د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب.. العِبْرة بالمتلقى

الجمعة، 28 مايو 2021 07:36 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب.. العِبْرة بالمتلقى داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

أحيانًا يندهش الإنسان عندما يأتي بتصرف واحد مع شخصين مختلفين، فنجد رد فعل كل منهما مُناظر للآخر، بالرغم من أن التصرف هو ذات التصرف، ومن أتى به هو ذات الشخص، فنجد المُتلقي الأول قد يستحسن السلوك، في حين أن الآخر قد يشجبه ولا يستسيغه.

وهنا أتذكر أحد الأمثلة التي قيلت أمامي، وهي أن الشخص ينفخ في يديه في الشتاء، لكي يبث فيها الدفء، في حين أنه ينفخ في السائل الساخن لكي يبرد ويستطيع أن يحتسيه، رغم أن الأداة واحدة وهي النفخ، وخرجت من ذات الفم، إلا أن ردة الفعل قد تباينت بين اليد والسائل الساخن، فالأولى سخنت والثانية تبرد.

وعليه، فما يجده أحد الأشخاص ميزة لا يُضاهيها أية ميزة أخرى، قد يراها الآخر عيب لا خلاف عليه، فمثلاً فد تحسد إحدى النساء إحدى صديقاتها على زوجها الرومانسي، في حين أن الزوجة ذاتها تشعر أن تلك الرومانسية هي أخطر وأسوأ عيب في زوجها.

وهكذا، فالتباين في الآراء أمر عادي ومقبول، ولكن غير المقبول هو عدم قدرة كل شخص على تقبل رأي وفكرة الآخر، وهذا ليس لعيب في الناس، فهذه هي الطبيعة البشرية، عندما تقتنع وتؤمن بشيء يصعب أن ترى عكسه أو بديله، بل على العكس لا تتقبل فكرة الرأي المُناهض لرأيها.

والحقيقة أن من يرى أن الهواء الذي يخرج من الفم يُدفئ اليد الباردة لا يمكن أن يقتنع أنه يمكن يُبرد الدخان الخارج من السائل الساخن، والعكس صحيح.

وعليه، فالعِبْرة ليست بمُصدر القرار، ولا بآت الفعل، ولا من يسلك التصرف، وإنما العِبْرة فقط بالمُتلقي، فهو الشخص الوحيد الذي يُعول عليه في تلقي الفعل والتصرف والسلوك والإحساس.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة