وهنا ينبغي النظر إلى السياسة الأمريكية عبر مسارين متوازيين، أولهما يتجلى في رؤى الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن، والذي يجد امتداداه في نائبته هاريس، من جانب، بينما يقوم المسار الآخر، على الدبلوماسية البرلمانية، والتي يتبناها الكونجرس، والذي يحظى بأغلبية جمهورية، من جانب آخر
الأزمة التي يشهدها القطاع منذ أكتوبر الماضي، كشفت أبعادا جديدة للدور المصري، وأهمها التحول من مجرد "رد فعل"، إلى الفاعلية والتأثير، خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار أن العدوان الراهن على غزة،
تداخل كبار المسؤولين السابقين، في المعترك الرئاسي بالولايات المتحدة، إلى حد الانقلاب على الذات غرار المشهد الجمهوري، أو إجبار رئيس على التنحي كما فعل الديمقراطيون
والفوضى الإقليمية تمثل في جوهرها الأداة الأساسية في يد الاحتلال حتى يحقق أهدافه، وعلى رأسها تصفية القضية الفلسطينية، وتقويض أي أمل من شأنه تحقيق الشرعية الدولية، والتي تقوم على أساس حل الدولتين
التصعيد الإسرائيلي، في إطار توسيع دائرة العداء، يهدف بما لا يدع مجالا للشك إلى استقطاب القوى الموالية لها، من دول المعسكر الغربي، والحصول على دعمها مجددا
ازدواجية الغرب، ربما لم تقتصر فقط على المشاهد السياسية، والتي يحكمها البعد المصلحي في الكثير من الأحيان، وإنما امتدت إلى المنظومة القيمية التي تتبناها الدول، وهو ما يعكس ارتباكا عميقا، في تحديد وجهة البوصلة الأخلاقية لـ"دول العالم الأول"
تبدو صعوبة الانتخابات المقبلة، في الولايات المتحدة، في كونها صراع بين إرثين، فهاريس محسوبة على معسكر أوباما – بايدن، بينما يبقى ترامب حالة فريدة، تسعى للدفاع.
ولعل مفهوم المقاومة، بين مجابهة الفوضى، وما يتضمنه من ضرورة بالغة لتحقيق التنمية في صورتها المستدامة، من جانب، وإنهاء الاحتلال، في إطار قضية الإقليم المركزية، من جانب آخر، نجد أن الحاجة ملحة إلى استلهام رؤية مستحدثة للمفهوم، تعتمد هي الأخرى نهج الاستدامة
والحديث عن محاولات إسرائيل للضغط على دول المعسكر الغربي، من أجل استعادة الزخم المفقود، في أعقاب الانتهاكات الكبيرة التي ارتكبتها الدولة العبرية في غزة والضفة والغربية، يتجلى على مسارات متوازية، أبرزها الخطاب الذي أدلى به نتنياهو أمام الكونجرس
تعد المدن الجديدة التي دشنتها الدولة المصرية في السنوات الأخيرة، بمثابة أبرز معالم الجمهورية الجديدة، بل الشاهد الأبرز على النهج التنموي الذي تتبناه،
اغتيال هنية، في إيران، في أعقاب مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الجديد، قد أضفى بعدا جديدا حول فكرة الدعم، أو بالأحرى الحماية، التي حاولت بعض القوى الإقليمية إضفائها في إطار علاقاتها مع الفصائل.
المشاهد الأخيرة، التي سوف تطغى لا محالة على الحالة التنافسية، في الانتخابات المقبلة، تعكس حقيقة مفادها، طغيان الفرد على المؤسسات الحزبية، في الولايات المتحدة
والتدخل الخارجي، في شؤون الدول الأخرى، وإن كان محظورا بحكم المواثيق الدولية المعترف بها، وعلى رأسها ميثاق الأمم المتحدة، إلا أنه يبقى مرتبطا بالعلاقات الدولية.
الحديث عن ارتباط الديمقراطية بالصراع، تراوح في العديد من المشاهد، بين المنافسة، والتي طالما روجت لها الدول الكبرى، باعتبارها الصورة الحضارية للسياسة، إلى مشاهد متفرقة من العنف، شهدت تصاعدا تدريجيا، في أعتى الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة
الاختلاف في التطبيق بين النماذج المذكورة، توارى لعقود طويلة من الزمن، وراء العديد من المعطيات، ربما أبرزها الهيمنة الكبيرة لدول المعسكر الغربي، بقيادة الولايات المتحدة على النظام العالمي
العنف كان بمثابة وسيلة الغرب، بقيادة واشنطن، لتعزيز مبادئها، وتعميمها، وهو ما يبدو ملازما لها، في مرحلة المخاض الحالية، التي تشهدها واشنطن نفسها، في ضوء حرب تكسير العظام..
ومعضلة "التعادل" السياسي، في باريس، تمثل مشهدا جديدا للخروج عن الحالة الحزبية التقليدية، في ضوء حالة من الانقسام المجتمعي على التيارات الموجودة فعلا على الأرض، وهو ما يعكس انعدام الثقة في كافة الأحزاب، خاصة مع تضاؤل الفارق بين أعداد المقاعد التي حصلت عليها الأطراف الأساسية في المشهد السياسي الفرنسي
الاختلاف بين الطبيعة الدولية للقمة المرتبطة بفلسطين، من جانب، والإقليمية المحدودة المرتبطة بقمة "جوار السودان"، من جانب آخر، ثم الطبيعة الأهلية لمؤتمر القوى الوطنية السودانية
والتأمل في المشهد الغربي، نجد أن ثمة بعدا خفيا في الأزمة الراهنة، والتي يبدو الحراك الانتخابي في أوروبا وأمريكا أحد ثمارها، مع التوجه الكبير نحو اليمين، يتجسد في حالة الارتباك بين الحالة القومية
الحديث عن مفهوم "الثورة"، على المستوى الدولي، فهو في جوهره مرادف لـ"الإصلاح"، على عكس نظيراتها العالمية، والمقصود بها تلك الحركة الفوضوية داخل الدول والتي تحمل طبيعة فيروسية، سريعة الانتقال عبر الحدود