للوهلة الأولى وبمجرد أن تراها على سرير الرعاية، وإذا لم تكن تعرفها ستعطيها على الأكثر 12 عاما بعد أن تحول جسدها، رغم أنها تتجاوز 19 عاما، ولكن المرض حولها إلى تلك الصورة.
تعب وألم وحياة بلا طعم، دموع فى عيون اعتادت على الفرحة، ووجه تحول إلى شاحب ونظرات لم تعد تنظر إلى المستقبل، وأطراف لم تعد قادرة على حمل جسدها الهزيل الذى تجرع مرارة المرض وقسوة الدواء لتجرى أربع عمليات فى طريق الشفاء ولكن دون أى نتائج لتصبح طريحة الفراش بالعناية المركزة بمستشفى الجامعة بشبين الكوم فى انتظار طوق النجاة والذى لم يعد أمامها سوى السفر للعلاج بالخارج وتناشد الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن يساعدها بالسفر إلى الخارج لتعود البسمة إلى الحياة من جديد.
عبر جولة جديدة لحالة داخل أروقة مستشفى الجامعة بشبين الكوم بمحافظة المنوفية، نرصد معاناة إسراء مرسى عبدالعزيز دياب، طالبة بالفرقة الثانية بجامعة المنوفية، صاحبة 19 عاما، المقيمة بقرية شبرا بخوم التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، المتفوقة فى الدراسة، والتى كانت تطمح فى تحقيق ذاتها كأى طالبة، لكنها تحولت كل أمور حياتها فجأة وتوقف شريط العمر لديها وتحولت الحياة إلى موت والنور إلى ظلام، وأصبح أقصى أمانيها أن تخرج من المستشفى تمشى على أقدامها فرارا من مرارة الدواء وشقاء المرض.
اقتربنا قليلا من إسراء التى ترقد على سرير العناية المركزة بالطابق الخامس بمستشفى الجامعة بشبين الكوم، وقد أصبح لا يتحرك بها سوى عينها ولا تسمع إلا صوت صراخها وبكائها من شدة الألم، لتروى والدتها رحلة الألم والأمل فى الحصول على العلاج اللازم، بعد أكثر من 60 يوما قضتها على سرير الرعاية المركزة بالمستشفى.
الأم لا تتمالك أعصابها من الألم الذى حاصرها هى الأخرى، بعد أن أصبحت ترى ابنتها تتغير يوما بعد يوم إلى أن أصبحت تشبه الطفلة الصغيرة، وتحكى قائلة " قصة بنتى غريبة إلى حد كبير وتعانى من ثقب فى المرىء وثقب فى المعدة وثقب بالحجاب الحاجز وآخر بالرئة والتهاب بالغشاء البلورى بالقلب والرئة، وأجرى الأطباء أربع عمليات متنوعة على مدار ما يقرب من 60 يوما حتى الآن، ولكن دون جدوى والحالة تسوء أكثر من البداية، لتصبح الآن غير قادرة على السير تماما أو أن تحمل أقدامها جسدها النحيل، وتفقد وزن كبير من وزنها، علاوة على الألم والعلاج الذى تتجرعه من أجل العلاج حتى تتمكن من مواجهة الألم علاوة على عدم تمكنها من تناول الماء أو الطعام طوال تلك الفترة رغم أمنيتها أن تتناول ولو جزء بسيط من الماء لكن مرضها يحرمها من ذلك.
وأضافت الأم حاولنا طوال تلك الفترة أن نحاصر ألم وتعب أسراء وبكل الطرق ولكن دون أى جدوى، ليصبح الأمر الطبى والحل النهائى لها هو علاجها بالخارج حتى تعود بسمتها للحياة من جديد، وحتى تعود إلى حياتها الطبيعية وجامعتها، وأصدقائها، لافته إلى أن قريتها تقف بجانبها دائما وتدعو لإسراء بالشفاء.
وناشدت الأم التدخل لإنقاذ نجلتها من الموت المحقق والوصول إلى بر الأمان بقرار علاج على نفقة الدولة ولكن بالخارج حتى تتمكن من رؤية ابنتها تمشى على أقدامها من جديد وتعيش كزملائها.
الطالبة اسراء ترقد بمستشفى شبين الكوم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة