تعتاد عيناك على رؤية الرجال في الحقول والغيطان، ولكن أن ترى امرأة ممسكة بالفأس وتقوم بكل أعمال الزراعة في الحقل ربما يكون هو الأمر الغريب، وبالطبع سيكون خلفها حكاية مدهشة وكواليس خاصة.
"مقدم علام"، هذا هو اسمها، أما عمرها فقد تجاوز الستين عامًا، ولم تتزوج طوال سنوات عمرها، وبرغم نشأتها في بيئة ريفية بمحافظة البحيرة إلا أنها لم تتأثر بأحاديث المحيطين بها بشأن الزواج وتكوين الأسرة.
مقدم علام
"زمان كان نفسى يبقى عندى بيت وأسرة لكن دلوقتى أنا راجل مع الرجالة في الغيط هنا".. كلمات عبرت بها صاحبة الستين عامًا عن سعادتها الآن، على الرغم من عدم تكوينها لأسرة على مدار السنوات الماضية، متابعة إن عملها في أرضها الزراعية هو كل ما لديها، ويدخل على قلبها السرور، فالأرض بالنسبة لها جزء أصيل في وجدانها، تأتى لها بالخير الذى يعينها على الحياة.
وسردت مقدم علام في حلقة من برنامج "حكيم زمانه"، من إعداد وتقديم إسراء عبد القادر، إن عملها في الزراعة يجعلها راضية تمامًا عن مسار حياتها، ولا تفتقد للبيت والأسرة كما يعتقد البعض بمجرد أن يعرفوا لأول وهلة أنها لم تتزوج طوال حياتها.
مقدم علام
"البيت لما بيبقى زعلان.. الحيوانات بتزعل"، عبارة خاصة عبرت بها السيدة مقدم علام عن العلاقة الوطيدة التي تكونت بينها وبين الحيوانات الأليفة التي تربيها، وخاصة الحصان الذى يبكى ويحزن عندما يمر بيتها وأسرتها بموقف صعب.
مقدم علام
إذا وقفت لبضعة دقائق أمام الأرض الزراعية الخاصة بهذه السيدة، ستجدها شعلة نشاط، وطاقة أمل، وصاحبة ابتسامة مميزة، تفوح رضا وهدوء نفسى واقتناع بما تفعله، فتغير لك نظرتك للأمور، وحكمك المطلق على الجميع بأن الفتاة لابد وأن تتزوج، وأن مصيرها للمنزل والأسرة وتربية أولادها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة