سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 10 نوفمبر 1956.. إذاعات العالم تتحدث عن إصابة «أنتونى إيدن» رئيس وزراء بريطانيا بحالة نفسية سيئة بسبب فشل العدوان على بورسعيد

الأربعاء، 10 نوفمبر 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 10 نوفمبر 1956.. إذاعات العالم تتحدث عن إصابة «أنتونى إيدن» رئيس وزراء بريطانيا بحالة نفسية سيئة بسبب فشل العدوان على بورسعيد أنتونى إيدن
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت مدينة بورسعيد تواصل صمودها الأسطورى ضد قوات العدوان الثلاثى «بريطانيا وفرنسا وإسرائيل»، بسبب قرار جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس يوم 26 يوليو 1956، وبدأ العدوان بغارة شنتها إسرائيل ضد مصر يوم 29 أكتوبر 1956، وكانت الإذاعات العالمية تتحدث يوم 10 نوفمبر، مثل هذا اليوم، 1956، عن إصابة «أنتونى إيدن» رئيس وزراء بريطانيا، بحالة نفسية سيئة، حسبما يذكر «ضياء حسن القاضى» فى كتابه «الأطلس التاريخى لبطولات شعب بورسعيد»، والذى يرصد يوميات العدوان الغاشم، وعمليات المقاومة الفدائية ضده، مضيفا: «فى الساعة العاشرة صباحا قامت القوات المعتدية بإلقاء منشورات مليئة بالأكاذيب من الجو بطائرات هليكوبتر، حيث بدأ الأهالى يتجولون فى الشوارع بعد أن أمر محافظ المدينة محمد رياض، بفتح بعض المخابز لإطعام الأهالى.. وورد بالإذاعات العالمية أن أنتونى إيدن أصيب بحالة نفسية سيئة إثر فشل الحملة الأنجلو فرنسية على بورسعيد، حيث انتقل إلى جزيرة «جاميكا» على البحر الكاريبى للاستشفاء طالبا الهدوء، بعد أن تأكد من فشل العدوان فى تحقيق أهدافه، وترك مهمة وزارته إلى «بتلر» حامل أختام الملكة، وظل بها إلى أن قدم استقالة وزارته فى 9 يناير 1957. 
 
تدرجت حالة «إيدن» حتى بلغت أعلى درجة السوء يوم 6 نوفمبر 1956 حين لم يجد مفرا من قبول قرار وقف إطلاق النار.. يذكر الصحفى الأمريكى «دونالد نيف» فى كتابه «عاصفة على السويس 1956» ترجمة وتعليق وتقديم «عبدالرؤوف أحمد عمرو»، الصادر عن «المركز القومى للترجمة - القاهرة»: «كانت إنجلترا قد أدانها العالم أجمع، فالقناة بمثابة أنبوب بترول، والآن تم إغلاقها، حينئذ ازداد ناصر قوة على قوة، فى وقت كان الاقتصاد الإنجليزى يواجه الانهيار السريع».
 
كان «دونالد نيف» صحفيا يعمل فى الصحافة الأمريكية حتى وصل إلى مدير تحرير، وعاصر أزمة السويس شابا، واعتمد فى كتابه «عاصفة على السويس» على الوثائق السرية للأزمة فى أمريكا، وأجرى لقاءات مع كثير من الشخصيات التى عاصرتها، وزار القاهرة وعمان ودمشق والرياض، وعواصم العالم التى صنعت الأزمة.. يقول عن إيدن: «العاصفة على السويس 1956 هى عاصفة هوجاء هبت على قناة السويس، وظل بطل هذه الأحداث أنتونى إيدن - معتمدا على إرثه التاريخى - أن النصر بيمينه، ولم يخطر بباله أن تكون النتيجة مخيبة لآماله وأحلامه مخططاته، وخرج من هذه الأزمة مهزوما مخذولا، بالتالى أهمله التاريخ وأصبح نسيا منسيا، فى حين بقى ناصر، منتصرا، مرفوع الرأس شامخا».
 
ويرصد «نيف» أفعال «إيدن» وردود أفعاله منذ أن بدأت «أزمة السويس» بقرار تأميم القناة، وكان على مائدة العشاء فى واننج ستريت التى أقامها على شرف الملك فيصل الثانى ملك العراق وبرفقته رئيس الوزراء نورى السعيد.. يقول: «حينما سمع النبأ المزعج، ظل يترنح، يجىء، ويذهب، وكأن تاج الإمبراطورية البريطانية يكاد يطير فى الهواء من فوق رأسه.. قال نورى السعيد: «لا بد من ضرب ناصر بكل قوة، والآن، فهو عدو لدود لدى الغرب، وانتقل الملك فيصل ورئيس وزرائه إلى مكتب «بنيامين دزرائيلى» رئيس الوزراء الذى كان مسؤولا عن شراء نصيب مصر فى أسهم شركة قناة السويس عام 1875، وهو يهودى عجوز، وكان سببا فى كل المشاكل، واندهش نورى السعيد لكنه لم يتلق أى إجابة من إيدن، إذ لم يكن فى حالة مزاجية تمكنه من التجاوب معه فى الحديث».
 
يضيف «نيف»: «استدعى إيدن مجلس الوزراء للاجتماع، بما فى ذلك قائد عام القوات الإنجليزية، وسفيرا فرنسا وأمريكا، وفى منتصف الليل كان جميع المسؤولين فى مقر مجلس الوزراء، وكان مكتب إيدن لا ينقطع عنه رنين التليفون.. الكل يدلى برأيه فى أذنه بما يراه حلا فى وقت كان المصريون قد قبضوا على رقبة البريطانيين.. أخبر إيدن المجتمعين، وقال لهم بكل أسى: هذه هى النهاية وليس فى إمكاننا أن نفعل أى شىء، ومعنى هذا أن ناصر يبتزنا الآن، إنه استولى على القناة وخطفها من يدنا، وسوف يسىء إدارتها، وهذا أمر يحد من نشاطنا التجارى عبر العالم.. هذا الوضع من المستحيل قبوله، إن وضعنا الآن يجبرنا أن نتخذ خطوة قوية.. أريد أن أقبض على القناة وأتولى مسؤوليتها مرة ثانية».. يذكر نيف: «أشار مستشارو إيدن عليه، إنك تعلم أن المصريين لن يستطيعوا تشغيل القناة لعدم وجود كفاءات لديهم».
 
يؤكد نيف: «علق إيدن على رأى المستشارين قائلا وكأنه يحدث نفسه: «لا يهمنى رأى المستشارين من عدمه.. لن أتركه «ناصر» يفوز بما فعل، وطلب من القيادات العسكرية العمل طوال الليل لإعداد خطة للقبض على القناة بكل منشآتها العسكرية، واستمر الاجتماع ساعتين».
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة