"انتبااااااه"..كلمة تسمعها بمجرد أن تطأ قدميك الباب الرئيسي لليمان 400 بسجون وادي النطرون على الطريق الصحراوي، الذي تم انشائه قبل 27 سنة من الآن.
اليوم السابع يجري معايشة بسجون ليمان 440
بمجرد أن تدخل من الباب الرئيسي تجد في مقدمة المباني مستشفى ضخم متطور لعلاج السجناء والكشف الدوري عليهم، وإجراء العمليات الجراحية اذا تطلب الأمر، حيث يضم المبنى عدد من العيادات المتخصصة وأماكن لصرف الأدوية.
وما أن تتحرك على يسار المستشفى حتى تشاهد مساحات خضراء كبيرة، فتتأكد أنك داخل ملاعب السجون مترامية الأطراف، حيث يقضي بها النزلاء ساعات التريض، ويتم اجراء دورات رياضية يشارك فيها النزلاء للتغلب على الوقت.
تترك الملاعب وتتحرك قليلًا خلفها، لتسمع أصوات عديدة متداخلة، تتأكد أنك أمام أضخم ورش إنتاجية خلف أسوار السجون، تشمل ورش تصنيع السجاد والحدادة وإصلاح الأجهزة الكهربائية، وغيرها من الورش، التي يعمل بها النزلاء، بعد تعليمهم هذه الحرف.
السجناء أكدوا لـ"اليوم السابع" خلال إجراء معايشة معهم، على أن إدارة السجن تصر علي تعليمهم المهن المختلفة، حتى إذا ما انتهت العقوبة وخرجوا من السجن يجدون مهن يعملون بها وتدر عليهم مصدر رزق حلال، حيث تحرص السجون على الإصلاح والتهذيب المستمر خلف أسوار السجون.
تترك الورش، وتتحرك بعض الأمتار لتجد نفسك بأماكن تنمية المهارات المختلفة، وتشمل مكتبة ضخمة تضم عددًا من الكتب يتسلل إليها النزلاء للقراءة والتغلب على الوقت من خلال تصفح الكتب واستعارة بعضها لعنابرهم لتكون ونيس لهم طوال الليل.
إلى جوار المكتبة، تجد غرفة أخرى لتنمية المهارات تضم عدد من اللوحات الفنية التي رسمها السجناء بأيديهم، لتكتشف أنك داخل مرسم كبير يشارك فيه النزلاء بمواهبهم المختلفة.
منظومة التغذية حجز مساحة كبيرة داخل السجن، حيث يوجد مطبخ كبير لإعداد الوجبات للنزلاء "الجراية" والتي تحتوي على كافة العناصر الغذائية الأساسية، يعمل به مجموعة من النزلاء، وإلى جواره يوجد المخبز الذي يوفر كميات من الخبز للنزلاء، ثم كافتيريا السجن التي تضم مأكولات إضافة لمن يريد الحصول عليها بجوار "الجراية".
تطوير كبيرة شهدته السجون، في عهد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، واهتمام بالنزلاء وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان وصون كرامة السجين، فاذا كان قد أخطأ في حق نفسه والمجتمع فقد جاء للسجن لقضاء العقوبة المستحقة لذلك.
"نتلقى كافة أوجه الرعاية ونستقبل أهالينا في أوقات الزيارات الرسمية"، هكذا تحدث السجناء لليوم السابع، وأضافوا:"المعاملة هنا طيبة ونلقى كل احترام من قبل القائمين على السجن".
وشهدت سجون مصر ، بناءً على توجيهات اللواء محمود توفيق، عملية تطوير، تؤكد التزامها بتنفيذ المعايير الدولية لحقوق الإنسان فى ملف السجون، حيث توفر غذاء صحى للسجناء ومشروعات صناعية وزراعية وإنتاجية من مزارع الانتاج الحيوانى والداجنى والسمكى والتى تُعد من أهم سُبل تنفيذ برامج التأهيل للنزلاء، وما من سبيل لتحقيق الاكتفاء الذاتى الغذائى للسجون إلا لما يقوم به قطاع السجون من عمليات التطوير للمشروعات القائمة والتوسع فى إنشاء مشروعات جديدة يمكن من خلالها استيعاب أعداد أكبر من النزلاء سعيًا لتحسين أحوالهم المادية وتأهيلهم على النحو الأمثل.
عمليات التطوير التى شهدتها السجون، بقيادة اللواء طارق مرزوق، لم تقف عند هذا الحد، وإنما امتدت وصولًا لوجود إجراءات صحية للنزلاء بشقيها الوقائى والعلاجى، فبمجرد أن تطأ قدم السجين السجن يلقى رعاية طبية اذا استلزم الأمر، سواء من خلال مستشفيات السجون أو مستشفيات وزارتى الصحة والتعليم العالى فى حالة تفاقم الأمر.
وفى هذا الصدد، حرص قطاع السجون على زيارة الطاقة الاستيعابية للأسرة الطبية وعدد ماكينات الغسيل الكلوى وغرف العمليات للاهتمام بصحة السجناء، وتم استحداث عنابر جديدة للنزلاء من ذوى الاحتياجات الخاصة وتجهيزها على النحو الذى يلائم حالتهم الصحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة