حازم الشريف يكتب: 30 يونيو ثورة إنقاذ وطن

الأربعاء، 30 يونيو 2021 08:48 م
 حازم الشريف يكتب: 30 يونيو ثورة إنقاذ وطن
حازم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علينا جميعاً أن نتخيل شكل الدولة المصرية لو إستمر حكم الإخوان، وظلوا فى الحكم يملكون مقدرات الشعب المصرى، لكنا أصبحنا مجتمعا عشوائيا يسوده عدم الوعى والجهل بحقيقة الدين، وإتباع سياسة الولاء والطاعة للعشيرة والجماعة، وإقصاء كل ماهو دون ذلك، والتفريق بين أبناء الوطن الواحد، والنظر إلى مرجعيته وتصنيفه: إخوانى، ليبرالى، مسلم، مسيحى، ولأصبحت الدولة المصرية مفككة إلى عدة دويلات صغيرة، عاصمتها الدولة الإخوانية القائمة على الشعارات، وخداع الشعب، وتقديم مصالح شخصية دنيئة على حساب المصلحة العامة للوطن.
 
ففى هذه الفترة انعدمت وتهمشت الخبرات والكوادر، وكان الاعتماد فى التكليف والاختيار على الولاء للأهل والعشيرة، حتى وإن كان القائم بهذا التكليف لا يصلح لأداء مهامه ومتطلباته، فكانت سمات هذه الفترة التشتت والتخبط فى جميع المجالات، حتى تآكل الاحتياطى النقدى وأوشك على النفاذ وأصبحت البلاد تواجه خطراً حقيقياً مؤكد الحدوث.
 
فقد كانوا يعملون على تأسيس دولة إخوانية موازية للدولة المصرية تحل فيها ميلشياتهم المسلحة المأجورة محل الجيش المصرى العظيم القاهر لجيوش العالم على مر العصور، كما تحل لجانهم الشعبية محل جهاز الشرطة بكل أركانه ونظامه، وكانت منطقة سيناء ولاية خاصة تحت قبضة الميلشيات المسلحة، يحكمها الفكر الإرهابى المتطرف.
 
كما كانت الدولة المصرية فى هذه الفترة تدار بالشعارات و التجمعات وحشد الأهل والعشيرة، للتحدث عن المشكلات دون حلها، فبدلاً من العمل على حل مشاكل أبناء الوطن وفهم مقاصدهم كانوا يتباهون بالمليونيات التى كانت تخرج ضدهم المطالبة بالإصلاح والمعيشة الكريمة فى توهم منهم  أنه حريه للتعبير عن الرأى  و كأن هذا هو الإنجاز و الغاية و لم يدركوا أن الإنجاز الحقيقى هو الإصلاح و حل مشكلات الشعب على أرض الواقع فعلى سبيل المثال بدلاً من إصلاح منظومة المرور و إنشاء طرق و محاور جديدة لإستيعاب حركة السيارات كانوا يتباهون بعدد المخالفات المرورية التى كانت تحرر بواسطة لجانهم الشعبية كان هذا هو النهج و الفكر المتبع فى طريقة إدارتهم للبلاد.
 
كما كان أمن مصر القومى وسيادتها منتهكا، ولا وجود له فى هذه الفترة، مما أعطى الفرصة لدول وأطراف خارجية لطالما حلمت بالنيل من مصر، والتدخل فى شئونها للسيطرة على قلب المنطقة النابض، وتحقيق حلم كان صعب المنال فسنحت لها الفرصة فى هذه الفترة، وقُدمت لها على طبق من ذهب لتحقيق مخططاتها وأطماعها الرديئة. 
 
فطفح الكيل بالشعب المصرى وفاض به، وخرج فى جميع أنحاء البلاد مطالباً بإسقاط هذا الحكم الغاشم، وجاءت ثورة 30 يونيو لتبث شريان الحياة لمصر والمصريين، ولتبنى وطنًا، وتصحح مسارًا وتفتح آفاق الحلم والأمل أمام ملايين المصريين الذين هتفوا ضد «سماسرة الأوطان» وسارقى الأحلام ليستردوا مصر الحرة.
 
و بدأت مصر فى تنفيذ مشروع ضخم عظيم إسمه الدولة المصرية الحديثة و الرجوع إلى مكانتها الطبيعية التى تليق بها دولة المؤسسات و القوانين و ليست دولة أفراد دولة كل المصريين بكل طوائفهم و توجهاتهم و ليست دولة فصيل معين أعطى لنفسه الحق و الشرعية فى كل شئ دولة تمضى قدماً نحو مستقبلٍ أفضل و ليست دولة تسير بشكل عشوائى و عكسى نحو القرون الوسطى. 
 
وإنطلقت مسيرة الشعب نحو البناء على كافة الأصعدة تحت قيادة وطنية واعية وفى حماية جيش وشرطة بذلوا أرواحهم من أجل الحفاظ على مقدرات الشعب المصرى العظيم بمحاصرة الإرهاب ووقف انتشاره وملاحقته أينما كان. 
فنحمد الله على هذه الثورة المجيدة المنقذة  لمصرنا الحبيبة ووطننا الغالى.
 
حفظ الله مصر و شعبها و جيشها الأبى العظيم.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة