محمد ابن أبى بكر الصديق وابن الصحابية أسماء بنت عميس رضى الله عنها، الذى تمر ذكرى وصوله إلى مصر واليًا عليها من قبل الخليفة على بن أبى طالب، فى مثل هذا اليوم 19 فبراير من عام 685، ورغم قصر حياته إلا أن هناك أمر شائك حول مشاركته فى مقتل عثمان بن عفان رضى الله عنه.
جاء فى كتاب "محمد بن أبى بكر الصديق.. حياته وأحواله زمن الفتنة"، إعداد نضال عباس دويكات، أن ابن كثير وابن خياط ذكر فى تاريخهما رواية قريبة من هذا الرواية السابقة وهى أن محمد بن أبى بكر أشار بعينه إلى رجل ممن دخلوا على عثمان فقام إليه ذلك الرجل بمشقص فوجأ به رأسه ثم تعاونوا عليه حتى قتلوه رحمه الله، وقد أورد البعض رواية فيها نكارة شديدة وهذه الرواية تشير إلى محمد بن أبى بكر على أنه أحد قتلة عثمان رضى الله عنه، وقد ذكرها ابن كثير فى البداية والنهاية _أن رجلاً من الأنصار دخل على عثمان، فقال : إرجع ابن أخى فلست بقاتلى، قال: وكيف علمت ذاك؟ قال: لأنه أتى بك النبى صلى الله عليه وسلم يوم سابعك، فحنكك ودعا لك بالبركة، ثم دخل عليه رجل آخر من الأنصار فقال : ارجع ابن أخى، فلست بقاتلى، قال : بم تدرى؟ قال : لأنه أتى بك النبى صلى الله عليه وسلم يوم سابعك فحنكك ودعا له بالبركة، قال : ثم دخل عليه محمد بن ابى بكر، فقال: أنت قاتلى، قال : وما يدريك يا نعثل؟ قال : لأنه أتى بك النبى صلى الله عليه وسلم يوم سابعك يحنكك ويدعو لك بالبركة فخريت على رسول الله صلى الله عليه وسلك، قال : فوثب على صدره وقبض على لحيته، فقال: إن تفعل كان يعز على ابيك، أو يسؤه . قال : فوجاه فى نحره بمشاقص كانت فى يده)، وقد على ابن كثير على هذه الرواية بقوله : هذا حديث غريب جدًا وفيه نكارة، وقال عنه الشيخ محمد الصبحى فى كتابه فتنة مقتل عثمان : إسناده ضعيف: فمبارك يدلس ويسوى وقد عنعن، ذكره الحافظ فى المرتبة الثالثة من طبقاته، رجاله من المقبولين.
كما استعرض الكتاب فى هذا السياق قول الشيخ الألبانى قوله (الروايات التى وردت فى اتهام محمد بن ابى بكر الصديق فى قتل عثمان رضى الله عنه لم يصح منها إلا أنه دخل عليه فوعظه عثمان رضى الله عنه، فخرج وتركه، وهذه الرواية اتلى رواها ابن عبد البر فى كتابه "الاستيعاب بإسناد حسن".
وأضاف الكتاب عدد من الروايات التى تبين أن محمد بن ابى بكر لم يشارك فى قتل عثمان بن عفان، وانه قد خرج بعد ان وعظة عثمان، ومن هذه الروايات ما ورد عن كنانة موالى صفية بنت يحى بن اخطب رش الله عنها (قال: شهدت مقتل عثمان، فأخرج من الدار امامى أربعة من شبان قريش ملطخين بالدم محمولين، كانوا يدرءون عن عثمان رضى الله عنه: الحسن بن على، وعبدالله بن الزبير، ومحمد بن حاطب، ومروان بن الحكم، وقال محمد بن طلحة : فقلت له: هل ندى محمد بن أبى بكر بشئ من دمه؟ قال: معاذ الله! دخل عليه، فقال له عثمان: يا بن أخى، لست بصاحبى، وكلمه بكلام، فخرج ولم يند بشئ من دمه، قال: فقلت لكنانة : من قتله؟ قال: قتله رجل من اهل مصر، يقال له جبلة بن الأيهم، ثم طاف بالمدينة ثلاثا يقول : أنا قاتل نعثل)، ويؤكد الكتاب أن هذه الروايات الأخيرة تدل على براءة محمد بن أبى بكر من دم عثمان رضى الله عنه، كما تبين أن سبب تهمته هو دخوله عليه قبل القتل، ومن ثم خرج بعد أن وعظه عثمان كما تبين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة