د.داليا مجدي عبد الغني تكتب: سوء تفاهم

الجمعة، 12 فبراير 2021 10:10 ص
د.داليا مجدي عبد الغني تكتب: سوء تفاهم د./ داليا مجدي عبد الغني

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

سوء التفاهم من الأمور التي يقع فيها كل الناس بلا استثناء، فمن منا لم يشعر بالظلم بسبب الخطأ في فهم مقصده، لأنه تفوه بكلمة لم يكن يقصدها وأخذت على محمل سيء، أو سلك مسلكا معينا، وهذا المسلك تمت ترجمته بشكل خاطئ.

والواقع أن الخطأ وارد في كل شيء حتى في الجرائم، فهناك الكثير من الجرائم التي ترتكب بشكل غير عمدي وغير مقصود، وهناك كلمات تؤخذ على مكملين، ولكن كل هذا في إطار الكلام والحديث والسلوك والتصرف، أي في إطار الفعل الإيجابي، أما الغريب أن يحدث سوء تفاهم بسبب (الصمت)، فالصمت رغم أنه سلوك سلبي، إلا أنه رغم ذلك قد يؤول ويفسر بشكل خاطئ، مما يسبب سوء التفاهم.

 فكلنا نعرف المقولة الشهيرة التي تقول: "السكوت علامة الرضا"، فللأسف، أحيانا يكون الصمت دليل على الرضاء بما يقال أو يحدث، أو بما لا يقال أو لم يحدث، فمجرد عدم الاعتراض على الحديث، أو على السلوك الإيجابي أو السلبي قد يفسر بأنه رضاء، وهذا قد يسبب سوء تفاهم للشخص الذي الصامت، ممن حوله يقعون في مغبة سوء فهمه؛ لأنهم يظنون أن صمته لم ينم عن رأيه ووجهة نظره التي لم يعلنها صراحة، ويعتقدون أنه أعلنها ولكن بشكل ضمني، وعلى الرغم من القاعدة الأصولية: "لا ينسب إلى ساكت قول"، إلا أن السكوت أحياناً يكون أبلغ من الكلام عندما تنطق العين بما يريده الإنسان، وكلنا نعلم أن هناك لغة الجسد والتي تعبر عما يدور بخلد الإنسان أحياناً أكثر من لسانه وألفاظه وكلامه، بدليل أن "الساكت عن الحق شيطان أخرس"، وأن من يسكت عن الشهادة وبدونها فإنه آثم قلبه، ويحمل وزرا سيحاسب عليه، وكذلك القاعدة التي تقول: "السكوت في معرض الحاجة بيان".

وعليه، فلا تصمت إلا حينما يكون الصمت تعبير عن إرادتك، ولا تتكلم لو كان كلامك لا رجاء منه، فلا تجعل لكلامك أو سكوتك تأويل ينم عن غير ما بداخلك، لا تقع فريسة لسوء التفاهم.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة