بيشوى رمزى

"ضربة جزاء مشبوهة".. أردوغان يواصل الاختباء "وراء النجوم"

الأربعاء، 24 فبراير 2021 12:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"ضربة جزاء مشبوهة" سددها الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان، خلال افتتاح أحد ملاعب كرة القدم، في ولاية إزمير التركية، بينما كان يحرس المرمى أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية، الحاكم في أنقرة، ليتباهى أنصاره بمهارة رئيسهم، الذى سدد على طريقة اللاعب الألماني، ذو الأصول التركية مسعود أوزيل، بحسب الدعاية التي دأبوا على استخدامها، للترويج إلى "الخليفة" المزعوم، مستغلين العلاقة التي تجمع بينه وبين نجم كرة القدم، الذى لم يرتد يوما زي المنتخب التركى، مفضلا تمثيل ألمانيا في العديد من المناسبات الدولية، للتغطية على الفشل الكبير الذى تعانيه أنقرة، سياسيا واقتصاديا، إلى الحد الذى دفع إلى ارتفاع مستوى الغلاء، بشكل غير مسبوق، سوف تؤدى لا محالة إلى ثورة شعبية ربما تأكل الأخضر واليابس.
 
ظهور أردوغان في افتتاح ملعب كرة قدم، وكأنه "فاتح" عكا، يبدو مفهوما، في إطار لعبة "الدعاية" السياسية التي طالما تبناها الحزب الحاكم في أنقرة، وهى نفس اللعبة التي طالما مارستها أحزاب أخرى تحمل نفس النهج المشبوه، للتغطية على الفشل الكبير، بتعظيم "صغائر" الأمور، في تجاهل صريح للأولويات، التي ينبغي أن تتبناها دولة تصارع الفقر، والبطالة، والغلاء، مما ساهم إلى حد كبير في حالة من الغليان داخل المجتمع التركى، في الآونة الأخيرة، جراء تزايد رقعة الفقر، داخل المجتمع خلال السنوات الماضية، ناهيك عن الخسائر الفادحة المترتبة على السياسات الدولية، التي ساهمت بوضوح في تجريد أنقرة من حلفائها، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي كانت بمثابة الشريك الذى تستلهم منه أنقرة قوتها الدولية والإقليمية.
 
إلا أن إلصاق إسم أردوغان بمسعود أوزيل، يحمل في طياته أهدافا دعائية خاصة، للرئيس الطامح إلى "السلطنة"، فيما يمكننا تسميته بسياسة "الاختباء وراء النجوم"، في امتداد صريح للنهج جماعة الإخوان، والتي طالما استخدمت، وأفرعها، هذا النهج لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية، ولتوسيع شعبيتها، وتضليل الرأي العام، وربما منع المواطنين، من رؤية الحقائق، وهو الأمر الذى فشلت فيه الجماعة في العديد من البلدان الأخرى، والتي سعوا فيها إلى الظهور، مع النجوم أصحاب الشعبية الكبيرة، لتحقيق المكاسب السياسية، سواء عبر صناديق الانتخابية، أو لتلميع صورة أنظمتهم، أمام الجماهير التي ترتبط بهؤلاء النجوم، فى انعكاس صريح لسياسة "خلط الأوراق"، والتي اعتادوا استخدامها، سواء بربط السياسة بالدين تارة، أو بالرياضة أو الفن تارة أخرى.
 
ولعل استخدام أردوغان لورقة اللاعب مسعود أوزيل ليس بالأمر الجديد، فقد سبق وأن ظهر معه مرات عدة، منها خلال زيارة قام بها لألمانيا في عام 2018، وذلك قبيل الانتخابات الرئاسية، بينما تناول معه الإفطار مرة أخرى، على نفس المائدة، في مدينة إسطنبول في عام 2019، لتخفيف الضغوط عليه سواء في الداخل جراء الفشل الذريع في احتواء الأزمات الاقتصادية، أو في الخارج، في ظل انتقادات كبيرة من قبل الشركاء الدوليين، للدعم الكبير الذى تقدمه أنقرة للميليشيات الإرهابية في الشرق الأوسط، ناهيك عن ابتزازه المتواصل لأوروبا بورقة اللاجئين.
 
وعلى الرغم من المكاسب التي حققها أردوغان من وراء شعبية اللاعب، يبقى النجم الألماني هو المتضرر الأكبر جراء انغماسه في لعبة السياسة "القذرة"، التي يخوضها الرئيس التركى، حيث لاحقته اتهامات الخيانة لألمانيا، بل وتحمل عبئا كبيرا من الخروج المهين للمنتخب الألمانى، فى مونديال 2018، من الدور الأول، بسبب غياب التركيز، إثر خروجه من معسكر الإعداد للقاء الديكتاتور، ليفقد مكانه في المنتخب، وبعدها يخسر بقائه في فرق الصف الأول في القارة العجوز، لينتقل في نهاية المطاف إلى الدورى التركى، عبر الالتحاق في فريق فنربخشة.
 
إلا أن أردوغان ربما لا يأبه كثيرا بخسائر النجوم، حيث يبقى تركيزه على المكاسب التي يمكنه تحقيقها من ورائهم، بعيدا عن مستقبلهم، في امتداد للانتهازية التي يمتاز بها وجماعته في التعامل مع مختلف الملفات.
 
"الجول" الذى أحرزه، أردوغان يبدو مشبوها، فحارس المرمى ربما لا يجرؤ على صد ركلته الضعيفة، وإلا ناله الغضب "السلطانى"، إلا أن الهدف من ورائه يبقى مواصلة الاحتيال على بنى شعبه، من خلال الظهور بحالة من الثبات، رغم ما يعانيه نظامه من انكسار غير مسبوق، ليصبح امتداد صريح لاستخدام "النجوم" الموالين له، ولجماعته، إلا أنه يحمل مؤشرات صريحة لحقيقة مفادها أنه يعانى من تدنى كبير في شعبيته في الداخل التركى، وبالتالي لم يعد لديه الكثير من الأوراق سوى تسول اسم النجم الألماني، لحصد بعض المكاسب، والتغطية على فشله الذريع في مواجهة الأزمات التي تضرب الداخل التركى بصورة كبيرة.
 






مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة