أحمد التايب

"الشطح والنطح" ومهنة اليوتيوبر الجديدة.. إلى متى؟

الإثنين، 21 يونيو 2021 12:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مما لا شك، أن وسائل التواصل الاجتماعى أتاحت فضاء واسعاً، استخدمه البعض من روادها استخداما حراما وسلبيا فحولوا "النعمة" بالاستفادة منها فى خدمة ورقى وتقدم المجتمعات إلى نقمة ومحنة باستغلال منصاتها بلا ضوابط فلا تقدير لحرمة المعلومة سواء فى نقلها أو طرحها، أو مراعاة للقيم الأخلاقية للشعوب، بل استغلوها كمنصة خاصة لنشر الفضائح سواء بغرض الانتقام أو التشفى، أو بغرض التربح المالى وجمع اللايكات والشهرة، حيث انتشرت صفحات وقنوات لا تراعى الثوابت الأخلاقية، لا يهم القائمين عليها غير جنى المال الحرام من تسويق الجنس أو المنشطات وإثارة الغرائز، أو تصفية للحسابات الشخصية والأسرية، بل وصل الأمر إلى بث أرقام هواتف ساقطات فوجدنا شبكات للدعارة تدار من خلال الإنترنت ومواقع التواصل.

 

ناهيك من أن هناك صفحات ومواقع محتواها الرئيسى هو الخوض في أعراض الناس، وخاصة أعراض وحياة الشخصيات العامة وذوى الشهرة، بل الخطورة الحقيقية فى أن البعض أصبح يستخدم هذه المنصات كمسرح للخناقات سواء بالتراشق بكل صوره أو بنشر الفضائح بأنواعها أو تلفيقها حال الاختلاف، أو الابتزاز لكسب مال أو جمع لايكات حرام، أو استخدامها كمنبر للتأثير وقتل الأوطان.

 

والخطورة أن استخدام البعض منصات التواصل الاجـتماعى يأتى في إطار "الشطح والنطح" فأصبحنا أمام عالم ومهنة جديدة اسمها اليوتيوبر، أصحابها يستخدمون هذه المنصات بتقديم هراء أخلاقى بداعى التوعية واستظراف بداعى الكوميديا والضحك، وانحلال بداعى التحرر، الكل يعتقد أنه العارف الحقيقى، وأنه مخول له فعل أى شىء فى أى وقت دون رقيب، متناسين أن حرية الــرأى إذا لم تلتزم بالضوابط والأصــول تتــحول إلى فوضى عارمة.

 

وهنا وجب دق ناقوس الخطر، بضرورة مواجهة هذه الظواهر السلبية، لأن عوالم وسائل التواصل الاجتماعى عوالم عامة مفتوحة لجميع الثقافات والعادات والمجتمعات، والدخلاء فيها كثيرون، بل أن مكمن الخطورة يتمثل في أنها أصبحت شريكة فى صنع الرأى العام نفسه، لا التأثير فيه فقط.

 

وأخيرا لا ننسى أن كل علماء أهل الثقة، وأزهرنا الشريف، أكدوا أن من صور إشاعة الفاحشة، هو تداول أخبارها وتتبعها، وكثرة الخوض فيها، والمبالغة فى عرضها وحكايتها؛ واقعيًّا وإلكترونيا، وقد قال الحق سبحانه في هذا الشأن "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"..










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة