بطريركية الروم الأرثوذكس تحتفل بعيد الابن الضال اليوم قبل بدء الصوم الكبير

الأحد، 28 فبراير 2021 09:46 ص
بطريركية الروم الأرثوذكس تحتفل بعيد الابن الضال اليوم قبل بدء الصوم الكبير أيقونة عن الابن الضال
كتب مايكل فارس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحتفل بطريركية الروم الأرثوذكس الأحد، بعيد أحد الابن الضال، والذى يسبق الصوم الأربعيني المقدس وهو الصوم الكبير، والذي يبدأ 15 مارس المقبل، ومن ثم الاحتفال بأعياد القيامة.

 

ويعد الابن الضال، من أبرز نماذج التوبة في الكنيسة، فالقصة عن شاب ترك بيت أبيه وأخذ نصيبه فى الميراث ليعيش أهواءه وملذاته، لينتهي به الحال للعيش مع الخنازير، فهو الشاب الذى طالما أطاع أفكاره وتبع مشورة الشيطان تعب جدًا وعاش حياة الذل من جوع وعرى وغربة، ولكن لما رجع إلى نفسه (فاق) قرر العودة إلى أبيه وتقديم توبة صادقة، وخلال هذا اليوم تقرأ فصولا من الإنجيل تدور حول فكرة التوبة، إنجيل عشية يحذر من الكلام الردىء الذى يتكلم به الإنسان فينجسه وهذا ضد التوبة، وإنجيل باكر عن أصحاب الساعة الحادية عشرة المقبولين وإنجيل القداس عن قبول الأب لابنه التائب أما إنجيل المساء فيتكلم عن التوبة والطاعة التى تجعل العشارين والزناة وارثين لملكوت الله.

 

ومثل الابن الضال موجود في الإنجيل، ووفق التفسير المسيحي، فهذه القصة تمثل الآب يمثل الله والابن يمثل البشرية التي هي منفصلة عن الله، والآب كان يبحث عن ابنه الضائع وكان يشتاق ليكون معه دوما، والابن و برغبتة الشخصية رحل بعيدا عن بيت ابيه وأدرك أنه ضائع، لكنه تاب وعاد الى ابيه وابوه قبله بكل فرح.

 

وفى كتاب "شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد " للقمص أنطونيوس فكري، يشرح المثل قائلا، إنه يشير لقبول الله للخاطئ، وكم جذب هذا المثل الكثيرين من الخطاة لأحضان الله، ففي هذا المثل تردي حال الخاطئ الذي ترك بيت أبيه (الكنيسة) وترك أبيه (الله) فانحدر إلى حد الهوان والنجاسة وخراب كل شيء حوله، ثم توبته وفرحة أبيه المشتاق لعودته.

 

وبحسب القمص أنطونيوس فكري: في هذا المثل نكتشف موقف الله من الخاطئ بإعتباره إبنًا له ضل الطريق، أما موقف الفريسيين بقلوبهم الخالية من المحبة والمتعجرفة، فيعبر عنه موقف الابن الأكبر. وكأن المثل يرد على الفريسيين بأنه ليس فقط يأكل مع العشارين والخطاة، بل هو يريد أن يقيم لهم وليمة لو رجعوا وتابوا. هنا نرى محبة الآب السماوي الشديدة للخاطئ التائب. مثل الابن الضال يقول أن الله يريد أن يفرح أولاده، لكن إذا أرادوا أن يفرحوا بطريقتهم يخسرون كثيرًا. وحين يقول المسيح "نيري هين" فمن ضمن المعاني التي تشير لها هذه الآية أن مهما كانت الوصية متعبة لكن عدم تنفيذها خسائره كبيرة وقد لا تحتمل. في بداية طريق الخطية يفرح الإنسان بلذتها ومع الوقت يذله إبليس بل سوف يحرمه حتى من ملذاتها. فلذة الشيطان أنه يذل أولاد الله.

 

 

ويقول "فكرى": يجب ألا نحكم على إنسان في منتصف الطريق، فالابن الضال لم تكن نهايته المعيشة مع الخنازير، لكنه عاد، بينما الابن الأكبر تذمر بعد أن كان يظهر أنه في طاعة كاملة لأبيه،  لذلك يقول بولس الرسول انظروا إلى نهاية سيرتهم (عب7:13) فالعبرة بالنهاية، لذلك علينا أن لا ندين أحد، فالله وحده يعلم ما في القلوب، ومدى استعداد كل واحد، ونهاية طريق كل واحد.

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة