يعيش الأطفال فى قطاع غزة تحت ظروف معيشية صعبة إثر التصعيد المستمر بين حركات المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلى، وفى المقابل، يتنقل "أتوبيس السينما" من منطقة لأخرى بالمدينة فى محاولة لإعادة إحياء الفن ومنح هؤلاء الأطفال فرصة للترفيه والاستمتاع بوقتهم بعيدًا عن أصوات الرصاص وتفجيرات القنابل وتفاصيل الحياة القاسية التى تحيط بهم من كل مكان.
ونفذت مؤسسة إنقاذ المستقبل الشبابى فى قطاع غزة، مبادرة فريدة من نوعها لإدخال البهجة على نفوس الأطفال، وذلك باستخدام هذا الأتوبيس الذى يصل طوله إلى 10 أمتار وبعرض 4 أمتار، حيث حولت المؤسسة الأتوبيس إلى قاعة عرض سينمائى متنقلة تنثر البهجة من منطقة لأخرى وتعيد التألق للفن السابع فى القطاع، وذلك حسب تقرير نشرته "العين الإماراتية".
أتوبيس السينما فى غزة
ومن جهته، يوضح محمود الهرباوى، منسق مشروع "أتوبيس السينما"، أن الفكرة جاءت بعد عرض فيلم "أنيميشن" على شاشة عرض فى الشارع بالتنسيق مع متطوعين، داخل مخيم النصيرات، وهى تجربة حظيت باهتمام وتفاعل كبيرين من الأهالى الذين طالبوا بعروض أخرى لأطفالهم.
وقال الهرباوى، "نظرًا لعدم وجود سينما فى غزة قررنا الانطلاق بفكرة "أتوبيس السينما" ليجوب القطاع، وينشر الفرح والبهجة فى أماكن متعددة، مع التركيز على الأماكن المهمشة"، لافتًا إلى أن الأتوبيس يتجول بين المحافظات ويستهدف المدارس والمؤسسات ليقدم عروض سينمائية تناسب الأطفال وتعيد البهجة إليهم.
صالة العرض داخل أتوبيس السينما فى غزة
أتوبيس السينما فى غزة مشروع لنبذ العنف
وأكد أن الأفلام المعروضة ثقافية وتوعوية ومجازة من وزارتى التعليم والثقافة، مشيرًا إلى أنه يجرى مراعاة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا عن طريق تعقيم الأطفال وتوفير أجواء مناسبة داخل الأتوبيس الذى جرى تهيئته ليكون قاعة عرض متنقلة.
بدوره، يشير حسام وشاح، منسق الأنشطة فى "أتوبيس السينما"، إلى أن أهمية المبادرة تكمن فى عدم وجود سينما فى القطاع، موضحًا أن الأفلام المعروضة تهدف إلى نبذ العنف وتعزيز قيم التسامح والمحبة والقيم الأخلاقية لدى مختلف الشرائح خاصة الأطفال.
وأكد أن قرابة 28 ألف شخص تمكنوا من مشاهدة الأفلام التى يعرضها الأتوبيس حتى الآن خلال جولاته المختلفة، وذكر أن الفكرة طبقت على أيدى مختصين مهرة، بعد أن احتضنت وتبنت جمعية "إنقاذ المستقبل الشبابى"، المشروع الذى موله الاتحاد الأوروبى.
أتوبيس السينما فى غزة مشروع لتعزيز قيم التسامح بين الأطفال
الأطفال داخل قاعة عرض أتوبيس السينما فى غزة
وبحسب وشاح، فقد جرى تصميم الأتوبيس بتفاهم وتوافق بين فريق المؤسسة، والفريق المصمم والمنفذ من خبراء ومهندسين، وذلك بعد وصول الأتوبيس مثل الأتوبيسات الأخرى من الخارج، لافتًا إلى أن التصميم المعدل جرى تنفيذه بالكامل فى القطاع.
وأوضح أنه جرى توسعة الأتوبيس مترا من كل جانب عبر فكرة "الهيدروليك" إلى جانب توفير طاقة شمسية لتشغيله، ومصعد لذوى الإعاقة، وأجهزة إنذار وأمان للأطفال، وكاميرات مراقبة، وباب أمان خلفى فى حالات الطوارئ، وأجهزة تكييف، وشاشة عرض داخلية وأخرى خارجية.
الصغار والكبار يستمتعون بأفلام أتوبيس السينما فى غزة
تطبيق إجراءات الوقاية لحماية رواد أتوبيس السينما فى غزة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة