دندراوى الهوارى

الأمن والاستقرار والازدهار لدولة المؤسسات القوية.. والخراب والدمار لدولة الميليشيات

السبت، 16 أكتوبر 2021 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اكتشاف حجر رشيد، كان بمثابة المعجزة لفك طلاسم الحضارة المصرية، وإزاحة الستار عن تاريخ أمة، سطرت من التقدم والازدهار والتنوير ما يكفى  منذ عصور ما قبل التاريخ، ومرورا بالعصور التاريخية، وحتى كتابة هذه السطور، وقدمت للإنسانية أعظم ما يحمله الإنسان، وهو "الضمير"، قبل هبوط الرسائل السماوية على الأرض بـ 2000 عام. 
 
وإذا كان اكتشاف حجر رشيد، هو أهم كشف أثرى فى مصر قاطبة، فإن اكتشاف "صلاية نارمر" يأتى فى المرتبة الثانية، لأهميتها فى الكشف عن "الملك العقرب" أو "الملك مينا" المعلوم لدى الباحثين والمتابعين والعامة، بأنه موحد القطرين، إذ تبرز "الصلاية"، وجود الجيش المصرى، والذى يقوده الملك بنفسه، فى حربه لطرد المحتلين، وتوحيد مصر، ونشر الأمن والاستقرار.
 
"صلاية نارمر"، التى تعود للأسرة الأولى، تكشف أن لمصر، جيشا قوى، ميلاده ملتصق بميلاد الكون، إذ يقوده الملك بنفسه لتأديب العدو الذى استباح أمن البلاد ومزقها إلى نصفين، مصر العليا، ومصر السفلى، فكان جيش مصر بقيادة الملك له الكلمة العليا، عندما قرر طرد المحتلين، وإعادة توحيد القطرين، واستتباب الأمر، وحفظ الحدود.
 
كما أظهرت الاكتشافات المتتالية عن قوة التنظيم الإدارى،  فمصر ومنذ بدء التاريخ، دولة مؤسسات قوية، جيش منظم قوى، ومؤسسة رئيسية للإدارة المركزية هى "الإقامة" أو كما يطلق عليها المصرى القديم "خينو" وتضم مكاتب كبار المسؤولين الرئيسيين، وهى مقسمة إلى عدة أقسام، أهمها الخزانة والأشغال العامة والصوامع لحفظ الغلال، وكذلك العدل والمحفوظات الملكية، بجانب مؤسسة مهمة يطلق عليها "الدار الكبرى" وهو عبارة عن القصر الملكى وإدارته الخاصة.
 
وكان المصرى القديم سابق عصره، عندما استحدث مؤسسات اقتصادية، ودبلوماسية، وظهر ذلك جليا فى البعثات الاستكشافية للخارج، سواء فى الجنوب أو الشمال، والشمال الشرقى، ناهيك عن التقسيم الإدارى للدولة المصرية والتى كانت مقسمة إلى مقاطعات، وأن المسؤول عن المقاطعة، يتم تعيينه من السلطة المركزية فى العاصمة، وينتقل للمقاطعة لتنفيذ المهام الإدارية الموكلة إليه.
 
من تلك الوضعية المؤسساتية القديمة، يتأكد أن مصر ومنذ وجودها الملتصق بوجود الكون، دولة مؤسسات، لها جيش قوى هو الأقدم فى التاريخ، يحمى حدودها، ويحفظ أمنها واستقرارها، ولا يسمح بوجود ميليشيات أو كتائب وعصابات وجماعات، تعيث فى الأرض فسادا، وتنشر الفوضى، وتحاول أن تكون نسخة من المؤسسات العسكرية، تفرض قوانينها الخاصة، وترفع سلاحها فى وجه كل من يخالفها من الشعب والحكومة، وتحاول أن تفرض أمرا واقعا، يقنن وضعها.
 
التاريخ شاهد، وتصرخ صفحاته بآلاف التجارب التى تؤكد أنه لا يمكن، لدولة ما، أن تشهد استقرارا ويعم فيها الأمن والرخاء، وتتقدم لتلحق بركب الدول المتقدمة، يسكن أحشاءها ميليشيات وكتائب وجماعات وتنظيمات مسلحة، تحاول بسط نفوذها، وكسر أنف إرادة الدولة، ومحاولة إرهاب المؤسسة العسكرية، وفرض أمر واقع وكأنها دولة فوق الدولة!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة