داليا مجدى عبد الغنى تكتب: دع الحُكم للظروف

السبت، 23 أكتوبر 2021 07:20 م
داليا مجدى عبد الغنى تكتب: دع الحُكم للظروف داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحيانًا تجمعك الظروف بأحد الأشخاص في موقف يجعلكما على غير وفاق أو تفاهم، ويظل كل منكما يحمل للآخر مشاعر سلبية بسبب ذلك الموقف، وتمر الأيام، وربما السنين وتلتقيان مرة أخرى في موقف آخر مُغاير تمامًا للموقف الأول، فتكتشفان أنكما كنتما على خطأ في تقييمكما لبعضكما البعض، وتُصبح بينكما علاقة إيجابية، وربما تُصبحان أصدقاء وبينكما ثقة مُتبادلة ومشاعر طيبة، وربما تكون هذه المواقف هي سبب المقولة الشهيرة: " لا محبة إلا بعد عداوة"، لأن العداوة هنا يكون سببها الفهم الخاطئ، أو التسرع في الحُكم على الأمور، أو رُدود الفعل الانفعالية.
 
فالإنسان أحكامه مُرتبطة إلى حد بعيد بالمواقف التي يمر بها، ولكن الحياة كثيرًا ما تُثبت له أن الآخرين يملكون صفات جميلة في شخصياتهم، لم يكن على علم بها، لذا فإن التعامل والعِشْرة لهما معاييرهم الخاصة التي تؤثر بلا شك في حُكم الإنسان ورؤيته الحقيقية.
 
وهل نُنكر أن هناك أشخاص نظل نتعامل معهم عشرات السنين، ثم نكتشف أننا لا تربطنا بهم أي صلة حقيقية، وأننا لم نكن نعرفهم حق المعرفة، في حين أن هناك شخص قد تتحدث معه مرات قليلة، وربما لم تلتقِ به كثيرًا، أو لم تلتقِ به على الإطلاق، ولكن تحدث بينكما راحة نفسية شديدة، فهذه هي الحياة التي دائمًا ما تُثبت للإنسان أنه ليس دائمًا على حق، وأن رُؤيته مهما بلغت قُوتها، فلن تكون ثاقبة، وهذه الحكمة الإلهية لا يُدرك كُنْهها سوى الله وحده، والحقيقة أن المولى عز وجل عندما يُحب إنسانًا يجعل بصيرته نافذة، ويكشف له معادن البشر من حوله، حتى لا يقع في ظلم الآخرين. 
 
لذا إذا دعتك الظروف لأن تحكم على أحد الأشخاص حُكمًا سيئًا، لا تدع هذا الحُكم يدوم، بل امنح نفسك مساحة للظروف، ربما تجعلك تُغير رأيك في يوم ما، وتراه بصُورة مُختلفة، وبنظرة مُختلفة، وربما يكون شخصًا مُحببًا إلى قلبك مع الأيام.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة