مخلوف، أن المكان فى التربة ما زال يتسع لأعداد إضافية وجرى التنسيق مع الوحدة المحلية لمركز ومدينة الخارجة على تخصيص مكان جديد على طريق الخارجة الداخلة ليكون مقابر جديدة لأهالى مدينة الخارجة ويتم إحلال المناطق التى خلت من القبور.