"علاقتي بمصر كعراقي، هي علاقة تاريخية عريقة، تمتد إلى آلاف السنين من التآلف والانسجام والبناء المشترك، وقد استندت إلى هذا الإرث الحضاري الثمين لأبني علاقاتي مع الوسط الثقافي المصري، والمصريين أهلنا، ومنذ صغرنا استلهمنا الفكر والمعرفة، وتعلمنا من الفن المصري، ما لا مجال لذكره وها أنا أعمل جاهدًا على استثمار ثروتي الفكرية في أرضها الخصبة لتثمر خيرًا بإذن الله تعالى".
هذ الكلمات نبعت من قلب إعلامي ومُفكر عراقي، اعتبر مصر هي وطنه الثاني، وذلك من قبل زيارته الأولى إلى أرضها أول مرة عام 2012م، فلقد وهب نفسه لدراسة ثقافتها وحضارتها منذ نُعومة أظفاره، وعندما زارها لأول مرة، عمل على تطوير العلاقات الثقافية والفنية بين العراق وإقليم كُوردستان (العراق ومصر)، لذلك أقام وبالتعاون مع المؤسسات الثقافية والفنية المصرية العديد من المُؤتمرات والندوات وورش العمل، وتكريم المُبدعين من البلدين في القاهرة، واستضافة العشرات من مُبدعي الدولتين في بغداد وأربيل والقاهرة، وتم تكريمه في أحد المؤتمرات بلقب (ابن النيل والفرات)؛ وهذا بسبب عشقه لمصر، وهيامه بكل الفُنون والآداب، واهتمامه بدراسة الحضارات، وثقافات الشعوب.
فبالفعل، الفن والأدب والموهبة ليس لهما أرض محددة، أو وطن بعينه، فالموهبة الخصبة تفرض نفسها تلقائيًا في أي مكان تتواجد فيه، خاصة لو كانت موهبة حقيقية نابعة من إحساس صادق، وقلم حُر، وفكر مُبدع.
لذا نجد كل الأوطان والشعوب، وخاصة مصر تفتح ذراعيها لمثل هذه العُقول التي تهب نفسها للعلوم والثقافة والإنسانية، وتفتح ذراعيها كذلك لتلك القلوب التي تنبض بحُب وطنها، وبحُب الثقافة والحضارة، والتي تُحاول تغيير الفكر النمطي، وذلك عن طريق التجول في بُحور العقل الإنساني، لإخراج أفضل وأنقى ما فيه.
وكل هذا توافر في شخص الدكتور (قيس الرضواني) وهو إعلامي عراقي من مدينة كركوك، ولج عالم الثقافة والصحافة منذ نعومة أظفاره، وتتلمذ على أفكار أساطين الثقافة العراقيين والعرب والعالميين، وترأس قسم العلاقات العامة والإعلام خلال مراحل عمله الحكومي، وأسس العديد من الصحف والمجلات المعنية بالواقع الثقافي العراقي، والعربي، والعالمي.
والذي أحب مصر لدرجة أنه اعتبرها وطنه الثاني، لذا أصبح قريبًا إلى قلوب المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة