نشاط دبلوماسي مكثف للجامعة العربية في غضون أيام.. أبو الغيط يقدم غطاء "العروبة" للعراق لحماية "الهوية" من الأدوار الإقليمية.. وسوريا ولبنان في قلب اهتمامات الكيان المشترك.. وتنسيق مع تونس لدعم الجوار الليبى

الأحد، 11 أبريل 2021 08:00 ص
نشاط دبلوماسي مكثف للجامعة العربية في غضون أيام.. أبو الغيط يقدم غطاء "العروبة" للعراق لحماية "الهوية" من الأدوار الإقليمية.. وسوريا ولبنان في قلب اهتمامات الكيان المشترك.. وتنسيق مع تونس لدعم الجوار الليبى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من النشاط الدبلوماسي، شهدتها جامعة الدول العربية، في الآونة الأخيرة، في ضوء زيارات متواترة قام بها مسئوليها، إلى العديد من الدول الأعضاء، بالإضافة إلى المشاركة الفعالة في المؤتمرات الدولية المتعلقة بالأزمات العربية، وذلك للتعبير عن دعمها في الأزمات، التي تمر بها، في انعكاس صريح لأهمية الدور الذى يقوم به الكيان العربى المشترك، في المرحلة الراهنة، والتي تتسم بحساسيتها الشديدة، أضفت عليها الأوضاع الدولية، أبعادا جديدة، وربما غير مسبوقة من التحديات، ناهيك عن الطبيعة المستحدثة للتحديات الدولية الجديدة، والتي اتسمت بتجاوزها الحدود الزمنية والجغرافية، على غرار أزمة وباء كورونا، والتي باتت تمثل ثقلا كبيرا على كاهل الدول المتقدمة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، ودول أوروبا الغربية، رغم ما تملكه من إمكانات كبيرة.

ففي غضون 10 أيام، بدأت بمشاركة فعالة من قبل جامعة الدول العربية في مؤتمر بروكسل الخامس لدعم مستقبل سوريا، في 30 مارس، وذلك في إطار السعي نحو حشد الدعم الدولى لمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السورى، سواء داخل الأراضى السورية أو خارجها، والتأكيد على أهمية التوصل لحل سياسى شامل للصراع الذى تشهده البلاد، بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن الدولى، رقم 2254، كما قام الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط بزيارتين إلى كلا من تونس والعراق، وذلك في إطار دعم القضايا العربية، بالإضافة إلى الزيارة التي أجراها الأمين العام المساعد حسام زكى إلى لبنان، وذلك للمساهمة في حل الأزمة، التي تعانيها البلاد، والتي تتجلى في عدم القدرة على تشكيل الحكومة الجديدة.

ولعل الملاحظة الأبرز، التي تتبادر إلى الذهن، بمجرد النظر إلى النشاط الدبلوماسي المكثف الذى قام به مسئولو المنظمة الإقليمية العريقة، يجد أن ثمة بعدا إنسانيا مشتركا بين كافة القضايا التي تتداخل فيها، يترتب بصورة مباشرة على حالة التداخل الدولى والإقليمى في تلك الدول، جراء الصراع على النفوذ، وهو الأمر الذى يتطلب بشكل مباشر لوجود قوى من قبل المظلة العربية المشتركة، والتي تمثل الحارس الأهم لـ"الهوية"، بهدف إنقاذ الشعوب من تداعيات تبدو كارثية حال استمرار الأزمات التي تلاحقهم، في ضوء أعباء إضافية فرضتها أزمة فيروس كورونا، والتي تركت نتائج اقتصادية كارثية على دول "عظمى"، وبالتالي تبقى تداعياتها على مناطق الصراع مؤلمة للغاية.

السفير حسام زكى فى لبنان
السفير حسام زكى فى لبنان مع الرئيس ميشال عون

فعلى الرغم من الغياب السورى، عن المظلة العربية مؤقتا، تبقى أحد المحاور الهامة التي تركز عليها الجامعة في المرحلة الراهنة، في ظل معطيات جديدة، ترتبط بالداخل السورى، إثر الأوضاع الاقتصادية الصعبة، من جانب، بينما يبقى للأزمة وجها أخر، يرتبط بمعاناة اللاجئين السوريين خارج الحدود، نتيجة عدم قدرة الدول المستضيفة لهم تحمل الأعباء الاقتصادية المترتبة على وجودهم على أراضيهم، ناهيك عن تفاقم الأزمات المحيطة بدمشق إثر التدخلات الإقليمية، وهو ما يبدو واضحا في التواجد العسكرى لبعض القوى هناك حتى الآنوالتي كانت بمثابة السمة الرئيسية للأزمة منذ اندلاعها قبل 10 أعوام، مما ساهم في تفاقمها بصورة كبيرة.

من جانبه قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية، السفير حسام زكى: إن الأزمة السورية ممتدة عبر عشر سنوات وتنتقل من مرحلة لأخرى من مراحل صراعها، حاملة معها قدراً لا يُمكن تصوره من المعاناة الإنسانية وتزايد معدلات اللجوء والفقر، والتدخلات الخارجية والاحتلال، وضياع المقدرات الوطنية لهذه الدولة العربية، محذرا من التواجد الأجنبي على الأراضي السورية سواء من قبل القوى الإقليمية المحيطة أو القوى الدولية، في الوقت الذى استطاعت فيه التنظيمات الإرهابية إعادة تنظيم صفوفها من جديد وعاودت نشاطها بقوة، إذ لم تتغير البيئة السياسية والاجتماعية التي أفرزتها من الأصل.

وشدد زكى، في كلمته أمام مؤتمر بروكسل في أواخر شهر مارس الماضى على الحاجة لمزيد من الدعم لجهود الإغاثة الإنسانية للشعب السوري داخل وخارج سوريا، مجددا دعوة الجامعة العربية إلى تحرك دولي جاد نحو إنهاء هذا الصراع المرير، بما يضمن الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية.

أحمد أبو الغيط فى لقائه مع رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى
أحمد أبو الغيط فى لقائه مع رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى

الحالة السورية، ليست الوحيدة، ففي زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى تونس، لم يكن الهدف الوحيد هو التنسيق، على اعتبار أن تونس ستترأس الدورة العادية الثلاثين لمجلس الجامعة، وإنما حملت في طياتها مناقشة العديد من الأوضاع الإقليمية خاصة في ليبيا، والتي لم تنجو من التدخلات الإقليمية منذ "الربيع العربى"، والتي تمثل الجوار المباشر للدولة العربية، وبالتالي تصبح طرفا فاعلا، لدعم ليبيا والخروج بها من مستنقع الأزمة التي دامت لسنوات، بحكم الموقع الجغرافى، بالإضافة إلى دورها باعتبارها الرئيس الجديد لمجلس الجامعة.

الأمر ربما لا يختلف في زيارة أبو الغيط، إلى العراق، والتي بدأها اليوم السبت، والتي شهدت لقاءات مهمة مع كافة المسئولين في الدولة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى، حيث أعرب الأمين العام عن الدعم الكامل من قبل الكيان العربى المشترك، وذلك لتجاوز الأزمات التي أحاطت بها منذ سنوات طويلة.

ففي مؤتمر صحفى مع وزير الخارجية العراقى فؤاد حسين، قال أبو الغيط: إن الجامعة العربية تدعم العراق، مؤكدا أن الجامعة "تحت إمرة" الدولة العربية، بما يؤمن مصالح شعبها. وأضاف أن الجامعة ستستضيف القيادة العراقية لإطلاعها على حجم التطورات الذى يشهده مقر الجامعة.

تصريح الأمين العام، يهدف، في طياته، إلى حماية "الهوية العربية للعراق، والتي تشهد محاولات كبيرة من قوى غير عربية لتجريدها من هويتها للعمل لصالحها، وبالتالي توسيع نفوذها على حساب الدول العربية، وهو ما يعنى إدراك إدارة الجامعة لحاجة بغداد لما يمكن تسميته بـ"غطاء" الهوية، من أجل مجابهة تلك المحاولات، التي تعتمد أساسا على زعزعة الاستقرار في الداخل العراقى، عبر إثارة الفرقة والانقسام بين أبناء الوطن الواحد.

بينما تبقى الأزمة اللبنانية في قلب الاهتمام من قبل المنظمة الإقليمية العريقة، وهو ما يبدو كذلك في زيارة الأمين العام المساعد، السفير حسام زكى، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، يوم الخميس الماضى، في مسعى مهم من قبل الكيان العربى المشترك، لتحقيق "لم الشمل"، بين مختلف أطراف اللعبة السياسية في العراق، وذلك بهدف إنقاذ بيروت من تفاقم محتمل لأزماتها الإنسانية، بالإضافة إلى احتواء الغضي الشعبى الناجم عن حالة الانقسام التي أضرت الاقتصاد والمجتمع، بالإضافة إلى أضرارها السياسية التي تضرب بجذورها في عمق الشارع اللبناني منذ سنوات.

من جانبه قال زكى: إن الوضع يجب أن يشهد حلحلة سياسية أولا حتى يمكن الحديث عن تحسن الأوضاع الاقتصادية، وهو ما يحتاج إلى مساعدة عربية ومد يد العون للأطراف والفرقاء السياسيين، معربا عن استعداد الجامعة العربية على القيام بهذا الدور، مشترطا قبول الأطراف.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة