آمال عثمان تكتب: المثقفون يواجهون طيور الظلام.. لا توجد مهن موصومة ومعصومة.. زاهي حواس: الدول تتقدم بالفن وتهدم بالقضاء عليه.. حسين فهمي: تاريخ فى الكفاح الوطني.. مصطفى الفقى: لا يجب تحميل الفن خطايا المجتمع

الثلاثاء، 09 فبراير 2021 07:42 م
آمال عثمان تكتب: المثقفون يواجهون طيور الظلام.. لا توجد مهن موصومة ومعصومة.. زاهي حواس: الدول تتقدم بالفن وتهدم بالقضاء عليه.. حسين فهمي: تاريخ فى الكفاح الوطني.. مصطفى الفقى: لا يجب تحميل الفن خطايا المجتمع زاهى حواس و حسين فهمي ومصطفى الفقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

امال-عثمان
 

السفير العرابي: الفنانون خط دفاع متقدم عن الدولة المصرية

مصطفى الفقى: لا يجب تحميل الفن خطايا المجتمع

النائبة فريدة الشوباشي: من يهاجمون الفن هم أعداء للوطن

د. ليلي تكلا : النقابات الفنية المسئولة عن محاسبة أعضائها إذا وجد انحراف

الكاتب محمد سلماوى: تاريخ البلاد صنعته القوى الناعمة وليست الجيوش

د.عبد الناصر عمر: لا يوجد إنسان سوى نفسياً لا يتذوق الفن

 

في الوقت الذي نتباهي بالفنانين في كل احتفالاتنا، وبمواقفهم الداعمة للدولة المصرية في كل الأزمات والتحديات، ونعتبرهم أحد أدوات التنوير وتوعية المجتمع، ونفخر بأدوارهم الوطنية على امتداد التاريخ، وبمواقفهم الشجاعة في التمهيد لثورة 30 يونيو، وبأعمالهم الفنية العظيمة التي شكلت الوجدان العربي من المحيط إلي الخليج، تخرج علينا طيور الظلام تضبح في سماء الوطن، وتدعي وصايتها علي الفضيلة، وتعلو أصواتها المعادية للفن والجمال، لتُحرض المجتمع ضد الفن والفنانين، مستهدفين تشوية قوة مصر الناعمة، وطمس الهوية المصرية، وإفساح الطريق أمام الفكر الظلامي المتزمت، والعقول الرجعية المعادية للتحضر والحداثة.

 

حالة من الغضب والاستياء عمت المثقفين على اختلاف توجهاتهم وأيدلوجياتهم الفكرية، بعد الإهانات والاتهامات الأخيرة، سواء التي تفوه بها نائب تحت قبة البرلمان، أو التى صدرت من أحد الشيوخ الأجلاء، خلال خطبة الجمعة داخل الجامع الأزهر الشريف، ورغم أن العالم الجليل سبق وأبدى احترامه وتقديره لأهل الفن، إلا أنه عاد واتهم الأفلام والمسلسلات بالفحش والفجور، وأنها سبب الأوبئة والفيروسات والمشاكل والأزمات في الأمة العربية.

 

رفض المثقفون سيطرة من يدعون لأنفسهم الوصاية على الفن، ومحاولات تضييق مساحة الإبداع، وتشويه وهدم خط الدفاع المتقدم عن الدولة المصرية، وسلاحها القوى الذي سيطرت به على المنطقة العربية، ونددوا بمحاولات تمزيق اللُّحمة الوطنية، التي تحققت بعد ثورة 30 يونيو، واعتبروا ما يحدث مخططا لتقويض الفن، وإرهاب الفنانين وملاحقتهم، والزج بهم في ساحات المحاكم، والعودة إلى قضايا الحسبة، كما يفتح المجال أمام الجهلاء المتشددين والمتطرفين لقتلهم معنوياً وبدنياً.

 

إن أحدا لا يدعي الفضيلة أو العصمة للفنانين أو غيرهم من فئات المجتمع، فهناك أطباء وقضاه ومدرسين وشيوخ وبرلمانيون طالتهم الاتهامات، وارتكبوا أفعالا يعاقب عليها القانون، ولم يحدث أن طالت الإساءة الجميع، وإذا كانت هناك تجاوزات من البعض، أو أعمال فنية تسيء لصورة ومكانة الفن المصري، فهذا لا يعطي أحدا الحق في الإساءة إلى جموع الفنانين المصريين أمام العالم، واتهامهم بأنهم يسعون في الأرض فساداً، أو أنهم سبب الداء والوباء، ولكن على النقابات الفنية القيام بدورها في تنقية الساحة، ومحاسبة أعضائها حين يوجد انحراف!!

 

السفير محمد العرابي: الفن يلعب دوراً مهماً ويقدم رسائل متعددة عن الوطن

الفن المصري بمختلف أشكاله وأنواعه خط دفاع متقدم عن الدولة المصرية، وله مكانة متميزة لدى كل الشعوب، وليس العربية فقط، وللأسف من لم يسافر إلى الخارج لا يدرك وقع الفن المصري على الآخرين، لأنهم لم يشاهدوا ذلك برؤيا العين، وقد يندهش البعض حين أقول إنني حينما كنت سفيراً لمصر في ألمانيا، شاهدت بنفسي الجمهور الألماني ينتظر في طوابير طويلة، لحضور حفلات الفنان "محمد منير" والمطرب "حكيم" ، وكذلك الاقبال على روايات نجيب محفوظ وجمال الغيطاني التي ترجمت إلى الألمانية، وكان الكتاب المصري متصدر المشهد خلال مشاركة العالم العربي في معرض الكتاب بفرانكفورت.

ويضيف: السفير العرابي: حينما عرضنا أفلاماً مصرية بدور العرض في برلين، كان الجمهور يندهش من مساحة حرية التعبير، وقدرة الفنان المصري على التعبير عن نفسه دون قيود، وهكذا يلعب الفن دوراً مهماً في تقديم رسائل متعددة عن الوطن، تصل بأسلوب غير مباشر عن طريق السينما، نرد بها علي أي ادعاءات تهاجم مصر، وتشكك في مساحة حرية التعبير، بدلاً من البيانات التي تصدر بشكل رسمي ولا يصدقها أحد، كما أن الفن المصري ليس أغاني وأفلاماً فقط،  فحين عرضت لوحات الفنان فاروق حسني والنحات آدم حنين في باريس ونيويورك، لاقت اهتماماً كبيراً من الجماهير والنقاد، فمصر من أكثر الدول التي لديها قوة ناعمة، بمختلف مركباتها، في الآثار والحضارة والفن والثقافة والأدب.

وحتى الدول التي تناصب مصر العداء أحياناً، تقدر الفنانين المصريين وتحتفى بهم، والأسماء الخالدة مثل أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفاتن حمامة وكمال الشناوي وعادل إمام، وغيرهم من الأسماء لهم رنين في العالم أجمع، وهم الذين نقلوا اللهجة المصرية، ونقلوا أناقة المجتمع وتحضره عن طريق الأفلام، لذلك لا يصح أن يبخس أحد قيمة الفن والفنانين.

وأكد العرابي أن الفنانين المصريين مثقفين، ولديهم فكر ووعي، وكنت على معرفة شخصية بالفنان نور الشريف منذ عام 1980، وهو قيمة فنية وثقافية وفكرية كبيرة، ولديه عمق ووعي سياسي، وكذلك الفنان محمد صبحي، وهناك إسهامات كثيرة للفنانين في الحياة السياسية، ومنهم أعضاء في مجلس الشيوخ، يحيى الفخراني، وسبقه مديحة يسرى وغيرهما، لذلك علينا أن نعطي الفن اهتماماً أكبر، صحيح أن هناك بعض التفاهات في بعض الجوانب لا يجب التوقف عندها، لكن الأهم الأعمال الفنية العظيمة التي مازالت محفورة في الذاكرة، وأتصور أننا يمكن أن نستغل هذا الموقف الذي أظن أنه هفوة من النائب، ليكون نقطة انطلاق حقيقية لاستعادة القيمة العظيمة للفنانين والفن المصري.

 

الكاتب محمد سلماوى: تاريخ البلاد صنعته القوى الناعمة وليست الجيوش

ويقول الكاتب الكبير محمد سلماوي: صدمت حين قرأت ما قاله أحد نواب البرلمان، لأننا لم نسمع مثل ذلك الحديث من أي منصة رسمية في البلاد، منذ سقوط حكم الإخوان عام 2013، ذلك الحكم الذي سمعنا فيه -لأول مرة- من يقولون أن الفن حرام والباليه فحش، وأن أعمال نجيب محفوظ أدب الدعارة وغرز الحشيش، وتم فصل رئيسة الأوبرا د.إيناس عبد الدايم الوزيرة الحالية للثقافة، وكان ذلك إيذاناً بسقوط حكم لم يدرك ويقدر قيمة البلد الذي يتبوأ مقعد الحكم فيه، ولم يتمثل تاريخ وحضارة شعب يدعي أنه يمثله، ولم يطلع علي أمجاد هذا الوطن الذي يدعي الانتماء إليه، بينما قياداته تقول بوضوح "طظ في مصر" في تصريحاتها الرسمية!

ويضيف: لذلك لم أتصور أن مثل هذه العقلية والأفكار البالية مازالت موجودة، في زمن اعتقدنا إننا تخلصنا منها، ألا يعرف النائب المحترم أن تاريخ بلاده لم تصنعه الجيوش الغازية، وإنما صنعته القوى الناعمة التي يتهمها بالفساد، إن ما بهر العالم علي مدى القرون الماضية هو حضارة مصر من المعمار والفن والأدب والفكر، ليس فقط في العصور الفرعونية، ولكن أيضاً في العصر اليوناني الروماني، والقبطي ، والفتح الإسلامي ، وحتي عصرنا الحالي، وحين نقول أن مصر تتبوأ موقع القيادة في الوطن العربي ، فذلك ليس بنفطها وأموالها، وإنما بالكتاب والأغنية والفيلم والقصيدة واللوحة التشكيلية، لقد عبر الفن المصري عن الوجدان العربي كله، ومن هنا غزا الفيلم المصري الشعوب العربية، كما غزت الشرق كله أغاني أم كلثوم ومسرحيات توفيق الحكيم، وقصائد أحمد شوقي، ولوحات الجزار، وغيرها من الفنون التي عبرت عما يجيش في نفوس العرب في كل مكان، ومن هنا كانت ريادة مصر.

أتصور أن واجب النواب - الذين وضع الشعب ثقته فيهم - الدفاع عن المكانة التاريخية التي تحتلها مصر، وحمايتها ممن يعبرون عن تلك الأفكار المتخلفة التي أسفت أن أجد النائب المحترم يتفوه بها تحت قبة البرلمان.

 

د. ليلي تكلا :النقابات الفنية المسئولة عن محاسبة أعضائها إذا وجد انحراف

وتقول الدكتورة ليلا تكلا: في مثل تلك القضايا لابد أن نفرق بين أمرين: الفن والفنانون كوسيلة لبناء المجتمع، وهذا أمر مفروغ منه،  بداية من العصر الفرعوني وما برعوا فيه ليس في العمارة والطب والفلك، وإنما في الفن أيضاً، وهذا نفخر به، وظلت مصر رائدة الفن في المنطقة العربية والعالم ولها إنجازات كثيرة، وهناك أعمال فنية رائعة مثل "الاختيار" وقد شاهدته عدة مرات، وكان له تأثير كبير علي جموع الشباب، الأمر الآخر أن هناك بعض الأعمال الفنية التي لا تنصف مصر، وتبرز أماكن قذرة وسلوكيات منحرفة، لا تتفق مع المكانة المؤثرة والعالية للفن والفنانين، وقد تسيء وتعطي قدوة غير سليمة، ولا أنكر أن ذلك موجود أيضاً في الأفلام الأجنبية بكل دول العالم.

 كما أن هناك فنانين سلوكهم لا يتفق مع مهنتهم الكريمة، وكل المهن بها أخطاء، ولا يصح تعميم الأمر بسبب بعض الأخطاء، ولا يجوز القول بأن كل الفنانين يسعون في الأرض فساداً، فهذا تعبير خاطئ وغير لائق، ولا يجوز أن يصدر مثل هذا الكلام تحت قبة البرلمان، واقحام المجلس في تصريح مبتور ومنحاز ضد فئة بعينها، في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، خاصة لو كانت هذه الفئة من الفئات التي تشكل مصر الجديدة التي نصبوا إليها، مثل المدرسين والإعلاميين والفنانين.

كان يجب أن تكون هناك صيغة لدعم الفنانين والمطالبة بتشجيع الفن الجيد، وأن تحاسب النقابة أعضاءها حين يوجد أي انحراف، وفي الوقت نفسه لابد أن تكون هناك محاولة من داخل أهل الفن أنفسهم، لتنقية جو الفن من الذي يسيء لمصر ولمكانة الفنانين، فالمجلس لديه مهام كبيرة، وكان من الممكن مناقشة الموضوع في إحدى اللجان، ويقدم النائب شكواه وأوجه اعتراضاته.

ظني أن الأجيال الجديدة هم الذين يقومون بأعمال غير رشيدة، ولكننا نجد يسرا مثلاً، فنانة قديرة تجسد دور أم السلطان بنفس البراعة والكفاءة التي تجسد بها دور سيدة بسيطة تخدم في البيوت، كذلك ليلى علوي وإلهام شاهين، وهذا الجيل الذي يرفض أي دور يسيء إلى مصر.

 

حسين فهمي: التحريض خيانة للوطن وتمزيق للُّحمة الوطنية

ويقول الفنان الكبير حسين فهمي: يؤسفني جداً ما قاله النائب البرلماني، وأشكر رئيس مجلس النواب على كلماته فى حق الفن والفنانين، لكن ذلك لا يمنع من ضرورة تقدم النائب باعتذار رسمي واضح، فليس من حقه أن يتهمنا بالباطل، واعتبر الكلام الذي تفوه به خيانة للوطن، ومحاولة لتمزيق اللُحمة الوطنية العظيمة التي تحققت في ثورة 30 يونيو، وموقف الفنانين العظيم منها، وتقدمهم صفوف الشعب، ولكن بعد تلك التجربة العظيمة التي مر بها المصريون، يأتي من يحاول تقسيم الشعب لفئات وطوائف.

وتساءل الفنان الكبير حسين فهمي: أليس في البرلمان أعضاء متحمسون للفن والفنانين؟! لماذا لم نسمع صوت أحد منهم حين تفوه النائب بهذه الإهانات؟! أين هم مما قيل من النائب تحت قبة البرلمان؟! كيف سمحوا بالعودة مرة أخرى للتفرقة بين البشر، والقول بأن هذا صالح يدخل الجنة، وذاك طالح يدخل النار، وهذا خائن وذاك عميل؟! إذا كان من حق النائب اتهامنا، فمن حقنا نحن أيضاً اتهامه، ونتبادل الاتهامات ونمزق وحدتنا الوطنية، وبدل أن نتقدم علمياً وتكنولوجياً، نعود إلي الوراء عشرات ومئات السنين، لن أتحدث عن دول حولنا تمزقت بسبب تلك الأفكار البالية، وإنما عن دول نأت بنفسها عن هذه الأفكار المتخلفة، أتحدث عن الوحدة الوطنية التي جعلت بلداً مثل الصين، وغيرها من الدول، يصلون إلى المكانة المتقدمة التي وصلوا إليها.

إن تلك الأصوات والأفكار العقيمة لا يجب أن تعود إلى البرلمان الجديد، لذلك أقول لابد أن يتراجع النائب عن موقفه، ويعتذر عما بدر منه بشكل واضح وصريح، ولا يجب أن نقف صامتين، ونسمح له بهذه الإهانات، حتي وإن اضطررنا إلى اللجوء للقضاء، لأن ما قاله يعود بنا مرة أخرى إلي قضايا الحسبة، ويفتح الباب أمام الأفكار المتخلفة، ويدخلنا في المتاهة السابقة، ويزج بنا في ساحات المحاكم، مثلما حدث مع عادل إمام ويحيى الفخراني ومعالي زايد وغيرهم.

لذلك لابد أن نتخذ موقفاً موحداً من تلك الاتهامات، مثلما اتخذنا مواقف سابقة حينما استشعرنا الخطر الذي يهدد قوة مصر الناعمة، وأتذكر هنا موقف الفنانين من قضية الآداب التي زج فيها بالفنان يحيى الفخراني والفنانة معالي زايد في فيلم "للحب قصة أخيرة" للمخرج رأفت الميهي، حين رفض الجميع الاستمرار في تصوير الأعمال الفنية، وهددنا بوقف العمل تماماً في جميع الاستوديوهات، وذهبنا إلي وزير الإعلام، ولم نتراجع إلا بعد حفظ القضية.

إن الفنانين لهم تاريخ طويل جداً في الكفاح الوطني المصري منذ الاحتلال الإنجليزي، وعلى امتداد التاريخ هناك فنانون عظماء قدموا أفلاماً، ورسامون ونحاتون، أمثال محمود مختار الذي أبدع تمثال نهضة مصر، وموسيقيون أمثال سيد درويش، وأدباء مثل نجيب محفوظ وطه حسين، وغيرهم أسسوا تاريخ الفن المصري، وغزوا العالم كله بفنوننا وثقافتنا.

 

د. زاهي حواس: الدول تتقدم بالفنون وتهدم بالقضاء على الفنانين

ويقول الدكتور زاهي حواس: لا توجد دولة في العالم يمكن أن تتقدم بدون الفن، وبالتالي هدم أي دولة وإعادتها لعصور التخلف يأتي من خلال القضاء على فنها و فنانيها، لأن الفن يقدم رسالة إنسانية سامية للمجتمع تدعو للتسامح والخير والمحبة، لذلك لابد أن نقدر هؤلاء الفنانين وندرك أنهم يضحون بوقتهم وحياتهم في سبيل إسعاد الآخرين، وبالتالي ما يقوله النائب ليس له أساس من الصحة، ومرفوض من كافة المثقفين المصريين، وهذا الموقف يذكرني بمسرحية " أهلا يا بكوات" التي عالجت هذه القضية، بأسلوب فني وفكرى بديع.

وفي رأيي أننا يجب ألا نعير مثل تلك التصريحات اهتماماً، فهي رسائل صادرة عن أشخاص ليس لديهم صلة بالثقافة والتحضر والوعي، بل إنهم يسعون إلى تحقيق شهرة شخصية، من خلال أفكارهم الرجعية التي تهدم المجتمع، وعلى الفن والفنانين الاستمرار في رسالتهم لدحض الإرهاب، والرسائل الأخرى العديدة التي يخاطب بها شرائح كثيرة في المجتمع.

لقد كان الفراعنة يبجلون الفن والفنانين، وقد اكتشفت في منطقة الهرم من خلال بعثة الحفائر قرية كاملة مخصصة للفنانين الذين رسموا المقابر ونحتوا التماثيل، والمهندسين الذين بنوا الأهرامات، كما عثرنا علي جبانة تضم 21 لقباً للفنانين تكريماً لدورهم، وهناك أيضاً رسومات في مقبرة "نخت" تصور فتيات يعزفن على الهارب، ولوحات أخرى توضح كيف كان المصريون القدماء يتمتعون بالموسيقى ويبجلون الفن.

 

أستاذ الطب النفسي د.عبد الناصر عمر: لا يوجد إنسان سوى نفسياً لا يتذوق الفن

ويقول أستاذ الطب النفسي د.عبد الناصر عمر: لا يجب الالتفات لمثل تلك الأصوات الشاذة والغريبة، ونمنحهم اهتماماً أكثر مما ينبغي ومما يستحقون، لأن بعض الأشخاص لديهم نوع من الخواء الفكري والاجتماعي، وبالتالي يبحثون عن لقطات من التلميع الإعلامي بطريقة سلبية، وهناك بعض الأشخاص يقومون بأفعال في منتهى الغرابة ، فقط لكي يصبحوا تحت دائرة الضوء، وأعتقد أن النائب المحترم من هذه النوعية، وفي رأيي أن ما قاله النائب تهمة فضفاضة، ومن الممكن أن يقال بالمثل أن نائباً دفع أموالاً للناخبين لكي يحصل علي أصوات في الانتخابات، ويمكن القول أيضاً أن بعض الشيوخ المتزمتين والمتطرفين، الذين يدعون للقتل والتكفير يسعون في الأرض فساداً، لكن هذا الكلام لن يؤثر بأي حال من الأحوال على الفن والفنانين في مصر، بالعكس "قوة مصر الناعمة" ستظل دائماً وأبداً، القاطرة التي تمنح بلدنا روحها الفتية، والمستمرة في ريادة العالم العربي.

عبد الناصر عمر
 

إن الفن مهم جداً للوصول إلى الصحة النفسية، ولا يوجد إنسان سوى نفسياً لا يتذوق الفن، علي اختلاف أنواعه أو أشكاله، وهناك ما يعرف "بهرم ماسلو" عالم النفس الاجتماعي الشهير، والذي حدد من خلال هذا الهرم عملية نماء الإنسان النفسي واحتياجاته، في المرحلة الأساسية تقتصر الاحتياجات علي الأكل والشرب والنوم والشعور بالأمن، ولكن الإنسان لا يستطيع أن يكون سوياً نفسياً بدون أن يصل للمرحلة التالية، وهي مرحلة الاستمتاع بمباهج الحياة وفنونها، وكان الفيلسوف "نيتشة" يعتبر من الخطأ أن يحيا الإنسان بدون موسيقى، وبالتالي الفن في حياة الإنسان عامل مهم في تكوينه النفسي وصحته النفسية، ولدينا أنواع عديدة من العلاج بالفن سواء الرسم أو الموسيقي أو الكتابة، لذلك فالفن مهم للأسوياء وللمرضي النفسيين.

والشعب المصري يتذوق الفن من قديم الزمن، والنقوش الفرعونية تجسد أهمية الفنون لدي المصري القديم، وكما أن الدين ضارب في الجذور المصرية، الفن أيضاً ضارب في جذورها، فالحياة بدون فن وفنانين حياة جرداء، ليس لها معني أو طعم، والسعادة في الحياة هي الاستمتاع بكل ما منحنا الله فيها، من فنون وموسيقي وكتاب ولوحة وفيلم، واختزال الحياة دون تلك المناحي الفنية يجعل التعاسة عنواناً لتلك الحياة، فلا يوجد إنسان سعيد وسوي نفسياً، لا يتذوق الفن ولا يتعاطى معه ويحترمه.

وكلما كان الإنسان فاقد القدرة علي الإحساس بجمال الحياة من حوله، وبهجة الأشياء الجميلة، سواء كان جمالها بصرياً أو سمعياً أو غير ذلك، فإنه دائماً ما يهاجم الآخرين الذين يستمتعون بهذا الجمال، ويوصمهم بالفساد والفجور وغير ذلك،  وربط أخطاء البشر بأحداث خارجية، مثلما حدث في إعصار تسونامي  بإندونيسيا، فاعتبروا أنه يعد بمثابة تكفير ساذج، لأن البراكين والزلازل والأوبئة والأمراض، تقع في مختلف أنحاء العالم، بالتالي هذا التبسيط مخل جداً، وتفكير ساذج شعبوي ، يراد به الضحك علي عوام الشعب، لذا مثل هذه الأقوال والآراء في رأيي الشخصي يجب تجاهلها، حتي لا نعطيها معني أو أهمية لا تستحقها، بمعني "أميتوا الباطل بالسكوت عنه".

 

د. مصطفى الفقى: لا يجب تحميل الفن خطايا المجتمع وسيئاته

ويضيف الدكتور مصطفى الفقى: الإساءة في حق الفنانين تجاوز مرفوض، وما قيل حولهم تحامل غير مبرر، فالفن هو صناعة الحياة والرقي والخير، ولا يمكن تحميله خطايا المجتمع وسيئاته، ولكن هناك أمراض أخري في المجتمع سببها الفقر والتفكك الأسري وزيادة معدلات الطلاق، وانهيار منظومة القيم بسبب التراجع الثقافي والفكري في البلاد، ولا يمكن أبداً تحميل الفن هذه التبعات.

بالطبع هناك فن هابط في بعض الأحيان ولكن لا يمثل نسبة كبيرة، ويرفضه الناس مباشرة، ولا يؤثر فيهم بالصورة التي يتصورها البعض، وكنت أود لو أن الكل فكر في كيفية استعادة تماسك الأسرة المصرية، وتربية الأبناء وإعادة النظر في برامج التعليم ومخرجات الإعلام والثقافة، عندئذ يمكن أن نتحدث عن الأسباب الحقيقية التي أدت لمثل هذا التدهور الذي نراه في حياتنا أحياناً، أما أن يوصم الفن والفنانون بالفساد فهذا قول ظالم.

علينا أن ندقق إلى حد كبير في الأعمال الفنية التي تقدم، ولكن هذا لا يعني الجري وراء الفنون بالسيف كما لو كان الخطأ الوحيد، هذا أمر غير مقبول علي الإطلاق، وأذكر أيام أم كلثوم أحتج أحدهم علي جملة "أنا وأنت لوحدينا" ، ولا أعرف لماذا دائماً سوء التفسير لكل توجه فني، إن الإبداع الفني مرتبط بالحرية، وإذا كنا نؤمن بأن الحاجة أم الاختراع، فالحرية أم الإبداع، ولا يمكن أن يبدع الفنان إلا بمساحة من الحرية، والإبداع لا يأتي إلا بالتفوق والتقدم والرقي، وعلى ذلك يجب أن نمنح الفن مساحة أكثر، وطالما أنه لا يمس العقائد الدينية، وتقاليد المجتمع الأساسية، فمن حقه أن يبدع ويتحرك.

 أما مصادرة التفكير والحجر علي الفن، وإلباسه ثوب الفساد بحق وبغير حق، فهذا في الواقع ظلم كبير لا مبرر له، كما أن الحديث عن الأعمال الفنية باعتبارها سبب الوباء المنتشر، فذلك كلام معيب ومرفوض وفيه رائحة العنصرية والتراجع والتخلف والخرافة.

وأتصور أن النائب - ولا أعرفه شخصياً - خانه التعبير، ونظراً لحداثة العمل البرلماني لأغلب الأعضاء، لأن البرلمان جديد وفي أولي جلساته، ولديه مشاغل وأولويات كثيرة، فلم ينشغل بهذه القضية في وقتها داخل المجلس، ولكن حينما خرجت إلى الإعلام وفهمها الناس وناقشوها، رفضوا جلد الفنانين والحديث عنهم  بهذا الأسلوب المسيء .

 

د. مؤمنة كامل :الفن وسيلة لتكوين وعي الإنسان بالقضايا الكبرى

علامات الاستفهام والتعجب هي ما خطر على بالي، عندما قرأت ما قاله السيد النائب عن "الفنانين غير شرفاء"، وزاد اندهاشي واستعجابي حينما لم أجد أياً من الساده النواب يناقش ويعترض علي هذا القول، رغم إننا سعدنا أن المجلس به نسبة كبيره من الشباب الواعد .

الفن يا سادة.. وسيلة هامة لتكوين وعي الإنسان بالقضايا المهمة والكبرى، سواء المتعلقة بالإنسانية أو الوطن، والصفات الحميدة التي يجب التحلي بها أو السيئة المراد نبذها والتخلص منها، الفن هو الوسيلة الأولى لتعليم الصغار الصدق والوفاء، والرأفة بالحيوان ويعمل علي تحسين المهارات اللغوية، الفن يعلم المنافسة الحميدة، وقيم وثقافة العمل الجماعي، كما أن للفن عوائد اقتصادية وسياحية.

 

لذا أطالب مجلس النواب الموقر بتشجيع مسابقات المسرح المدرسي، الذي يبعد أولادنا عن التوتر والإجهاد، ويحسن الحالة المزاجية، حتي نتخلص من العنف الذي نعاني منه اليوم، الفن هو ما يُمكن الفنان من التعبير عن المعتقدات بحرية، ويزيد من مساحة التسامح ونبذ العنف.

 

د. أشرف رضا: فنانو مصر يسعون في الأرض إبداعاً وجمالاً

ويقول د. أشرف رضا فى الوقت الذى أمكث فيه مع الزملاء بمجمع الفنون والثقافة الجديد، أول صرح للثقافة والفنون بالجامعات المصرية، نضع معاً خطة الأنشطة والفعاليات الفنية، من حفلات موسيقية وغنائية، وعروض مسرحية واستعراضية، ومعارض للفنون التشكيلية، وندوات ثقافية وفنية، وغيرها من عناصر القوى الناعمة، التي تسعى إليها كل أطياف الدولة المصرية، تعزيزاً لريادتها ودعماً لرفع مستوى الذوق العام، ومكافحة الأفكار المتطرفة، وتنوير الشباب والأجيال القادمة، يخرج علينا سيادة النائب ملقياً اتهامه للفن والفنانين بأنهم "يسعون فى الأرض فساداً"! أهكذا عمم سيادة النائب وصف فناني مصر؟! أهكذا يرى إبداعات الفنون المصرية بمجالاتها المتعددة وريادتها بالمنطقة، ومبدعو هذه الفنون ورموزها على مر السنين؟! ومن أين أتى سيادته بهذا الانطباع؟!

وددت أن أسأل السيد النائب، وأنا أضع الخريطة الفنية الجديدة، عن آخر ما شاهد من عروض مسرحية، أو أحدث ما شاهد من أفلام السينما، أو آخر ما زار من معارض تشكيلية، حتى أستوعب ما قصده السيد النائب، لأنني دائماً ما أرى أن فنانومصر يسعون في الأرض، إبداعاً وجمالاً" .

 

النائبة فريدة الشوباشي: من يهاجمون الفن أعداء للوطن

وتقول النائبة فريدة الشوباشي: لقد أهان النائب الأغلبية الساحقة من المصريين والوطن العربي، الذين تربوا علي الفن المصري، وأرى أن من يهاجمون الفن هم أعداء للوطن، لأن القوة الناعمة المصرية سلاح في غاية الأهمية، مثل الجيش والشرطة والقضاء، وقوى الظلام كانت تستهدف كل تلك القوى، وتريد أن تمزق وحدة الوطن الموجودة منذ فجر التاريخ، وتحولها إلى ولايات متفرقة، مصر التي قالوا عنها فجر الضمير، هي التي علمت العالم المبادئ والقيم الإنسانية، واليوم يأتي من يهين فنها و فنانيها.

ولا أعرف هل يريدون تجريد الوطن من أحد أهم أسلحته، من الفن الذي أثر في الجماهير العربية من المشرق للمغرب، وأكد مكانة مصر باعتبارها زعيمة للوطن العربي، إن الأجيال تربت علي المسلسلات الجميلة التي كنا نشاهدها منذ الستينيات، وأذكر حين سافرت لدولة عربية ، وكنت وقتها أعمل في الخارج، تصادف عرض مسلسل رأفت الهجان، وفي وقت العرض لم يكن هناك شخص في الشارع ، الكل يجلس أمام التليفزيون.

إن الفنانين محقون في غضبهم ، وفي المواقف التي اتخذوها،  وفي رأيي أن الاعتذار الذي تقدم به النائب لا يكفي، لأنه أراد تشويه الفن، وأعتقد أن النجاح والالتفاف الجماهيري حول الأعمال الفنية المحترمة التي عرضت في الفترة الأخيرة، مثل "الاختيار" و"الممر"، وسجلت بطولات الجيش، سببت لهم خوفاً على مخططاتهم ، فهم لا يريدون بطولات، وإنما الهدف دور مصر كقوة إقليمية لا يستهان بها ولا يمكن تجاهلها، والفن هو أقوى أسلحتها، ولا ننسى موجة اعتزال الفنانات والفنانين، وهذا في تقديري الشخصي ليس صدفة، إنما مخطط يشمل البلد كله، لتجريد مصر من قوة تأثير رهيبة تمتلكها، ويجب علينا أن نواجه هؤلاء ونعلن بصراحة أنهم أعداء الفن والشعب المصري.

 

المخرج محمد فاضل: الاهتمام بالجانب الفكري وليس المظهري للفن

ويقول المخرج محمد فاضل: يحزنني ألا يعرف نائب في برلمان الشعب قيمة الفن، وفي ظني أنه ليس الوحيد، وبالتالي من المهم أن يقدم الإعلام صورة الفنان بشكل أفضل، ويهتم بالجانب الفكري وليس المظهري المتعلق بالسجادة الحمراء والملابس لدى قلة من الفنانين، من بين 5 آلاف عضو في نقابة المهن التمثيلية، ومثلهم في نقابة السينمائيين، وفي نقابة الموسيقيين، في حين نجد من يهين كل هؤلاء وعائلاتهم، وهو شخص غير عادي، وليس متفرجاً يعبر عن رأيه، وإنما ممثل الشعب تحت قبة مجلس النواب، وكلامه نشر في وسائل الإعلام داخلياً وخارجياً، لذا يجب أن يضاعف حسابه، وقد يتضاعف الأمر ويصل إلى حد رفع قضايا ضده، وأتمنى أن يكون المجلس الجديد أكثر مرونة في مسألة رفع الحصانة.

لا أحد يدعي أن الفنانين ملائكة أو فوق النقد، لكن الكلام عنهم مثل كل فئات المجتمع، لا يجوز اتهامهم بالفساد جميعاً، لمجرد أن هناك شخصاً أخطأ، كما لا يمكن اتهام أعضاء البرلمان كلهم، حين يخطئ عضو برلماني،  إننا لا نحجر على رأي أحد في الأعمال الفنية، لأن نقد العمل لا يعني الهجوم على أشخاص، أما أن يتحدث النائب عن أشخاص، وليس حول أعمال فنية، ويوجه اتهامه بالفساد الأخلاقي، في جلسة عامة وليست سرية، فهذا تطاول على الفنانين وعائلاتهم غير مقبول، ولابد من بيان اعتذار صريح يصدر عن النائب، أو تحويله إلى لجنة القيم، فهناك من ارتكبوا أخطاء أقل من ذلك بكثير، وتم تحويلهم إلى لجنة القيم وخرجوا من المجلس.

كما أن سكوت النواب على تلك الإهانات يدعو إلى الدهشة، أين الإعلاميون الموجودون في البرلمان؟! لماذا لم يحتجوا على ما قاله النائب في الجلسة، أو يقدموا احتجاجاً في اليوم التالي؟! وأين الفنانون الموجودون في مجلس الشورى؟! إن مثل تلك الأفعال قد تؤدي تراكماتها إلى حالة عزلة بين الشعب والنواب، ومازال المجلس الجديد في بداياته، وهذا ليس في مصلحة الطرفين.

وأتصور إننا إذا عدنا لدائرة النائب، وأجرينا استفتاءً حقيقياً بين المواطنين في الدائرة فسنجد أن رأيهم مختلف عن رأيه، وبهذا يكون قد خان الأمانة، لأنه يمثل الناس وليس نفسه.

 

د. مدحت العدل: متى ترعرع هذا الظلامي في وادينا الطيب؟!

ويقول د. مدحت العدل: المقصود بهذا السؤال هو الأخ رياض عبد الستار، النائب في مجلس الشعب، والذي تفوه بعبارةٍ مهينة للفن والفنانين، في جلسة المجلس وسُجلت كلماته الجاهلة والعنصرية في مضبطة المجلس الموقر، أما إجابة السؤال فنحن جميعاً نعرفها، فهذا الأخ هو نتاج 50 عاماً من محاولات تجريف العقل المصري الليبرالي الواعي والمتنور، وتحويله إلي عقل كعقل هذا النائب، يحرم كل شيء ويرفض العلم والفن والخير والجمال، بدعوي "الحرمانية" والبعد عن صحيح الدين، وهو يشبه كثيرين من أفراد يعيشون بيننا، بل ويشكلون وجدان أبنائنا في المدارس - التي يقال عنها إسلامية - مدرسون وأساتذة جامعات وقادة في مصالحهم، نفس نمط التفكير السلفي الرجعي المتخلف عن الزمن والحضارة، ومازلت أتذكر مشادة بيني وبين المهندس- لاحظوا لقبه "مهندس" أي درس العلوم والمنطق إلخ- عبد المنعم الشحات أحد عتاة الدعوة السلفية، وهو يصر علي أن أدب نجيب محفوظ يدعو للدعارة، وراهنته إن كان قرأ أياً من كتبه فما كان منه إلا أن هاجم أعمالي لأنها أيضاً تدعو للدعارة، هكذا ببساطة معتقداً أنه يدافع عن دين الله، فما أشبه منطقه بمنطق السيد النائب فالمعون واحد والمرجعية واحدة، جهل بأبسط قواعد الدين - أي دين- أنه ثورة علي مفاهيم بالية، وأمل نحو مستقبل أفضل وليس أبداً عبودية لماضٍ، أو إمام أو فقيه أبن زمنه وعصره.

وليس غريباً ولا مدهشاً أن يطلب الرئيس ونحن معه مراراً وتكراراً تجديد الخطاب الديني، من أجل أن تتغير تلك العقول، وهذا الأخ النائب لا يمثل من انتخبوه، ولا يعبر عنهم لأنهم ببساطة المصريون الذين يحبون الفن والفنانين، ويحتفون بهم وأتحداه أن ينزل دائرته مع أي فنان وسيري الفرق في الاحتفاء، لقد حاول أن يبرر كلامه فكان تبريراً ساذجاً مثل أفكاره فما دمت قلت "فنان" فهو باحث عن الخير والحق والجمال مثل كل الأديان، أعرف أنه لا فائدة من الحوار معك، فهكذا تربيت ونشأت، ولا نريد منك اعتذاراً ولا نقبله، لكن العتاب على من حاولوا مداراة كلامك الجاهل والتماس العذر فيما قلته، لن نتركك إلا أمام تحقيق عادل ومنصف، حتي لو وصل الأمر لعزلك، فأنت نائب لشعب لا تعرفه ولا يعرفك، ترعرعت بيننا ولكنك لست منا.

 

المخرج هاني لاشين: الفنانون يحملون مشاعل النور والاستنارة

ويقول المخرج هاني لاشين: حتى أنت أيها النائب، كنت أنتظر منك أن تفخر بالفنان المصري الذي شكل وجدان العالم العربي ، وكان ومازال يحمل مشاعل النور والاستنارة، وينشر الفكر الراقي ويزرع القيم الإنسانية النبيلة، ويكشف ويعرى فكر التخلف والرجعية والإرهاب والخرافة، لقد هالني ما تفوهت به عن الفن والفنانين، ما هذا العداء للتحضر والإبداع، إنك بما قلت تساند هجمة شرسة منظمة للنيل من عظمة الفن والفنانين المصريين.

 

إن الفن المصري مثل كل المجالات فيه الإيجابي والسلبي، والتعميم هنا ظالم، علينا مسانده الفن الراقي الهادف، وترقب من وراء الفن الهابط، والتصدي لهذا المخطط وحماية القوة الناعمة والفن في بلد النور والحضارة.

 

المخرج مجدي أحمد علي :الثقافة والفن لا  يمكن اعتبارهما ملاه ليلية

ويقول المخرج مجدي أحمد علي: دعم الثقافة والفن أولوية قصوي في أي بناء لدولة حديثة، وهذه بديهيات لا يبدو إننا نتفق عليها ونحن نخطو حثيثا نحو وطن نستحقه، الأمر ليس مجرد نائب في مجلس النواب يهين الفنانين دون أن يتصدى له أحد، ولا وزيرة تجهز علي صناعة كالسينما تعاني من انهيار كامل، لأسباب ليست الجائحة الوبائية فقط سبب تدهورها، الفن ضمير المجتمع، لا ينتعش إلا في أجواء من الحرية وحق الاختلاف والتقدير اللازم للفن والثقافة، أما ما نراه الآن فلا يمكن للأسف اعتباره خطوة في الطريق الصحيح الذي يجب أن يبدأ بقناعة كاملة، بأن الثقافة والفن لا  يمكن اعتبارهم ملاه ليلية، تفرض عليها نفس الضرائب ويعاملون نفس المعاملة.

الدول المتقدمة تشجع الصناعات الثقافية وتمنحها إعفاءات ضريبية كاملة، بل وتدعمها لكي تزدهر، ولا تتركها لقطاع لا يعنيه سوى تحقيق الأرباح، الدول المتقدمة تدعم الأفلام الجادة والمسرحيات الجادة، والموسيقي والكتاب وكافة أوجه النشاط التي تدعم القوى الروحية للمجتمع، ولا تحاربهم ولا تسخر منهم، بل وتتحمل أخطاءهم حتي ينتصر الفن الحقيقي والثقافة المعبرة عن روح الشعب، نحن بحاجة إلي فقه تغيير الأولويات في النظر إلي الثقافة والفن، الطعام مهم والاستقرار ضروري، ولكن روح التفاؤل، والقدرة علي العمل والتفاني في خدمة الوطن أولوية كبرى، وهذا لا يفعله سوى الفن والثقافة، نحن بحاجة إلي نظرة شاملة تتخلي عن رؤية تقليدية تفرض وجهة نظر واحدة، وتسمع بتفتح كل الزهور واندماج كامل في عملية انطلاق، ترفض التخلف وتصمن القضاء نهائيا علي كل أنواع التطرف الديني والعقائدي والمعرفي.. أهذه أمنيات يصعب تحقيقها؟! أم علينا التسلح بالأمل في رؤية رشيدة قبل فوات الأوان

 

د. ماجدة شوربة: لا توجد مهن ملائكية وأخري تروج للفواحش!

وتقول د. ماجدة شوربة: النائب ينجح فى البرلمان بأصوات الشعب المصري، ويمثلهم فى البرلمان ليكون صوتاً للحق وليس بوقاً بالباطل، لقد سمح لنفسه أن يفند شرائح المجتمع على هوية المهنة، وقسمهم بين مهن تروج الفواحش والرذيلة، وأخري مهن ملائكية، ولكن من أعطاه الحق لكي يسيء ويصنف ؟!

لقد أساء النائب لأعضاء البرلمان، وللشعب المصري لأنه تطاول بالباطل على قوته الناعمة والفاعلة والقادرة على التنوير، ألا يدرك سيادتك أن الفن مرآة للمجتمع، وسفير فوق العادة لمصر، وللشعب المصري بين الشعوب الأخرى، وأن في كل المهن والوظائف من يمارس الفساد، وكما أن تعاطي المخدرات والتحرش رذيلة، استغلال النفوذ السياسي أيضاً رذيلة، وليس هناك فئات موصومة، وأخري معصومة، الفساد ليس مرهوناً بالوظيفة، ولكنه محسوب على الفضيلة والتربية، ومجتمع يعانى انفصاماً، وآتون حلال وحرام تفصيل على المقاس والمزاج.

 كان طبيعياً أن يتفوه بهذا الكلام أيام الإخوان، للمسايرة والتقرب للفاشيين الفاشلين في حكم مصر، أما بعد ثورتنا المجيدة فى 30 يونيو، ورفض الشعب لحكم وتحكم الفاشيين الإرهابيين، لن نسمح بإعادة الطبعة الجديدة لهم فى برلمان 2021، لن نسمح بهذا التجاوز الفج في حق قوة مصر الناعمة والداعمة للتنوير، لن نسمح أن تلوث ويساء إليها تحت قبة البرلمان، وأقل ما نقبله اعتذار علني، كما وجهت السباب علنياً، ولنا الحق نحن الشعب المصري فى إسقاطه، لأننا نعيش في دولة قانون، لا أخونة ولا فاشية، بعد أن تحررنا من الظلاميين وأعداء التنوير، ولا حصانة ولا عصمة لمن يتعدى على مواطني مصر من فنانيها ومبدعيها.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة