دندراوى الهوارى

الرياضة صناعة وقوى ناعمة عظمى.. الأمل فى الاستثمار المحترف وهيكلة الاتحادات 

الأحد، 22 أغسطس 2021 12:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع انتهاء كل بطولة أولمبية، على وجه التحديد، تخرج أصوات من حناجر غاضبة وساخطة، تارة، ومطالبة بضرورة حساب المقصرين، ومساءلة قيادات اللجنة الأولمبية، وفتح ملفات الاتحادات المقصرة، والفاشلة فى تحقيق أية ميداليات، تارة أخرى، ومع مرور الوقت، تبرد نيران الغضب وتهدأ، وتعود منافسات مباريات كرة القدم، ويشتد صراع النقاط بين قطبى الكرة المصرية، وينسى الجميع، ونستيقظ فجأة على اقتراب موعد الدورة الأولمبية التالية.
 
سيناريو مكرر منذ ثلاثينيات القرن الماضى، ومستمر حتى الآن، لذلك يجب - وعلى وجه السرعة - التدخل الجراحى، لفتح الملفات على مصراعيها، بهمم المصلحين، والمؤهلين من أهل الكفاءة والثقة أيضا، وتنحية الهواة وأصحاب الهوى، جانبا، ونبنى على حالة البطلة المصرية، فريال أشرف، صاحبة الميدالية الذهبية الوحيدة فى أولمبياد طوكيو الأخيرة.
 
حالة البطلة فريال أشرف، تؤكد غياب التخطيط المحترف، واندثار دور المسؤولين باللجنة الأولمبية، وعدد كبير من اتحادات اللعبات المختلفة، وأن قماشة قدراتهم الفنية ضيقة ومهترئة، لا تدفع بأبطال، يحصدون الميداليات ويحققون الانتصارات الكبرى فى المحافل الدولية المختلفة، ورفع راية مصر عالية خفاقة.
فريال أشرف، لم تحظ باهتمام اتحاد اللعبة، ولا المسؤولين عن اللجنة الأولمبية، وأن حصدها للميدالية الذهبية، بذراعها وجهدها فى مركز شباب المرج، ومع ذلك استطاعت رفع علم مصر عاليا، وحصدت ميدالية ستسجل فى التاريخ، كون لعبة الكاراتيه أول وآخر مرة تشارك فى الأولمبياد.
 
وكون فريال أشرف، القادمة من مركز شباب المرج، تفوز بميدالية ذهبية، بجهد ذاتى، فما البال لو كانت اللجنة الأولمبية ومن خلفها اتحادات اللعبات المختلفة، قد وضعت الخطط المناسبة، وبشكل علمى واحترافى، وابتعدت عن الفهلوة والمجاملات الصارخة وتنحية المشاعر الشخصية بعيدا، لإعداد أبطال، كان يمكن لمصر حصد عدد كبير من الميداليات، قولا واحدا.
 
الحقيقة، أن قطاع الرياضة متأخر ومتراجع ولا يواكب ما يحدث فى مصر من إنجازات شبيهة بالمعجزات فى كل القطاعات، وأن القائمين على الرياضة فى اتحادات اللعبات المختلفة، بعيدون كل البعد عن الاحترافية، رغم أن الدولة وفرت المنشآت المبهرة، وقدمت كل أنواع الدعم والمساندة، لتنظيم البطولات الكبرى، بداية من بطولة الأمم الأفريقية التى نظمتها القاهرة 2019، ونجحت نجاحا مبهرا، ومرورا ببطولة أمم أفريقيا للشباب تحت 23 سنة والمؤهلة لأولمبياد طوكيو، وفازت بها مصر، ونهاية بتنظيم بطولة العالم لكرة اليد، بشكل احترافى مذهل، أبهر العالم، رغم جائحة كورونا. 
 
إذن الدولة، لم تدخر جهدا فى تقديم كل الدعم للاتحادات المختلفة لتنظيم بطولات كبرى، إلا أن الاتحادات وبصراحة موجعة، بجانب المسؤول عن اللجنة الأولمبية، لم يقدموا شيئا لقطاع الرياضة، ولم يسهموا فى تقديم أبطال يمثلون مصر فى المحافل الدولية.
 
لذلك فإن الأمل كبير للغاية، فى الاستثمار الرياضى، ودخول شركات وطنية كبرى، مثل استادات للاستثمار وإدارة المنشآت الرياضية، بجانب شركات أخرى، أحدث حركا كبيرا فى هذا المجال، وتمكنت فى وقت قصير من وضع الخطط لإعداد أبطال فى مختلف اللعبات، بشكل علمى واحترافى، واستعانت بكفاءات كبيرة للتدريب، وأسست أندية سيتى كلوب، فى مختلف المحافظات، بدءا من أسوان، وحتى كفر الشيخ، للبحث والتنقيب عن موهوبين فى مختلف الألعاب، وتدريبهم وإعدادهم ليكونوا أبطالا، يحصدون البطولات الكبرى، إقليميا ودوليا، كما يحصدون الميداليات فى الأولمبياد المقبلة.
 
نموذج شركة استادات الوطنية، فى الاستثمار الرياضى، وبشكل علمى واحترافى، وترحيبها للتعاون مع كل الكيانات الراغبة فى الاستثمار، بما يحقق المصلحة العامة، واحترام كامل للتعاقدات، إنما يمثل انطلاقة حقيقية، وعلاجا لأمراض الرياضة المزمنة، مع ضرورة تغيير منهجى فى إدارات الاتحادات المختلفة، وضرب الروتين والمصالح الخاصة، والانتقال إلى الإدارة بالأهداف.
 
الرياضة يا سادة، صارت صناعة كبرى، وقوى ناعمة عظمى، انظروا إلى الدورى الإنجليزى لكرة القدم، وما يمثله من مداخيل بالمليارات، وانظروا لسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا، فى كل ألعاب الاوليمبياد، وحصدها الميداليات المتنوعة، كقوى كبرى، وناعمة أيضا، حتى فى قارتنا، توجد دول حققت نجاحات كبيرة فى صناعة الأبطال، وأقولها صراحة، ممكن لمصر أن تُحدث طفرة فى صناعة الرياضة، بشرط إبعاد العقول المسيطر على أدائها الروتين، ومساندة ودعم الاستثمار الوطنى، الذى يُدار بفكر علمى واحترافى رائع.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة