أكرم القصاص - علا الشافعي

منادى الموتى.. "فار" إعلامى قريته بالدقهلية.. يخبر الأهالى بحالات الوفاة بميكروفون وعربة كارو.. أنشأ صفحة على فيس بوك لمواكبة العصر وعدد متابعيه يزيد عن 25 ألف شخص.. هدفه جمع أكبر عدد لتشييع المتوفين

الأربعاء، 04 أغسطس 2021 06:30 م
منادى الموتى.. "فار" إعلامى قريته بالدقهلية.. يخبر الأهالى بحالات الوفاة بميكروفون وعربة كارو.. أنشأ صفحة على فيس بوك لمواكبة العصر وعدد متابعيه يزيد عن 25 ألف شخص.. هدفه جمع أكبر عدد لتشييع المتوفين "فار" إعلامى قريته بالدقهلية
الدقهلية مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تطورت وسائل الإتصال والإعلام عبر الأزمنة فى ظل حاجة الإنسان للخبر والمعلومة ليكون مدركا لما يدور حوله من أحداث، وكان للتطور التكنولوجى أثرا بالغا على المجال بما جلبه من تقنيات حديثة غيرت من مفاهيم وأساليب الاتصال بين البشر وجعلتها أكثر فاعلية وتأثيرا، وبرغم هذا التطور إلا أن هناك من يزال يحتفظ بالأساليب الإعلامية التقليدية ويمارس دوره الإعلامى بكل دقة وكفاءة ، مستفيدا ببعض العناصر المستحدثة لتطوير أداءه المهنى مع الاحتفاظ بحجر الأساس الأول الذى لا يمكن الإستغناء عنه.

التوك-توك
التوك توك

أراد أن يستكمل مسيرة والده وأن يجعل من حياته أثرا لا يزول، فبوجوده التاريخ لم يتوقف بل أحياه رزق عبدالغفار فهيم من جديد، الشهير بـ"الفار"، المنادى الرسمى على الموتى بقرية المعصرة مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية.

رزق-خلف-التوك-توك
رزق خلف التوك توك

محترف الدعاية الأول بالقرية على الطراز القديم والبالغ من العمر 40 عاما، الذى يجوب الشوارع والطرقات بتوك توك ومكبرات صوتية ليشارك أهالى قريته أفراحهم وأتراحهم، باعثا بصوته خبر فقدان القرية أحد أبناءها، أو إخبارهم بافتتاح أحد المحال الجديدة، ليكون "الفار" سطرا ثابتا من أسطر يوميات قرية المعصرة.

رزق-عبدالغفار
رزق عبدالغفار

فى هذا الصدد يقول "رزق عبدالغفار"، أنه يمتهن مهنة "منادى الموتى" منذ أن كان فى عمر الثامنة، حيث ورث المهنة عن والده وأجداده الذين كانوا يجوبون القرية للإعلان عن أسماء المتوفين بأصواتهم المرتفعة ليعلم الجميع بخبر الوفاة، حتى طور والده المهنة فاستخدم ميكروفون وعربة كارو ومن ثم استفاد "رزق" من التطورات الحديثة للتكنولوجيا، فقام بتجهيز غرفة كاملة مجهزة بأجهزة الصوت والتسجيل للحصول على صوت عالى الجودة يستطيع الجميع فهمه جيدا لمعرفة موعد ومكان الوفاة والدفنة.

رزق-ووالده
رزق ووالده

كما قام بإنشاء صفحة على فيس بوك لمواكبة العصر وضمان وصول أخبار الوفيات لجميع أبناء القرية والقرى المحيطة على مستوى المركز، حتى تخطى عدد متابعيها 25000 متابع، وأصبح أبناء القرية الذين يعيشون خارج مصر يتصلون به ليسألوه عن موعد الدفنة، فيقول "رزق" كلما شهد العالم تطورا شهد مجالى تطورا".

عدة-الميكروفون
عدة الميكروفون

وقال "الفار": كنت ملازما لوالدى دوما منذ صغري، فكنا نجوب القرية بالعربة الكارو لإعلام أهالى القرية بالأخبار، وكان كل يوم برفقة والدي، بمثابة درس جديد لي، وكنت أستشعر دوما حب الناس الشديد لوالدى".

والد-رزق
والد رزق

وأضاف: لا يزال الناس يدعون له بالخير لإتقانه عمله فكان يقول دوما لى ضبط العمل والإتقان والتفانى أهم من العمل نفسه حتى سقانى المهنة، فوالدى كان يحثنى على الإخلاص ومراعاة ضمائرنا فى تعريف كل من فى القرية بخبر الوفاة حتى يحضر الجميع مراسم الدفن والعزاء.

يبدأ-عمله
يبدأ عمله

وأوضح "رزق" أن سبب تسميته بالفار، أنه يرجع لاسم والده عبدالغفار ولتسهيل الاسم على الناس تم تبسيط الاسم للـ"فار"، ومن هنا أصبحوا يلقبونه بـ"الفار" وبات هذا المسمى معلم يعبر عنهم وعن أبنائهم وأحفادهم فى المستقبل.

يتمم-على-التوك-توك
يتمم على التوك توك

وعن شعوره تجاه عمله كمنادى على الموتى، يقول "رزق": "ينتابنى الحزن الشديد عند الإعلان عن حالة وفاة، فجميع من فى القرية أهل وأسرة واحدة متشابكة، ولكننى أحب مجالى فعند قيامى بالإعلان عن أى حالة وفاة، أكون سعيدا لأن بمحاولاتى المخلصة فى توصيل الخبر لجميع أنحاء القرية والبلاد المجاورة سيصلى عدد كبير من أبناء القرية على المتوفى وسيتلقون واجب العزاء، فأشعر بالبهجة عند رؤية الكثيرون يتجمعون عند المقابر ويدعون للمتوفي، فهذه الألفة لا توجد سوى بقرية المعصرة فبمجرد سماع الناس لمناداتى يتوجهون مباشرة للمقابر فى الموعد المحدد".

يثبت-الميكروفون
يثبت الميكروفون

وتابع "رزق": "أكثر المواقف التى أثرت فى أثناء عملى كانت أثناء مناداتى على وفاة والدي، فبرغم من وجع قلبى على وفاته وصعوبة الموقف إلا أننى التزمت بتعاليم والدى لى بضرورة إتقان العمل مهما كانت الظروف".

يقود-التوك-توك
يقود التوك توك

كما تحدث "رزق" عن أغرب المواقف التى تعرض لها فترة عمله، فيقول: "إن أغرب موقف تعرضت له مع أبى هو عند مناداتنا عن وفاة شخص لايزال على قيد الحياة فقد أصابتنا حالة من الذعر عند وصولنا لأهله لنتفاجأ بأن الشخص لايزال على قيد الحياة، ومن هنا بدأنا نتحرى الدقة قبل الموافقة على أى إعلان لحالة وفاة، حيث استطاع أناس الوقيعة بى وخداعى بوجود حالة وفاة فى مكان ما وبعد تجهيز أدوات التسجيل وذهابى للعمل اكتشفت بأن المعلومة كانت مجرد إشاعة"

ويقول "رزق" أنه دوما يراعى مستوى الصوت عند المناداة مما لا يسبب أى ضرر أو إزعاج للأهالي، وأن المناداة هى الوسيلة الأساسية التى يعرف من خلالها أهالى القرية أخبار الوفيات ولذلك فقد تعود الناس على سماع صوته.

وعن ذلك يضيف "رزق": "عند تأخرى فى الإعلان عن حدوث حالة وفاة يبدأ الناس فورا بالاتصال بى ليسألوننى عن سبب تأخرى فى المناداة، فالأهالى تكون لديهم الرغبة فى سماع صوتى والمناداة على حالة وفاة أو احتفالية أو إعلان ما، فالمناداة هى وسيلة الدعاية الأساسية لدينا".

ويرى رزق عبدالغفار فهيم، فى نفسه أنه إعلامى فيقول: "الدور الذى أقوم به لا يقل عما يقوم به أى إعلامي.. أنا إعلامى لقريتي".









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة