"إنهم أصحاب إرادة وإصرار اختاروا أن يقضوا حياتهم مثلهم مثل البشر الطبيعيين، خلقهم الله مصابين بإعاقة فى إحدى حواسهم، وقد تكون أغلب حواسهم مصابة، لكن هذا لم يعيقهم من الوصول إلى أحلامهم وتحقيق النجاح، فإن أخذ الله منهم شيئًا فقد أعطاهم ما هو أهم ليساعدهم فى إحراز أهدافهم وليثبتوا لنا جميعا أن النجاح حليفهم تحدوا إعاقتهم، فالإعاقة ليست إعاقة الجسد بل إعاقة الفكر والروح، وعندما تتوفر الإرادة القوية يستطيع المرء أن يوظف قدراته ويتجاوز العقبات ويحقق النجاح مهما كبلت جسده القيود".
كان من بين هؤلاء المتفوقين النابهين، الطفل سمير محمد سمير 15 عاما، والذى حصد المركز الأول فى إحدى المسابقات التى نظمها قصر ثقافة الزقازيق فى إلقاء الشعر، كما حقق التفوق دراسيا بحصوله على مجموع 269 فى الشهادة الإعدادية هذا العام.
"لما جيت اكتب عن أمى لما جيت أكتب عن أمى قلت عنها شايلة همى قلت دى بتجرى فى دمى"، كانت هذه الكلمات التى اختارها الطفل سمير محمد مقيم بندر بلبيس محافظة الشرقية، لإلقائها فى المسابقة التى نظمها قصر ثقافة الزقازيق فى إلقاء الشعر لذوى الهمم وحصل فيها على المركز الأول، وكأنه أراد من خلال تلك الكلمات توصيل رسالة حب واعتراف بفضل والدته عليه التى تحمله على يديها وتتنقل به من منزلها بمدينة بلبيس إلى الزقازيق عاصمة الشرقية، لتشجيعه على تنمية موهبته.
وقال سمير إنه حقق التفوق دراسيا هذا العام، وحصل على مجموع 269 فى الشهادة الإعدادية، وسوف يلتحق بالثانوية العامة وحلمه تحقيق التفوق دراسيا للالتحاق بكلية الطب تخصص أطفال، مردفا أنه شارك فى عدد من المسابقات المخصصة لذوى الهمم فى إلقاء الشعر وحاز فيها على المركز الأول وكانت آخر تلك المسابقات التى نظمها حزب مستقبل وطن بالشرقية وحصد فيها المركز الأول.
وقالت "دينا" والدة سمير إنها متزوجة من أحد أقاربها ورزقها الله منه بطفلين هما سمير 15 عاما ومروان 11 عاما، مصابان بمرض وراثى، من أعراضه قصر القامة ويؤثر على النمو والعظم، لكنه لا يؤثر على العقل، وهذا قضاء الله، الذى عوضها فيهما خيرا بتفوقهما دراسيا.
لم يقصر الأبوان فى رعاية موهبة نجلهما "سمير" ، حيث تحرص والدته على اصطحابه وحمله على كتفيها لحضور كافة الفعاليات التى يدعى إليها من أجل هوايته المفضلة إلقاء الشعر، مشيرة إلى أن "سمير" طفل هادئ وملتزم واجتماعى يحب الحديث مع الناس فى أى مكان يتواجد به على عكس شقيقه مروان خجول فى تعامله مع الناس، وتحرص الأم على تشجيعه هو الآخر على ممارسة هوايته المفضلة فى الإجازة الصيفية، وأن زوجها أكبر داعم لهما فى توفير كافة أمورهم، وفى نهاية اللقاء ألقى الطفل "سمير" قصيدتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة