سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم..5فبراير 1975 مليون مواطن فى جنازة أم كلثوم يتقدمهم رئيس الوزراء وهدير الأصوات يردد: «لا إله إلا الله.. مع السلامة يا صوت الشعب»..وعزاءات من الرؤساء والملوك العرب

الجمعة، 05 فبراير 2021 10:00 ص
 سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم..5فبراير 1975 مليون مواطن فى جنازة أم كلثوم يتقدمهم رئيس الوزراء وهدير الأصوات يردد: «لا إله إلا الله.. مع السلامة يا صوت الشعب»..وعزاءات من الرؤساء والملوك العرب أم كلثوم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الوقت فجرا، يوم 5 فبراير، مثل هذا اليوم، عام 1975 حين بدأ موكب وداع سيدة الغناء العربى، أم كلثوم إلى مثواها الأخير، حيث أضيئت كل أنوار مستشفى المعادى للقوات المسلحة، وقام الأطباء بفتح باب ثلاجة المستشفى لاستخراج الجثمان الموجود فيها منذ وفاتها يوم 3 فبراير 1975، حسبما ذكرت جريدة الأهرام يوم 6 فبراير 1975.
 
منحت شقيقة كوكب الشرق «سيدة» وابنتها «سعدية» زجاجتى ماء زمزم للأطباء، لغسل الجثمان بها، بعث بهما الأمير عبدالله الفيصل من السعودية فى يوم وفاتها، وفقا لما ذكرته «الأهرام» مضيفة: «تم لف الجثمان فى 11 ثوبا، كان آخرها ثوب من الملس الأخضر الفلاحى، الذى يرمز إلى الأرض التى نبتت منها صاحبة الاسم، وأصبحت أشهر فنانات زمانها».
 
 
وصل الجثمان إلى جامع عمر مكرم فى الساعة السادسة وعشر دقائق صباح 5 فبراير، 1975، وأغلقت الأبواب، ولم يسمح لأحد بالدخول، حتى بدأت صلاة الجنازة فى الساعة العاشرة والنصف صباحا، وأمّ المصلين وزير الأوقاف الدكتور عبدالعزيز كامل، نائب رئيس الوزراء، وبعد انتهاء هذه الصلاة، أخليت قاعة المسجد مرة أخرى استعدادا لبدء الموكب الجنائزى.
 
تذكر «الأهرام»، أنه فى تمام الساعة الحادية عشرة، أعطيت الإشارة لفرقة موسيقى الأمن فانساب لحنها الجنائزى، وبدأ تحرك الجنازة من الجامع إلى ميدان التحرير، وسط كتل من الآلاف على الجانبين، تحولت فى لحظة واحدة إلى أياد ممتدة تلوح بمناديلها البيضاء، وهديرها يردد: «لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله».
كان كبار رجال الدولة والسفراء العرب على رأس الجنازة، يتقدمهم الدكتور عبدالعزيز حجازى، رئيس الوزراء، وسيد مرعى، رئيس مجلس الشعب، وحسن كامل، مندوبا عن رئيس الجمهورية، والدكتور عزيز صدقى، مساعد رئيس الجمهورية، وممدوح سالم، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، والدكتور عبدالعزيز كامل، وزير الأوقاف، ويوسف السباعى، وزير الثقافة، وكمال أبوالمجد، وزير الإعلام، وانصرفوا بعد أن أصر الجمهور على الاشتراك فى الجنازة، وكسروا الحواجز ليلتفوا حول الجثمان، وتزايد ضغوط الآلاف حتى بلغ من ميدان التحرير إلى أقصاه فى شارع طلعت حرب، وقدرت «الأهرام» فى مانشيتها الرئيسى، أن مليون مواطن شاركوا فى الجنازة، وذكرت، أن هدير الجماهير زاد مع تلويح المناديل البيضاء وسط هتافات: «مع السلامة.. مع السلامة يا ست.. مع السلامة يا ثومة.. يا صوت الشعب .. يا صوت الخير .. مع السلامة يا عظمة مصر».   
 
كانت الأحزان رسمية وشعبية، مصرية وعربية، والتعبير عنها لم يحدث مثيل له سابقا ولاحقا فى تاريخ مصر والعرب لأى فنان، ففى 4 فبراير 1975 وقبل الجنازة بيوم، افتتح رئيس مجلس الشعب سيد مرعى جلسات المجلس بكلمة عنها، وتحدثت النائبة فايدة كامل، والدكتور فؤاد محيى الدين، وزير الصحة، باسم الحكومة، وتوقفت مباراة بين الأهلى وبنى سويف فى الدورى العام دقيقة حدادا، كما أكدت برقيات العزاء العربية على أن صوت أم كلثوم كان يوحد العرب، وعبر عن ذلك الفنان صلاح جاهين بكاريكاتيره المنشور فى الأهرام «5 فبراير» بعنوان: «كل العرب فى القاهرة اليوم»، ويتحدث فيه رجل إلى آخر يرمز فيه إلى العالم بوضع الكرة الأرضية على رأسه، قائلا: «عشان تعرف إن العرب عندهم حاجة تانية غير البترول».
 
وانهالت برقيات العزاء من الرؤساء والملوك العرب للرئيس السادات، فمن سوريا بعث الرئيس حافظ الأسد برقية، قال فيها: «كانت قمة شامخة فى الغناء العربى، أعطت من فنها الرفيع بسخاء للملايين من أبناء الأمة العربية، وأسعدتهم بصوتها الرخيم، وتغنت بالوطن العربى وخلدت بطولاته»، وقال الرئيس التونسى، الحبيب بورقيبة، فى برقيته: «عزاؤنا فيها واحد، وهو عزاء كل من كان يشعر بالاعتزاز عند سماع صوتها الجليل الخالد»، وقال محمود رياض، أمين عام جامعة الدول العربية، فى برقيته: «لن تموت أبدا الفنانة العظيمة التى خلقت أروع آيات الفن ومعجزاته الخالدة على الدهر، وجمعت حولها أسماع العرب وأفئدتهم».
 
وكتب نجيب محفوظ فى الصفحة الأخيرة للأهرام بعنوان: «قلب العالم العربى»: «الفنان نوعان: فنان صاحب عبقرية فنية، وقد يكون فى الوقت نفسه إنسانا رديئا، وفنان صاحب عبقرية فنية وفى الوقت نفسه صاحب عظمة إنسانية، من النوع الثانى بتهوفن وسارتر، وكانت أم كلثوم فنانة عبقرية وإنسانة عظيمة، تتبين عظمتها الإنسانية فى التزامها بالمبادئ السامية، مثل الأخلاق والوطنية والقومية والإنسانية، وهذا الهدير المزلزل الذى أحدثه صوتها، والذى لا يكون عادة إلا للقادة والزعماء، وهى بذلك تمثل خير ما أعطته مصر للتاريخ، ألا وهو الفن الخالد والضمير الحى، وإنى أنزل بكل خشوع عن المساحة المخصصة لروايتى، «قلب الليل، إلى قلب العالم العربى».       









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة