المفتى: الإخوان لم يريدوا الأزهر منذ البداية وصنعوا كيانات موازية

الجمعة، 02 يوليو 2021 10:02 م
المفتى: الإخوان لم يريدوا الأزهر منذ البداية وصنعوا كيانات موازية الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن استغلال الدين من قِبل جماعة الإخوان كان واضحًا، وإذا استُغل الدين من أجل أغراض سياسية يكون هناك مخالفة للشرع الشريف، وتكون هناك جريمة قد ارتكبت فى حق هذا الدين لأن الإسلام يستوعب الجميع.

وأضاف المفتى خلال لقائه الأسبوعى فى برنامج "نظرة" مع الإعلامى حمدى رزق على فضائية صدى البلد، اليوم، أن الدين جاء ضابطًا لأمور الحياة جميعًا ولذلك لا يجوز لأحد أن يستغله ويقول أنا وحدى فقط الذى يمكن أن يفسر هذا الدين، وأن أضبط به حركة الحياة من وجهة نظرى أنا.

وحول فكرة الاستعلاء الإخوانية بالدين، قال فضيلة المفتي: إن فكرة الاستعلاء ناتجة عن احتكار الحق، مشيرًا إلى أن سيد قطب اعتبر أن الإسلام قد غاب، وفكرة الاستعلاء بالدين هى فكرة إخوانية فى المقام الأول أريد بها أن يوجد أناس هم فوق الجميع.

وأكد المفتى، أن الإسلام جاء رحمة للعالمين، ولم يفترض أبدًا أن العالم سيكون كله مسلمين، ولكن أقر التنوع وأقر الناس على التنوع، وقد قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ).

وأوضح أن قضية التنوع هى قضية حتمية فى الوجود؛ ولذلك فالإسلام لما جاء تعامل مع هذا الواقع الذى فيه المسلم وغير المسلم والثقافات المتعددة. كما أن مجتمع المدينة المنورة كان فيه التعددية، ومع ذلك لم يكن النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى خطابه يومًا مقصيًا لغير المسلمين، بل وضع وثيقة المدينة التى احتوت الجميع واعترفت بأنهم جميعًا أبناء هذا الوطن، فالإسلام لا يعرف قضية التفريق.

ولفت إلى أن النموذج المصرى فى العيش المشترك والمواطنة الحقيقية يعطى دروسًا للعالم أجمع، مؤكدًا أن الدساتير والقوانين المصرية كانت مفصحة فى هذا الأمر منذ دستور 1923، بل منذ عهد عمرو بن العاص، فالمصريون طبقوا المواطنة بارتياح وانسيابية تامة وبشكل عملى قبل أن نسطر ذلك فى دساتير وقوانين.

وأضاف أن التجربة المصرية هى تجربة عصية منذ عمق التاريخ، وأكدت أننا أمة واحدة، ولما جاء من أراد الفتنة وقف له الشعب المصرى بالمرصاد، وكانت ثورة 30 يونيو مصححة لهذا الخطاب الذى اختطف وجاءت بخطاب آخر جديد قال به الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما نادى بتجديد الخطاب الدينى واستبداله بخطاب دينى صحيح ينقض المصطلحات التى لفظناها جميعًا.

وأكد المفتى، أن الإخوان لم يريدوا الأزهر منذ البداية وصنعوا كيانات موازية لينظر الشعب إلى كيانات الدولة على أنها ضعيفة، ولإيجاد حاجز بين مؤسسات الدولة وبين الشعب، واستغلوا كذلك الخدمات الاجتماعية لاستمالة الناس فى غيبة الدولة فى ذلك الوقت.

وأوضح أن الدولة المصرية الآن قد وعت هذا الأمر وأطلقت العديد من المبادرات المهمة بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، على رأسها مبادرة تكافل وكرامة وحياة كريمة وتطوير الريف المصرى وغيرها، لتحقق مبدأ الاهتمام بالمواطن المصرى وتحمل المسؤولية تجاهه.

وقال مفتى الجمهورية: إن الخطاب الإخوانى خاصة قبل 30 يونيو كان يجعل الفروع من الأصول، فنظام الحكم الذى درسنا طوال عمرنا أنه من الفقه، جعلوه فى دائرة أصول الدين الذى هو جزء من العقيدة ويكون من لم يطالب به داخلًا فى دائرة الكفر وعدم الإيمان؛ ولذلك يسهل التكفير فى هذه الحالة، والإغراق فى التبديع وجعل ما كل يفعله الإنسان بدعة، ويستدلون فى كل موضع بحديث النبى صلى الله عليه وآله وسلم: "إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدَثاتها، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار".

وأوضح أن قراءة هذا الحديث منعزلًا عن غيره من الأحاديث الأخرى قراءة كلية يصل إلى فكرة التبديع والجمود خوفًا من البدعة، وهذا ليس غرض النبى صلى الله عليه وآله وسلم الذى أراد لنا أن ننطلق فى الحياة ونبدع وننجز، والصحابة فهموا هذا الأمر وانطلقوا إلى الآفاق وعمروها.

وأكد مفتى الجمهورية، أن الذى يريد الإقصاء ونشر فكر التبديع والتكفير ويستغل الدين لصالح مصالحه الحزبية والشخصية لم ينجح على مر التاريخ، بداية من الخوارج وحتى الإخوان وأمثالهم، لافتًا النظر إلى أن ثورة يونيو لم تكن فقط ثورة على نظام حكم أراد أن يفرق هذه الأمة ويستغلها من أجل مصالحه الشخصية والحزبية، وإنما كانت ثورة من الشعب المصرى الذكى لتصحيح المسار واستعادة الخطاب الدينى المختطف لصالح الدين القويم.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة