تعد النجارة من المهن الحرفية الشاقة التى اقتصر دخولها على الرجال فقط غالبية الوقت، ولكن غادة ورحمة قررتا كسر القاعدة ودفعهما حبهما للأعمال الخشبية إلى دخول المهنة والتخلى عن خوفهما ومواجهة المجتمع الذى يضع البنات فى قوالب محددة، وذلك على الرغم من سنهما الصغير وأصبحتا تنافسا الرجال بقوة فى مجال النجارة.
وعلى الرغم من نشأتهما فى الصعيد والمعروف عنه تقاليده الصارمة للبنات، إلا أن غادة عدلى ورحمة سامح الطالبتين بالصف الثانى فى كلية التربية النوعية، قسم فنى، محافظة أسيوط، استطاعتا تحطيم التابوهات وخرجتا لتقلد مهنة لطالما أحباها وهى النجارة وعملتا بإحدى شركات تصنيع الأثاث.
رحمة وغادة خلال عملهما بورشة النجارة
وعن بداية عملهما بمهنة النجارة قالت غادة لليوم السابع :" احنا لسه بندرس في كلية تربية نوعية قسم فنية في سنة تانية ، الفكره بدأت معايا من فتره من 5 شهور، وبدأ كمجرد هواية، أنا محبة للأخشاب جدا، وكنت بشوف صور على النت وبشوف فيديوهات على اليوتيوب للديكورات والأنتيكات وكل حاجه بتتصنع بالخشب وكان بيبقى عندي شغف أعرف واتعلم بيتعمل إزاي وبشوف أساسيات صناعة الخشب، وبالصدفه شفنا إعلان على الفيس بوك عن ورشة عمل مجانية لمدة 3 أيام بتعلم أساسيات الخشب.
رحمة وغادة يعملان بمجال النجارة
وتابعت غادة قائلة :"سجلت أسمي أنا وصديقتي رحمة ورحنا أول يوم واتعرفنا على أنواع الخشب والفرق بين الخشب الطبيعي والخشب الصناعي وتاني يوم اتعلمنا استخدام الآلات وإزاي نأخد احتياطتنا منها، وفى ثالث يوم صنعنا منتج بنفسنا، و بعد ما أنهينا مدة التدريب، حبينا المجال أكثر وكان عندنا حماس أننا نتعلم في المهنة دي وناخد خبرة فيها، وطلبنا من أصحاب الورشه، إننا ننضم ليهم ونشتغل معاهم وهما وافقوا، واتعلمنا واستفدنا كتير ودلوقتي احنا بنقدر نصنع أي منتج بنفسنا".
خلال العمل بالورشة
وعن مواجهة الأهل والمجتمع عند دخول مهنة النجارة قالت غادة :"في الأول أهلي كانو رافضين الفكرة تماما لأنها مهنة شاقة للبنت وكانو بيخافوا عليا من خطورة الآلات وكمان أني لسه بدرس، بس بعد كدا لما شافو إصراري وحبي أني أتعلم واكمل في مجال النجاره وشافوا اني قادرة عليها وواخدة حذري كويس أقتنعوا ووافقوا وهما اكتر ناس بيشجعوني وبيدعموني دلوقتي".
طالبتان تعملان بالنجارة
وأضافت قائلة :"أما بالنسبة لباقي المجتمع، كان في ناس كتير بتستغرب ومصدومين ويقولوا إزاي دي مهنة صعبة و للرجال فقط ومش هنقدر عليها و كنا بنسمع كلام سلبي كتير بس مكناش بنسمح إنه يأثر فينا وأهم حاجه أننا بنعمل حاجه أحنا حبينها وفخورين بيها وفي نفس الوقت كان في ناس بتدعمنا وواثقين فينا وحقيقي أنا فخوره بلقب صنايعية ومبسوطة أني قدرت أكسر كل القيود وقاعدة للرجال فقط وحققت حلمي".
العمل بورشة نجارة
أثناء العمل بالورشة
وعن كيفية التعامل مع الآلات قالت غادة :" في البدايه كان هناك خوف منها وكنت بخاف أني أمسكها عشان حدتها بس بعد كدا مع التدريب واجهت الصعوبات دي و بقيت أفهم فيها وأعرف استخدمها كويس والموضوع بقى سهل بالنسبالي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة