روايات البوكر.. عمارة لخوص يتتبع جرائم المال والسياسة في طير الليل

السبت، 28 أغسطس 2021 09:00 ص
روايات البوكر.. عمارة لخوص يتتبع جرائم المال والسياسة في طير الليل رواية طير الليل
كتب عبدالرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمكن تصنيف رواية طير الليل للكاتب الروائي الجزائري عمارة لخوص ضمن الأدب البوليسي، لكن الرواية المختلطة بالسياسة يمكن إحالتها إلى نوعية الروايات الاجتماعية إذ تسرد أحداثًا تبدأ من ثورة التحرير ضد المستعمر الفرنسي إلى فترة نهاية حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

وركز عمارة لخوص على أحداث معينة منها الخيانات والوشايات للجيش الفرنسي التي تعرض لها المناضلون الجزائريون من طرف أبناء بلدهم، وبدايات فترة حكم الرئيس أحمد بن بلة ومغزى اختياره للاشتراكية وإيمانه بالوحدة العربية، ومن ذلك إلى انقلاب هواري بومدين ضد أحمد بن بلة وتأسيس المجلس الأعلى للثورة، قبل ظهور المد الإسلامي بداية من سنة 1986 والأخطاء المشتركة بين العسكر والإسلاميين، وقانون المصالحة الوطنية، والربيع العربى.

وتضعنا "طير الليل" في قلبِ مدينةِ وَهْران، فجر عيد الاستقلال حيثُ يُعثر على مجاهدٍ سابق في ثورة التّحرير مذبوحاً وهنا يقطعُ قائدُ وحدة مكافحة الإرهاب العقيد كريم سلطاني إجازته ليتولّى التّحقيق وثلاثة أسئلة تُلحُّ عليه: مَنْ قَتَلَ ميلود صبري؟ لماذا في هذا اليوم بالذّات؟ وهل في ذلك علامة على عودة سنوات الإرهاب في التِّسعينيَّات وتصفية الخصوم؟ ينطلق التحقيق عبر أحياء وَهران وضواحيها، تتشابك فيه الفرضيَّات وتتوالى المفاجآت، مع التعرض إلى شخصياتٌ بالغةُ التعقيد في مسار الحبكة التي تكشف جوانبَ مِنَ التَّاريخ السِّري لثورة التحرير وتوضيحا لما جرى في سنوات الاستقلال طيلة ستِّين عاماً.

وعبر حبكة تدور وقائعها في يوم واحد فقط، يستدرجُنا المؤلِّف إلى تشابكات الحياة الخفيَّة لعصابات المال والسّياسة والفساد كما يلامس مواضيع عديدة مثل الحُبّ والعنف والحقد والوفاء والخيانة وقَتْل الأخ لأخيه، قبل أن يصل بنا إلى حَلِّ خُيُوط الجريمة.

وعمارة لخوص من مواليد الجزائر العاصمة عام 1970، تخرّج من معهد الفلسفة بجامعة الجزائر، حصل على الدكتوراه من جامعة روما في الأنثروبولوجيا، يقيم في العاصمة الإيطالية منذ عام 1995، ويكتب باللغتين العربية والإيطالية، له من الروايات : "البق والقرصان"، و"كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة