مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية فى حوار شامل مع "اليوم السابع".. أسامة الأزهرى: برنامج "الحق المبين" يوضح الجذور الأولى لتيارات التطرف المختلفة.. والوعى والعلم يحميان الشباب من التشدد وانغلاق الأفق

الأربعاء، 24 نوفمبر 2021 09:30 ص
مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية فى حوار شامل مع "اليوم السابع".. أسامة الأزهرى: برنامج "الحق المبين" يوضح الجذور الأولى لتيارات التطرف المختلفة.. والوعى والعلم يحميان الشباب من التشدد وانغلاق الأفق الدكتور أسامة الأزهرى
حوار / أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

<< خيوط الإرهاب بدأت مع حسن البنا وترعرع على يد سيد قطب

<< استندت الجماعات الإرهابية لأفكار هدامة ومغلوطة وافتقدت أدوات فهم الشريعة وجدت في مؤسسها الأول حسن البنا وهي الحماس الأهوج

<<يجب التركيز على الخطاب المجتمعي التوعوي ونشر الثقافة الدينية بين الشباب

 
خرج الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، مؤخرا ببرنامج جديد يحمل عنوان "الحق المبين"، للرد على الأفكار المتطرفة، حيث يعتمد البرنامج بشكل كبير على الرد على شبهات قيادات الجماعات المتطرفة، والبحث في تاريخ مؤسسى تلك الجماعات وعلى رأسهم مؤسس الجماعة الإرهابية حسن البنا، ومنظرها سيد قطب.
 
تأتى مساعى الدكتور أسامة الأزهرى للرد على الأفكار المتطرفة في إطار جهود شاملة تبذلها الدولة من أجل مواجهة الفكر المتطرف، ومنع استقطاب الشباب لتلك الجماعات المتطرفة، ضمن حملة أشمل تهتم برفع الوعى، وتوضيح الحقائق للشباب كى يكونون حائط سد ضد أي محاولات يائسة من تلك الجماعات الإرهابية لنشر أفكارهم المضللة.
 
"اليوم السابع"، أجرى حوارا شاملا مع الدكتور أسامة الأزهرى، حول تفاصيل تلك المساعى لمحاربة أفكار الجماعات الإرهابية، والأسلوب الذى يعتمد عليه في الرد على شبهات المتطرفين، وتاريخ الجماعات المتطرفة وكيف كان يتم مواجهتهم في الماضى، و كيف سعت التنظيمات الإرهابية للتسلسل نحو الشباب واستقطابهم لتلك التنظيمات والعديد من الموضوعات والقضايا فى الحوار التالى..

في البداية.. ما هو هدف برنامج الحق المبين؟ 

البرنامج هدفه أن يوضح للناس الجذور الأولى التي بنت عليها تيارات التطرف المختلفة، وما لا يعرفه كثيرون أن حسن البنا لم يكن الأول في سلك تيارات التطرف، فقد كان من قبله أمواج متتالية فكرت بنفس منهجية التفكير، وروجت لهذه المنهجية المغلوطة، على مدار التاريخ، وكل فترة من فترات التاريخ ظهر فيها نفس المنهج، ونفس طريقة التفكير، وكذلك نفس الخلط بين أصول الدين وفروعه، فحسن البنا لم يكن الأول الذي يبرز هذا المنهج ويروجه ويدعو له. 

أحكى لنا عن تاريخ التطرف في الإسلام ؟

الكثير من الفترات على مدار التاريخ، ظهر بها أيضا نفس التطرف المؤدي والداعي لحمل السلاح، و الموجة الأولى من تبني هذا الفكر المتطرف، كانت في عصر الخوارج، الذين كفروا سيدنا علي ابن أبي طالب "رضي الله عنه"، وكذلك كفروا عددا ليس بالقليل من الصحابة، ولم يكتفوا بذلك بل حملوا عليهم السلاح، وبالنظر إلى الذي استند عليه هؤلاء الخوارج في تكفير الصحابة، سنجد أنهم اعتمدوا على نفس الآيات الكريمة بنفس الفهم المغلوط، الذي اعتمد عليه الكثير من الجماعات الإرهابية على مدار التاريخ. 

كيف كان يواجه الصحابة الخوارج في ذلك الوقت؟

وفي عصر الخوارج، نهض سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنه بمناظرة علمية شهيرة مع الخوارج، أدت إلى تفكيك هذه الفكرة والقضاء على هذا المنهج التفكيري، فسيدنا عبدالله بن عباس هو النموذج الأول الذي نعيد اليوم إنتاجه من خلال هذا البرنامج، ونحن نعيد مواجهة تيارات التطرف، وتفنيد أفكاره، مثلما قام ابن عباس، حين واجه الموجة الأولى من موجات هذا الفكر المتطرف، التي كانت مجسدة حينئذ فى الخوارج. 

01-15
 

 


هل البرنامج هو سرد لكتاب الحق المبين الذى صدر لك في عام 2015 أم هناك اختلاف؟ 

 نعم برنامج "الحق المبين" هو عبارة عن تحويل (كتاب الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين) الذي صدر عام 2015 إلى برنامج تلفزيوني للرد على كل مناهج المتطرفين من الإخوان إلى تنظيم داعش، والهدف من البرنامج إلقاء الضوء على المنهج الذي اتبعه، حتى نوضح للناس عوامل الخطأ والانحراف، التي مورست في تكوين هذه الجماعة الإرهابية والمستهدف الأكبر عندي هو تحصين الأجيال الجديدة.  
 

ما هو الأسلوب الذى تعتمده عليه في البرنامج لمواجهة أفكار التنظيمات الإرهابية؟ 

البرنامج ميدان جدلي كبير، وهو بمثابة اشتباك فقهى وعلمى مع الشُبهات الفقهية والعلمية التى تزعّمتها وروّجتها تيارات الإسلام السياسي، وشرّعت من خلالها للعنف والقتل والدم والإرهاب ودورنا أن نهيئ شبابنا فكريا وعلميا حتى لا ينخدعوا بأي شكل لهذه الجماعة مستقبلا، لاسيما أننا في عصر نواجه فيه كتائب إلكترونية كل عملها نشر الشائعات وترويج الأكاذيب.   
 

برأيك كيف سعت التنظيمات الإرهابية للتسلسل نحو الشباب واستقطابهم لتلك التنظيمات؟ 

خيوط الإرهاب بدأت مع حسن البنا وتأسيسه للجماعة، فهذه هي البذرة الأساسية للتكفير الذي نما وترعرع على يد سيد قطب فيما بعد، وتعتمد التنظمات الإرهابية على مجموعة من المفاهيم المغلوطة وعلى سبيل المثال منها مصطلح: الحاكمية أو التكفير، والجاهلية، والولاء والبراء، والفرقة الناجية، وحتمية الصدام، والتمكين، والخلافة، وغير ذلك، مما تستغله الجماعات الإرهابية والمتطرفة لغرسه في نفوس الشباب من خلال عمليات غسيل عقولهم لنسف فكرة الوطن وسرقة العقول وتدمير المنهجية الصحيحة والمنضبطة في فهم الشرع الشريف، للإقدام على الأعمال الإرهابية ضد المجتمع، وهذا كله نابع من الفكرة المركزية عندهم، والتي هي تكفيرهم للمجتمع، لذا فوجود هذا المنهج خطر لابد من مقاومته وتفنيده. 

2021_4_12_13_56_26_971
 

 

كيف نحمى الشباب من محاولات الجماعات الإرهابية لاستقطابهم؟ 

الوعي، والعلم، والجسارة في خوض هذه المعركة، والتحصين والوقاية، والإلحاح على البيان لأخطاء هذا المنهج، والإغراق التام لكل منصات التواصل الاجتماعي بالوعي والعلم الصحيح، وما يجب العمل عليه الاهتمام بعدم انحراف الشباب وراء أصحاب الأفكار الهدامة والمتطرفة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، لأن هذه الوسائط هي المكان الذي تسلط عليه تلك التيارات وتجتذب عقول الشباب. 
 

مواقع التواصل الاجتماعي من بين أهم الوسائل التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية لاستقطاب الشباب وتحريضهم على الإرهاب. فكيف تعتمد الجماعة الإرهابية لترويج أفكارها الظلامية؟ 

أطروحات حسن البنا وسيد قطب وأبى الاعلى المودودى وصولا إلى داعش، مرورا بعشرات من المنظرين لهذا الفكر المغلوط، يبين أننا أمام عمل شاق ومعركة فكرية كبيرة، تفكك نتاج ثمانين عاما من توليد أفكار وأطروحات وأدبيات وقصائد ومواقف جعلت الثقافة الشائعة في الفكر الدينى شديدة القبح، وبدأ هذا القبح يتحول من وجود فكر كامن إلى شيء صارخ وصادم يطل على المصريين كل صباح ومساء. 
نحن أمام قضية حراك علمى معرفى نحن غائبون عن الاشتباك معه على مستوى فلسفى عميق يستطيع أن يقدم أطروحة علمية معقولة منطقية دقيقة رصينة تستطيع ان تفكك هذه الأطروحات الفلسفية وأن تثبت موضع قدم لفكرة الإسلام وعقائده ومبادئه وقضاياه، وعند إرادة وجود خطاب دينى حقيقى وعمل تجديد حقيقى لا بد من وجود بنية علمية تصنع العقل المسلم.  

البعض يرى أن أفضل الطرق لمواجهة الجماعات الإرهابية وافكارها هو تعريتهم كيف ترى هذا الأمر؟   

استندت الجماعات الإرهابية لأفكار هدامة ومغلوطة وافتقدت أدوات فهم الشريعة وجدت في مؤسسها الأول حسن البنا وهي الحماس الأهوج، ثم الاندفاع الطائش، وغياب أدوات فهم الوحي، والتباس الواقع بصورة شديدة، وغياب مقاصد الشرع عن الأفق ومنظومة التعليم، ثم اللامعقولية وبدأ هذا النمط من الخطاب يولد مجموعة أطروحات صادمة للعقل ومفعمة بالعنف والقبح والدماء والاحتقار والوحشية والفظاظة، ثم انتهى هذا التعقيد المبنى على كل الأسس الماضية إلى توليد خطاب موصوف بالقبح، الذى جعل الخطاب فى مجمله صارخا وصادما ودمويا وعنيفا، ويجب التركيز على الخطاب المجتمعي التوعوي ونشر الثقافة الدينية بين الشباب، من خلال تكثيف الندوات والمحاضرات الثقافية، والتواجد عبر مواقع التواصل الاجتماعي . 
 
unnamed
 

 

دائما ما ينادى المفكرين بضرورة أن يواجه الفكر بالفكر هل ترى أن هذا أحد أبرز الوسائل للرد على الجماعات التكفيرية؟   

أي تيار في العالم ورائه فكرة، والفكر لا يواجه إلا بالفكر، وضرورة تفنيد المقولات والنظريات والأفكار التي بني عليها فكر التيارات الإرهابية وضرورة مواجهة وتفنيد التكفير الكامن في كتب التيارات المتطرفة، الذي تحول في زماننا إلى تنظيمات وجماعات ، بل تولدت منه الأجيال الثواني والثوالث الإرهابية مما أفضى بنا إلى تيارات تقطع الرقاب، وتسفك الدماء، وتروع الآمنين، وتنقض العهود، وتمتهن دين الله، وتلصق به أفهامها المتحيرة، وتفسيراتها الفادحة، مما يمكن تسميته بظاهرة التفسير الغاضب للقرآن الكريم تدعي الانتساب إلى الوحي الشريف. 

هل ترى أن تجديد الخطاب الدينى يعد أحد أبرز الأساليب للتصدى للأفكار المتطرفة؟ 

 نحن أمام مهمة كبيرة إطفاء نيران التطرف كخطوة أولي، ثم الانطلاق السريع نحو تثبيت دعائم الشخصية المصرية، ثم القفزة الكبيرة إلى إعادة تشغيل مصانع الحضارة فى عقل الإنسان المسلم وكيف يستطيع أن يحول آيات القرآن الكريم إلى مستشفيات ومراصد فلكية ومدارس تعليم ووقفيات لرعاية الإنسان وانطلاقة هائلة فى التعليم والبحث العلمي. 
وتجديد الخطاب الديني عمل علمى من الوزن الثقيل يشتمل على صناعة علمية ثقيلة وتحويل فلسفة التعليم حتى تكون قائمة على أساس من الإبداع والثقة فى الذات وامتلاك مفتاح المعرفة والقدرة على الاشتباك مع الفلسفات فى العالم دون خوف وعدم الاستسلام لنظرية المؤامرة، وعدم الاستسلام للتدين المغلوط الذى جعل صورة هذا الدين فى نظر العالم فى غاية السوء. كيف تعتمد الجماعات الإرهابية على التراث في تدعيم أفكارها؟ 
 

برأيك كيف نتعامل مع تشويه الجماعات الإرهابية للتراث الإسلامي؟

الجماعات الإرهابية ظلمت وشوهت التراث، وعلينا أن نتعامل مع التراث على وجود 4 مناهج، هى: القبول المطلق بكل ما هو مدون فى التراث، وهذا خطأ، لأن التراث اشتمل على مناهج علمية رصينة ومهمة ومعالجات ناسبت ظروف زمانها، فمضى عليها الزمن ولم تعد صالحة لزمن آخر، ولو أننا قبلنا بكل ما هو مدون فى التراث سنستفيد بمنهجية علمية رصينة، لكن مع معالجات زمنية لم تعد مهمة لزمننا، أما الرفض المطلق، فهو الذى يجعلنا نتلافى مسائل متعلقة بزمن مضى ونهدر بجانبها مسائل علمية رصينة، لذا فإن القبول المطلق والرفض المطلق غير مقبولين أما المنهج الثالث فيحاول أن يدرك أن هناك خطأ فى القبول المطلق وخطأ فى الرفض المطلق، فيتحول إلى حالة الانتقاء العشوائى وهذا خطأ آخر، لذا يبقى المنهج الأخير الذى يحتاج إلى ورش عمل وصناعة عملية متقنة للانتقاء الواعى. 
 

ما هي أبرز الكتب التي تعتمد عليها الجماعات الإرهابية لنشر أفكارها ومن هم أبرز أساليبهم؟   

أجريت حصرا للكتب التي لابد من مواجهتها، فوجدت أمام عدد مهول من الكتابات التي أنتجتها تلك التيارات، وسوف نواجه ذلك كله ونفككه، والمرحلة الأولى تبدأ بكتاب ظلال القرآن لسيد قطب الذي انتشر بطريقة كبيرة ووصل عدد طبعاته الشرعية لـ40 طبعة آخرها عام 2013 وترجم للعديد من اللغات، وأنه احتوى على 4500 صفحة، هذا الكتاب منبع للفكر التكفيرى وفيه بيان جذاب ورائع و400 صفحة فيها سموم استلهم منه الإرهابيين والمتشددين أفكارهم، مثل: تنظيم القاعدة وتنظيم الفنية العسكرية وجماعة التكفير والهجرة وجماعة "بوكو حرام" في نيجريا و"داعش" وغيرها ، وكتاب "إدارة التوحش" لأبي بكر ناجي والذي نشر عام 2004، وشرح خلاله فكرة بناء الدولة لدي المتطرفين، وكتاب "الفريضة الغائبة" من تأليف محمد عبد السلام فرج، وسوف نفند ذلك كله حماية لديننا ووطننا والإنسانية كلها 

نصيحتك للشباب للابتعاد عن تلك الجماعات الإرهابية؟ 

الشباب طاقة جبارة وطموحا واسعا وحالة من التوقد النفسى والذهنى والمعرفى والقدرة على القراءة والمتابعة والمشاركة والتدوين والانفتاح على العالم، وأقول لهم إن الوطن والدين والعلم أمانة وصلت إلينا، فلا تضيعوها.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة