تمر اليوم الذكرى الـ116، على ميلاد الفيلسوف الكبير زكى نجيب محمود، إذ ولد فى 1 فبراير عام 1905، وهو واحد من أبرز فلاسفة العرب ومفكريهم فى القرن العشرين، وأحد رواد الفلسفة الوضعية المنطقية، وقد وصفه العقاد بأنه "فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة؛ فهو مفكر يصوغ فكره أدبا، وأديب يجعل من أدبه فلسفة".
قدم زكى نجيب محمود سيرته الذاتية فى ثلاثة كتب ثلاثيته المشهورة «قصة نفس» عام 1965،و«قصة عقل» عام 1984، و«حصاد السنين» عام 1991، وهو آخر كتبه، وتوقف بعدها عن الكتابة، بعد أن شعر أنه أدى رسالته ولم يعد لديه جديد يقدمه، بالإضافة إلى ضعف بصره الذى اشتد عليه ومنعه من القراءة والكتابة. وظل على هذا الحال حتى رحيله فى 8 من سبتمبر 1993م.
قصة نفس
كتب زكى نجيب الكتاب وهو فى الستين من عمره، وأوضح فى مقدمته أنه بناها على أسلوب أدبى سردي، وهو أن يروى قصة تلك النفس من خلال أحاديثها المستبطنة والدفينة؛ أى أن يكون محور التناول الرئيسى هو العناية بتفاصيل الخلجات والمشاعر الداخلية قبل الأحداث التاريخية.
قصة عقل
بعد 20 سنة من صدور هذا الكتاب، جاء كتابه "قصة عقل" الذى يتناول فيه قصة سفره إلى لندن للالتحاق بجامعتها فى أواسط الأربعينات حتى حصوله على الدكتوراه وعودته إلى مصر، ويعرض فيه لمسيرة تطوره الفكري، بين أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات حين سيطرت عليه فكرة التغريب والدعوة إلى الأخذ بالثقافة الغربية التى صنعت حضارتنا الحديثة، وعن تبنيه فلسفة "الوضعية المنطقية".
حصاد السنين
صدر الجزء الثالث من سيرة زكى نجيب محمود قبل وفاته بعامين فقط، وهى بمثابة شهادة على الحياة الثقافية المصرية من أواخر العشرينيات من القرن العشرين حتى لحظة صدور الكتاب، واستوعبت بذلك ثلاثة أرباع القرن الماضى بكل ما اشتمل عليه من أحداث وتغيرات على المستويين الداخلى والدولي، واستعرض خلالها مشاركاته فى الحياة الثقافية والعلمية من خلال عضويته فى العديد من اللجان الثقافية والفنية بالإضافة إلى رئاسته تحرير مجلة «الفكر المعاصر»، ودوره كأستاذ للفلسفة بكلية الآداب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة