موكب المومياوات الملكية.. دراسة تكشف تفاصيل الاهتمام العالمى بالحضارة المصرية

الأحد، 04 أبريل 2021 11:00 م
موكب المومياوات الملكية.. دراسة تكشف تفاصيل الاهتمام العالمى بالحضارة المصرية موكب المومياوات الملكية
كتب محمود العمري

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الاحتفالية العالمية بموكب المومياوات الملكية تحول من حدث رسمي وثقافي وأثرى إلى حدث شعبي بامتياز خلال الأيام الأخيرة، وذلك على ضوء الاهتمام الجماهيري بالحدث، وقيام عشرات المدونين الوطنيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بذكر تفاصيل الاحتفالية، وتقديم اقتباسات من تاريخ الحضارة المصرية القديمة بوجه عام، مع التركيز على سيرة الملوك والملكات الذي سوف يتضمنهم هذا الموكب.
 
وتابعت الدراسة أن هذا التحول، من الاحتفالية ذات الطابع السياحى والرسائل الناعمة للخارج، تحولت إلى احتفالية شعبية أيضًا ذات رسائل شعبية خالصة فى إطار الحروب الثقافية ومحاولات المشاريع الإقليمية والدولية لمحو المشاعر الوطنية في إطار استراتيجيات الإبادة الثقافية، وإلغاء الحس الوطنى والقومى وعدّه تخلفًا ورجعية مقابل الانتماء إلى قيم العولمة دون سواها، وأن يصبح التطرف الدينى هو الانتماء الوحيد.
 
وأوضحت الدراسة أنه تعرضت الأمة المصرية دون غيرها، إلى أشرس موجة من حروب الإبادة الثقافية، من أجل محو الحس الوطني والقومية المصرية والانتماء المصرى من نفوس الشعب، ما بين أفكار الجامعة العالمية أو الأممية تارة فى نسخة يسارية وتارة في نسخة الجماعات الإسلامية التي تم صناعتها في أروقة المخابرات الغربية، وتارة نسخة مدمجة ما بين الإسلام السياسي واليسار، إضافة إلى محاولات دمج مصر في عالم جغرافي كبر بغية محو “مركزيتها” الثقافية والتاريخية، سواء المركزية الأوروبية التي تخدم الرؤية التوراتية الصهيونية، أو المركزية الافريقية التي تحاول نسب المصريين إلى عرقية الأمريكيين الأفارقة، أو سود القارة الأمريكية، وصولًا إلى الأفكار المتطرفة في القومية العربية، وما بين اليسار والقومية العربية والإسلام السياسي والعولمة والصهيونية، حاولت كافة تلك المشاريع أن تنال من مصر، سواء عبر دول عظمي، أو الوكلاء الإقليميين للمؤامرة، وبينما هنالك دول من حولنا نسيت هويتها الوطنية والقومية، وتحولت إلى دول دينية في رداء متطرف، ظلت الروح الوطنية المصرية حاضرة وقوية.
 
ولفتت الدراسة أنه لهذا السبب كانت الوطنية المصرية عصية على التفكيك في حروب الإبادة الثقافية، وأيضًا كانت الدولة المصرية عصية على التفكيك أمام الحروب التقليدية مثل الحروب الصليبية ثم الاستعمار القديم والجديد والحروب بالوكالة والحروب الباردة وصولًا إلى الحروب الحداثية عبر افتعال الثورات الملونة وتمويل الإرهاب الديني وصناعة القلاقل الداخلية باسم الديموقراطية وحقوق الانسان.
 
وأشارت الي إن ما نراه اليوم من اهتمام شعبي وصحوة ثقافية ووطنية بتاريخ الحضارة المصرية الأم، هو السبب الرئيس لاستقرار مصر واستحالة هزيمتها مهما مر الزمن، لأن للأمة المصرية جذورًا في التاريخ لا يمكن اقتلاعها إلا بمحو تاريخ العالم أجمع، فمصر هي أقدم دولة في التاريخ وأقدم دولة مركزية في التاريخ وأقدم مؤسسة عسكرية في التاريخ، وأقدم أمة عرفت الله والبعث والخلود والحياة الآخرة والفلسفة والفلك والرياضيات واللغات والأديان، وبالتالي فإن على العالم أن يمحو ثقافته كلها أولًا قبل أن يفكر في المساس بالوطنية المصرية الشعبية أو استقرار الدولة المصرية.
 
واوضحت الدراسة أن هذه الأصول الحضارية الموجودة في مصر، هي أساس ترميم الدولة المصرية كلما مرت بمراحل الاضمحلال، ما بين الاضمحلال الأول والثاني في سنوات الحضارة القديمة، أو سنوات الربيع العربي ما بين عامي 2011 و2013 في العصر الحديث، هذا المرتكز التاريخي والثقافي الذي لا ينضب، هو سر الحياة.. سر مصر إلى الأبد، ومع هذا الاحتفاء الشعبي، تكتمل الرسالة المصرية الرسمية إلى العالم اجمع، بأن مصر للمصريين، ومصر مصرية فحسب، فلا تتبع المشروع الإسلامي أو المشروع العروبي أو المحاور الاشتراكية أو النيوليبرالية وغيره، ينبع أصولها من ذاتها وينبع ذاتها من تاريخها ولا ترتكز على بقاء نظام صديق في الشرق أو الغرب، بل ترتكز على بقاء الروح الوطنية موقدة فحسب.
 
واختتمت الدراسة إن الهدف الرئيس للعدو كان دائمًا ضرب الروح المعنوية للدول والمجتمعات المستهدفة، ويأتي احتفال اليوم، ليوضح أن كافة الحروب الرقمية والمعنوية ومحاولات دفع الأمة المصرية للانتحار المعنوي قد فشلت، وأنه متى اشتعلت النيران في معابد الأجداد وصدحت الموسيقي المصرية القديمة، سوف تجد الشعب المصري على قلب رجل واحد في مواجهة العدو.
 
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة