سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 1 فبراير 1975.. إذاعة خبر خاطئ عن وفاة أم كلثوم.. ورئيس الوزراء يزورها فى المستشفى ووزير الإعلام يعتذر لأسرتها

الإثنين، 01 فبراير 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 1 فبراير 1975.. إذاعة خبر خاطئ عن وفاة أم كلثوم.. ورئيس الوزراء يزورها فى المستشفى ووزير الإعلام يعتذر لأسرتها أم كلثوم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة العاشرة مساء يوم 1 فبراير، مثل هذا اليوم، عام 1975، حين أذيع خبر وفاة سيدة الغناء العربى أم كلثوم، التى كانت تتلقى العلاج فى مرضها الأخير بمستشفى المعادى، ثم تبين عدم صحة الخبر، ما اضطر المستشفى إلى إصدار بيان خاص فى الساعة الحادية عشرة مساء، وفقا لصحيفة الأهرام فى خبرها الرئيسى الثانى يوم 2 فبراير 1975.
 
قال البيان: «ما زالت السيدة أم كلثوم فى حجرة الإنعاش بمستشفى القوات المسلحة بالمعادى، وما زالت تقدم لها الرعاية الصحية، وغير صحيح ما أذيع عن وفاتها، ووقع على البيان العميد طبيب زكريا الباز رئيس قسم الكلى بمستشفى المعادى والطبيب المعالج»، وسبق هذا البيان صدور تقريرين طبيين أكدا أن الإصابة فى المخ منذ وقوعها أحدثت تلفا دائما فى خلايا المخ، غير قابل للشفاء أو التحسن ولا تجدى معه أى عمليات جراحية.
 
وذكرت «الأهرام» أن الدكتور كمال أبوالمجد، وزير الإعلام، أمر بإجراء تحقيق عن مصدر النبأ، كما توجه لأسرة أم كلثوم للاعتذار لها، وكشفت «الأهرام» عن أن الدكتور حسن الحفناوى، زوج أم كلثوم، اتصل بالمسؤولين عقب إذاعة هذا الخبر ونفاه، وقال إنه يتحدث من داخل غرفة الإنعاش، وأن السيدة أم كلثوم ما زالت على قيد الحياة وتتلقى العلاج الذى قرره الأطباء.
 
كان الاهتمام بالحالة الصحية لسيدة الغناء العربى على أرفع مستوى بما يليق بمكانتها العظيمة، وذلك منذ أن انتقلت إلى المستشفى يوم 30 يناير 1975 تعانى من ارتفاع فى ضغط الدم ونزيف فى المخ، ففى يوم 1 فبراير 1975 وحسب «الأهرام» توجه رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز حجازى، إلى مستشفى المعادى لزيارتها، واستقبله مديرها اللواء مصطفى الشيتى، والدكتور حسن الحفناوى وأفراد أسرة أم كلثوم، وأبلغهم «حجازى» أن الرئيس السادات أصدر تعليماته بأن تكون الدولة على استعداد لتلبية أى طلب فورا لإنقاذ حياة أم كلثوم، كما اتصلت السيدة جيهان السادات 4 مرات بالمستشفى، وسألت إذا كان إجراء عملية جراحية قد يجدى، وأن الرئيس السادات على استعداد لتخصيص طائرة للإقلاع فورا لأى طبيب جراح فى أى مكان فى العالم، ورد عليها الدكتور الحفناوى بأن جميع الأخصائيين والجراحين قرروا أن العملية الجراحية لن تجدى.
 
أما الاهتمام الشعبى، فذكرت «الأهرام» أن القوة الأمنية التى تم تعيينها حول فيلا أم كلثوم بالزمالك منذ انتقالها إلى المستشفى، قررت أن نحو 1200 سيارة توقف أصحابها يوم الجمعة «اليوم التالى لانتقالها إلى المستشفى» أمام الفيلا، وزاد العدد إلى نحو 1500 سيارة يوم السبت، إلى جانب عشرات المواطنين الذين يأتون أمام الفيلا للوقوف أولا بأول على أنباء صحة كوكب الشرق، وظلت سيدة من العباسية طوال الأيام الأربعة الماضية تواظب على الحضور إلى الفيلا والجلوس أمامها من العاشرة صباحا حتى التاسعة مساء تتلو القرآن وتدعو لها بالشفاء.. وأضافت «الأهرام»: «ظلت الجماهير من كل أنحاء الجمهورية ومن الدول العربية على اتصال دائم بمستشفى القوات المسلحة، تبدى استعدادها للتبرع بالدم أو الكلية أو ما يتطلبه الأمر.
 
وكان الموسيقار محمد عبدالوهاب، يبكى حالة أم كلثوم وهو على سرير مرضه، مصابا بالأنفلونزا، لكنه كان يتابع حالتها الصحية تليفونيا، وسأله الكاتب الصحفى كمال الملاخ عنها، فأجاب على الصفحة الأخيرة من الأهرام «2 فبراير 1975» معددا المزايا التى فعلتها أم كلثوم، قائلا: «أم كلثوم متعددة المزايا لدرجة أن كل ميزة منها كافية لتعمل فنانة كبيرة ممتازة، أم كلثوم خسارة كبيرة فى تاريخ الأمة العربية وعلى رأسها مصر، سنفقد جسدها لكن لن نفقد مع الوعى العلمى والتسجيلى فنها المرموق والخالد.. هى مش بس أقدر صوت غنائى وجد فى العالم العربى، ولكنها غيرت تأدية المطربات من يوم أن وقفت صبية تشدو وحتى الآن، فالذى يسمع المطربات فى عهد وعصر أم كلثوم وبعد ظهورها، يجد الفارق الشاسع بين طريقة إخراج الصوت وأسلوب الأداء وتجويد النطق.. شدو الكلمة وحسن اختيارها فيما تقول وتغنى به، كما أنها غيرت اجتماعيا وضع ومستوى أخلاقيات المستمع العربى، فالذى يستمع إلى أم كلثوم لا يهرج، ولا يصفق وهى تغنى، لا يقول كلمة نابية ولا جملة طائشة، لا يطلب منها شيئا معينا، ربما يطلب منها الإعادة  ويتركها تشدو وتقول ما تريد أن تقوله هى، وبهذا فرضت على المستمع سلوكا أشبه باحترام وقداسة الغناء وتقدير مع كل الحب للشخصية التى تتغنى بالفن الرفيع له وأمامه».       









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة