أحمد إبراهيم الشريف

قل من حرم زينة الله.. أهل التحريم وأهواؤهم

الأحد، 02 مايو 2021 09:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينجح الأفراد ومن ورائهم تنجح الدول والأمم على حسب الرغبة فى الحياة، وعلى مقدار الشغف الذى يسكن الروح، وعلى قدر الإيمان بأن الله رحيم وبأنه أوجد كل هذا الخير من أجل عمار البشرية واستمرارها. 
 
يقول لنا الله سبحانه وتعالى فى سورة الأعراف "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِى لِلَّذِينَ آمَنُوا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" ويقول لنا الدارسون لفقه الدين "إن الأصل فى الأشياء الإباحة".. فما بالنا نجد قوما الاصل لديهم التحريم؟
أول ما علينا تذكره فى هذا الأمر أن هؤلاء المحرّمين لكل شىء ليسوا طارئين علينا، بل هم موجودون منذ قديم فى كل الأديان وفى كل الحضارات، ينطلقون من فكرة أن ما يستجد على الإنسان بدعة، لأن السلف لم يفعلوه، هؤلاء الناس نوعان، النوع الأول مؤمن بما يقوله ويطبقه على نفسه، وخطورة هذا النوع أنه يتوقف بالحياة تماما، يقسو على نفسه ويقسو على غيره، وهؤلاء لا يملكون مستقبلا لنا أو لأنفسهم.
 
والنوع الآخر، يملك خطابا عن التحريم لكنه لا يطبقه على نفسه، بل يصدره لنا نحن الذين نتلقى خطابه، بينما هو يبرر ويؤول لنفسه ما يشاء من حلال وحرام، وهؤلاء يملكون نفاقا أثره على المجتمع خطير ومدمر.
 
ولو عدنا لتأمل الآية السابقة، سنجد استنكارا من الله سبحانه وتعالى ممن تطاولوا على الحق وراحوا يحرمون ما أحله لنا، فى نوع من التدخل فى شئون لا يعلمونها، سواء باستخدام قياس خاطئ أو تأثرٍ بأمم أخرى لها ظروفها ولها مبادئ مختلفة تستمد منها تشريعاتها.
 
من هنا نعلم أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الطيبات من الرزق كى نحرمها نحن، ونروح نعاقب أنفسنا بالمنع والحرمان والتحريم، بما ينعكس أكثر على تعاملنا مع الواقع الذى يقتضى شغفا ورغبة فى الحياة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة