لماذا قدس المصريون القدماء الكبش وما رمزيته؟.. أثرى يجيب

السبت، 20 نوفمبر 2021 01:00 م
لماذا قدس المصريون القدماء الكبش وما رمزيته؟.. أثرى يجيب الكبش
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قدس المصريون القدماء الروح الكامنة فى الحيوانات، وليس الحيوانات نفسها، فنرى أنهم نظروا إلى الكبش نظرة قداسة وتقدير وإجلال، إذ كان فى نظرهم رمزًا للخصوبة والفحولة والقدرة على التناسل والإنجاب والنماء، لذا كانت للكباش أهمية كبرى فى مصر القديمة.

وقال الدكتور حسين عبد البصير، عالم المصريات ومدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إنه تم تصوير الكباش كحيوانات مقدسات منذ عصور ما قبل التاريخ، ثم على صلايات صحن الكحل فى عصر ما قبل الأسرات، وعلى الأوانى الفخارية من تلك الفترة، ثم تم تشكيل بعض التمائم على شكل الكباش منذ ذلك الحين وفى فترات عديدة لاحقة.

وأضاف الدكتور حسين عبد البصير، لقد أدرك المصريون القدماء الصفات الفائقة للكباش، والتى تجسدت فى قدرتها الكبيرة على الخصوبة والتناسل، فآمنوا فى قدرة الكباش على إعادة الخلق والبعث، ومن ثم الخلود، واتخذ بعض المعبودات المصرية القديمة شكل الكباش مثل كبش مدينة "منديس"، عاصمة الأسرة التاسعة والعشرين فى دلتا النيل، وهو الكبش المعروف باسم "با نب جدت"، وكبش "جدو"، أو "أبوصير" فى الدلتا، الذى كان إلهًا للعالم الآخر حين تم ارتباطه برب الموتى والعالم الآخر الإله الشهير "أوزيريس" الذى عرف بلقبه "سيد جدو".

وتابع عالم المصريات، ومن المعروف أن الرب أوزيريس قد جاء أصلاً من مدينة "جدو"، عاصمة الإقليم التاسع فى الدلتا المصرية، وكان لقبه "سيد جدو" من أقدم وأعظم الألقاب التى كان يحملها، وقد سميت تلك المدينة فى وقت لاحق باسم "پر-أوزير"، بمعنى "بيت الإله أوزير"، وأطلق عليها الإغريق اسم "بوزيريس"، أى "مكان أوزيريس"، وكانت "جدو" الموطن الأصلى لمعبود آخر أقدم، كان يحمل صولجانًا معوج الطرف وفى يده الأخرى كان يحمل سوط الراعي، بينما كانت تعلو رأسه ريشتان. وهو المعبود "عَنَجِتِيِ".

ولفت الدكتور حسين عبد البصير، أنه من المعروف أن أوزير قد امتص ذلك الإله تمامًا، ولم يبقِ منه بعد ذلك سوى لقبه الذى اتخذه الإله أوزير بعد ذلك، ويؤكد ذلك أيضًا الهيئة البشرية التامة التى كان يصور بها الإله "أوزير"، وهو يحمل على رأسه تاج الصعيد الأبيض، وكان يلحق به ريشتين على الجانبين، وكان يستقر على زوجين من قرون الكباش، وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك فارقًا كبيرًا بن الإلهين، فبينما كان كان"عَنَجِتِيِ" حاكمًا حيًا، كان " أوزير" يُصور دائمًا فى هيئة إله متوفى قائم ملفوف بأربطة طويلة، وكان يُصور يقبض بيديه على الصولجان.

وأيضًا جسد المصريون القدماء المعبود الأساسى فى مدينة إهناسيا، فى بنى سويف، "حرى شا إف" أو "الكائن فوق بحيرته" على شكل كبش، بينما اتخذ إلههم الأشهر، الإله خنوم، رب منطقة إلفنتين، بالقرب من مدينة أسوان، هيئة الكبش أيضًا، واعتبروه الإله المسؤول عن خلق البشر على عجلته، أو عجلة الفخراني، من جنوب مصر، وكذلك ردوا إليه القدرة العلية على تفجير منابع نهر النيل من الجنوب إلى الشمال ومن الشمال إلى الجنوب.

وأضاف، واتخذ رب الدولة الحديثة الرئيس، الإله آمون، أو الإله آمون رع، شكل الكبش أيضًا، ونسبوا إليه "طريق الكباش" أو طريق "أبو الهول" أو "طريق الأسود"، الذى كان يربط معبد الأقصر فى الجنوب بمعابد الكرنك فى الشمال، وكان يضم نحو 1200 تمثال بجسم أسد، وأطلق المصريون القدماء على الطريق اسم "وات نثر" بمعنى "طريق الإله"، وترمز الحيوانات المجسدة فى تماثيل طريق الكباش إلى الإله "آمون رع"، وتم تشييد الطريق خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة، وأكمله الملك "نختنبو الأول" من ملوك الأسرة الثلاثين.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة