على بعد دقائق من مدينة كفر الدوار، بالبحيرة فى طريقك إلى الطريق الصحراوى، لابد أن بلفت انتباهك مزارع الخرشوف المنتشرة على ضفتى الطريق بصورة لافتة للنظر، وكذلك مئات الشباب والفتيات اللذين يعملون على قدم وساق لتجهيز محصول الخرشوف لتصديره إلى الخارج.
إنها قرية سيدى غازى.. أشهر قرية فى مصر لإنتاج وتصدير الخرشوف إلى العالم، حيث تنتشر مراكز تجهيز الخرشوف فى كافة أنحاء القرية تمهيدا لتصديره إلى كافة أنحاء العالم.
"اليوم السابع" حاول الاقتراب من هذا المشهد لرصد تفاصيله المختلفة، فى البداية، يقول علاء صباح أحد أهالى القرية، إن سيدى غازى تضم أكثر من 140 عزبة كلها تعمل فى زراعة وتجهيز محصول الخرشوف وتعتمد عليه بشكل أساسى لكسب أرزاقهم وتوفير فرص عمل لكافة الشباب.
ويضيف أن مراحل تصدير محصول الخرشوف تبدأ من المزارع مرورا بالجلاب الذى يقوم بجلب المحصول من الأراضى الزراعية لتوصيلها إلى مراكز التجهيز والتى تسمى "النولات" والتى بدورها تقوم بتجهيز المحصول وتقطيعه بطرق معينة وتسليمه إلى المصانع الخاصة التى تقوم بتصديره إلى الخارج.
ويتابع قائلا إن الخرشوف يدخل فى تصنيع الكثير من المنتجات ومنها الأدوية والمنتجات الغذائية لما له من قيمه عالية المستوى.
هانى أبو معاذ، صاحب مركز لتجهيز الخرشوف، يقول إن المركز الخاص به يضم العديد من الشباب والفتيات اللذين يعملون على تنظيف الخرشوف وتقطيعه على حسب طلب العميل، مضيفا أن هناك صورا متعددة لتقطيع الخرشوف، ويتم وحفظه تمهيدا لتصديره والذى يلاقى رواجا فى العالم خاصة دول أوروبا وشرق آسيا.
ويقول إبراهيم عبد الله أحد العاملين، إن عملية تجهيز الخرشوف تمر بعدة مراحل مثل التقطيم والتقليع والتقشير ثم الحفظ فى محلول "السيتريك" الأمن على الصحة بعدها تتم عملية التصنيع وفقا لطلبات المصدرين.
ويضيف أن المئات من الشباب والفتيات يعملون فى مجال تجهيز وتصنيع الخرشوف بأجر يومى يصل إلى حوالى 300 جنيه.
المهندس عادل سعد مندور، مدير أحد مصانع المواد الغذائية، يقول إن خرشوف منطقة سيدى غازى هو الأشهر عالميا ويطلب بالاسم من المستوردين، وذلك لجودته الفائقة بالمقارنة بالدول الأخرى.
ويضيف أنه يتم تصنيع وتقطيع الخرشوف على حسب طلبات العملاء والمصدرين مثل الأقراص والحشو والشرائح وغيرها من الطرق والمواصفات التى تختلف فى طريقة التصنيع.
ويوضح مندور أن عملية تصنيع الخرشوف تمر بعدة مراحل فنية بداية من تنظيف المنتج وسلقه ثم تبريده بما يشبه عملية البسترة، ثم تجميده أو وضعه فى محلول ملحى للتخليل تمهيدا لتصدير إلى الخارج.
ويطالب محمد إسماعيل، أحد أهالى قرية سيدى غازى، ضرورة تطوير وتنمية منظومة إنتاج الخرشوف بالمنطقة لتكون منظومة متكاملة بعيدا عن العشوائية وتحكم المصدرين فى الأسعار والإنتاج ويتم إنشاء بورصة زراعية للخرشوف يضمن المنافسة العادلة.
ويضيف أن منطقة سيدى غازى لها مقومات كبيرة يمكن استغلالها وتنميتها لتكون نموذجا مصريا عالميا للإنتاج الزراعى الصناعى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة