أحمد إبراهيم الشريف

فما بكت عليهم السماء والأرض.. اعرف قدرك

الأحد، 27 يونيو 2021 09:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من غرائب التركيبة الإنسانية أن كل واحد فينا يظن نفسه محور الكون، كأن الله سبحانه وتعالى خلق كل شىء لأجله هو فقط، وهذا الشعور بالمطلق ليس سيئا، طالما فى إطار النعمة والحمد، ولكنه فى إطار التجبر والتكبر هو شعور سيء، ويصيب الإنسان بأمراض نفسية واجتماعية لا حصر لها.

يقول الله سبحانه وتعالى قى سورة الدخان "فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ" ما تقوله لنا هذه الآية ببساطة، إننا عادة نظن فى أنفسنا الظنون، لدرجة اعتقاد بعضنا أنه لو أصابه شيء سيكون تأثيره كبيرا لدرجة أن الأرض والسماء ستبكيان عليه، كأنما سيؤثر فى العالم الكبير بالفعل، وبالطبع فإن ذلك لا يحدث.
 
دعك من بعض الإشارات فى كتب التراث التى تقول لك إن السماء تبكى على البعض، ودليل بكاؤها حمرتها، أنا لا أعتقد ذلك، وكل الكلام المنسوب إلى سيدنا النبى، عليه الصلاة والسلام، فى هذا الشأن، موقوف حسب علم الحديث، ولكن هذا ليس موضوعنا، إنما نحن هنا ننظر إلى دلالة الآية الكريمة، التى تقول لك لا تغتر بشيء، ولا تعطى نفسك فوق قدرها، ولا تظن أن نهايتك هى نهاية الدنيا، أبدًا، سوف تنتهى حياتك كما انتهت حياة الذين من قبلك، وسيجلس أهلك حزانى يوما واثنين وثلاثة، وربما سنة، وسيذكرونك بالخير أو بالشر، ثم تستمر الحياة.
 
عليك تخيل أنك فى اللحظة التى تتنفس فيها هناك مليارات من البشر يتنفسون أيضا، فى داخل كل واحد منهم عالم مكتمل، لهم أحلامهم وطموحهم، أنت لا تعرف عنهم شيئا، ولا هم يعرفون عنك شيئا، نحن بشكل أو بآخر مجرد مجاميع فى مشهد، كل منها يظن أن الكاميرا تذهب إليه وحده، وذلك من حكمة الله سبحانه وتعالى، فلو شعر الواحد منا أنه "كومبارس" سيفقد الرغبة المطلوبة لاستمرار الحياة، فهو "بطل" فى حياته الخاصة بين أهله ومجتمعه، ولكنه فى الإطار العام ليس كذلك هو "مكمل للصورة"، والذين يستطيعون التفرقة بين الجانبين فيعرفون أنهم "أبطال وكومبارسات" فى الوقت نفسه، هم الناجون.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة