
اسماء بالمطبخ تعد الاطعمة

اسماء بطلة الكراتيه
قالت نجلاء إبراهيم نصر ، معلم أول لغة عربية، والدة أسماء مصطفى، ولدت طفلتها طبيعية لكن حتى عمر السنتين، لم تكن تبتسم لأحد ،لا تنتبه لأحد،ولم تنطق بحرف واحد ،وفي عمر الثلاث سنوات ازداد الأمر سوءا ، وازداد عصبيتها وصراخها ،وبكاء متواصل وعدم النوم ليلا،لم تتكلم حتى عمر الخامسة ،تمشي على أطراف أصابعها بحركاتها النمطية والتكرارية ،لا تنتبه لأي شئ ،لا تعرف أسمها ولا تعرف شيئا عن العالم من حولها ،لا تدرك الخطر،وتخاف من كل شئ،أشخاص ،طيور،حيوانات،مواصلات..كل شئ.

اسماء تطهي الاطعمة
وأضافت والدة أسماء ، لـ" اليوم السابع" بعد مراجعة أكثر من طبيب أكد الجميع ،أنه أوتيزم، فبحثت عن معنى أوتيزم، بعدما وجدت حالة ابنتها تزداد سوءا مع أخذ الأدوية،ولكن أدركت فيما بعد أن هذه الأدوية هي فقط مهدئات،وأنه ليس علاج لحالتها،فبدأت رحلة الألف ميل عندما بحثت بالانترنت عن معنى أوتيزم،لتجد منشورات عدة ومقالات وكتب عن التوحد،فهرولت بين الصفحات تبحث عن العلاج،لتجد سطرين اضطراب نمائي لا علاج دوائي له.

بسبوسه من عمل وصناعة اسماء مصطفى
وقالت نجلاء نصر، أصيبت بحالة من الانكسار والضعف والاكتئاب والحزن اللامتناهي ، كانت تنظر لابنتها وتقول كيف تتواصل معها، وكيف تتفاهم معها ، وقلبها ينفطر عن نجلتها التي تعيش في عالم منعزلة عن العالم.

حلويات من صناعة اسماء مصطفى
وأضافت والدة أسماء،أحيانا كنت أرسم بسمة علي وجه ابنتي المتجبس الذي لا يبتسم أبدا.كأنه بحر راكد الماء لا حركة فيه ولا حياة ولا أمواج، متسائلة هل ستظل ابنته تصرخ ليلا ونهار؟وهل ستظل لا تعلم من هي ومن نحن؟ هل ستظل لا تدرك المخاطر؟وستظل تخلع ملابسها وترميها، تساؤلات عدة تدور في خاطرها لا تجد لها إجابة.

رسم وتلوين اسماء مصطفى
وقالت والدة أسماء ، وخلال تلك الرحلة الشاقة عبر أيام وشهور وسنوات تمر ثقيلة ،بدأت تتنقل من مركز لآخر بحثا عن تطور لحالة ابنتها،فقابلت من بخل بعلمه عنها ، وثالث مد لهم يد العون ودعمهم وساعدهم، فتعلمت من أجل ابنتها،فدرست التخاطب وصعوبات التعلم ،وحضرت كورسات عن تنمية المهارات.،وحضرت ورش عمل عن التكامل الحسي، وبفضل من الله وتوفيقه أصبحت أخصائية ابنتها.

شهادة لاسماء مصطفى بطلة الكراتيه
وأضافت نجلاء نصر، بفضل الله ، تبدلت حالة نجلتها وهي الآن بالصف الثالث الابتدائي متفوقة ومحبوبة من معلماتها وصديقاتها، ولاعبة كاراتيه، وحصلت على المركز الأول في بطولة براعم بالاتحاد المصري فرع كفر الشيخ، مقدمة الشكر لكل من ساعد نجلتها في تبدل حالتها.

صناعة اسماء مصطفى
وقالت والدة أسماء ، تبدلت حالة اسرتنا فبعد أن قاست خلال سنوات 7 من عدم التواصل مع نجلتها أصبحا أكثر تلاحما وتفاهماً وتعلمت نجلتها خلال مرافقتها لها في كل ما تقوم به من أعمال ، فتحولت تلك الطفلة الصغيرة خلال أقل من عامين لشيف يجيد طهي الأطعمة المتعددة، لتشارك نجلتها في مسابقة الشيف الصغير تحت رعاية مجلة النجوم، وتفوز بتلك المسابقة.
.jpg)
اسماء مصطفى
وقال مصطفى يسر العزب ، معلم أول علوم ، والد أسماء مصطفى ، أن نجلته .استطاعت أن تحارب اضطرابها وتحاول، واحيانا نسقط ثم نقف ونبدأ من جديد ، فأسماء بطلة قصتها، واستحقت عن جدارة لقب المبدعة الصغيرة قاهرة التوحد، فبالصبر والحب والتقبل نحن نستطيع ، وكأنها تقول نحن مختلفون مبدعون فتقبلونا وادعمونا كما نحن، مؤكدة أنها يريد أن تنتشر قصة نجلتها لهدف واحد ، ألا تيأس الأسر عندما يصاب أحد من أفراد أسرتهم بمرض ،فالمحاولات والارتتضاء بالقضاء والقدر، والمحاولات المستمرة وعدم اليأس تتبدل الأحوال، فإصابة نجلته عبر تلك السنوات كان دافعا منها ومنهم على تحدي المستحيل لتتحول للنقيض تماماً.