حكاية شعب.. "الرى" تستعد لإحياء الذكرى الـ50 لافتتاح مشروع السد العالى.. السادات يفتتح حلم عبد الناصر فى 1971.. و15 يناير يصبح عيدا قوميا لأسوان.. رئيس الهيئة: من أعظم المشروعات الهندسية بالقرن العشرين

الثلاثاء، 05 يناير 2021 11:00 ص
حكاية شعب.. "الرى" تستعد لإحياء الذكرى الـ50 لافتتاح مشروع السد العالى.. السادات يفتتح حلم عبد الناصر فى 1971.. و15 يناير يصبح عيدا قوميا لأسوان.. رئيس الهيئة: من أعظم المشروعات الهندسية بالقرن العشرين
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"قلنا هنبنى وادى إحنا بنينا السد العالى".. كانت هذه الكلمات بمثابة حاكية شعب تعبر عن سنوات من الكفاح والإخلاص فى بناء أعظم مشروع هندسى فى العالم خلال القرن العشرين كما وصفه بعض الخبراء آنذاك، وهو مشروع السد العالى بأسوان.

وتستعد وزارة الرى ومحافظة أسوان لإحياء اليوبيل الذهبى على افتتاح مشروع السد العالى 15 يناير 1971 والذى أصبح عيداً قومياً لأسوان منذ ذلك التاريخ.

السد-العالى-قبل-الإنشاء
السد-العالى-قبل-الإنشاء

ومشروع السد العالى جاء تنفيذه بمبادرة من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وأعطى إشارة البدء للعمل فى هذا المشروع القومى العملاق الذى يعتبر بمثابة ملحمة وطنية يحتفل بها المصريون كل عام، عندما وضع حجر الأساس له فى التاسع من يناير عام 1960 حيث بناه المصريون بعرقهم وجهدهم، وبعد 4 سنوات تم الانتهاء من بنائه، وتم تغيير مجرى نهر النيل للسد العالى.

وترجع فكرة بناء السد العالى فى المناطق العليا من النيل لخلق بحيرة صناعية من الماء العذب، واتخذ قرار البدء فى بنائه عام 1953 وشكلت لجنة لوضع تصميم للمشروع، وفى ديسمبر 1954، تم وضع تصميم للسد العالى بإشراف المهندس المصرى موسى عرفة، والدكتور حسن زكى بمساعدة عدد من الشركات العالمية المتخصصة.

وواجهت مصر فى ذلك الوقت صعوبة فى إيجاد الموارد التى تمكنها من المضى فى تنفيذ ذلك المشروع العملاق، ما دفعها للجوء إلى الدول الغربية لمساعدتها من الناحية المالية والفنية والتكنولوجية، التى رفضت تقديم المساعدة لمصر، وظلت الحكومة المصرية تشعر بالقلق بسبب ما تعانيه من مشاكل اقتصادية.

إشارة-بدء-تحويل-مجرى-النيل
إشارة-بدء-تحويل-مجرى-النيل

ورفضت الحكومة المصرية الشروط التى قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بالرغم من حاجتها إلى التمويل لاستكمال المشروع لأنها كانت شروطًا تمثل خطورة على مصر، ما أدى إلى سحب الحكومة الأمريكية القرض الذى كانت ستقدمه لبناء السد العالى بحوالى 56 مليون دولار، والحكومة البريطانية القرض الذى كانت ستقدمه بـ15 مليون دولار، كما رفض البنك الدولى منح الحكومة المصرية القرض الذى تم الاتفاق عليه بقيمة 200 مليون دولار، وجاء قرار سحب تمويل السد العالى بداية العداء بين مصر ودول الغرب.

ولجأت الحكومة المصرية لتأميم قناة السويس لتستعيد استثماراتها من دول الخارج وتوفر الموارد اللازمة لبناء السد العالي، ولذلك قررت الحكومة البدء فى بناء السد العالي، وتم توقيع اتفاقية فى السابع والعشرين من ديسمبر 1958 فى القاهرة يقضى بها أن يمد الاتحاد السوفيتى مصر بالمساعدات المالية والاقتصادية لتنفيذ المرحلة الأولى من السد وقبل انتهائها تم الاتفاق مع السودان للانتفاع بفائض النيل، وجاء ذلك قبل البدء فى المشروع.

وأصبح نصيب مصر من المياه بعد بناء السد العالى 55.5 مليار متر مكعب، ونصيب السودان 18.5 مليار متر مكعب، والباقى وقدره 10 مليارات متر مكعب تعد الكمية المعروفة للفقد نتيجة التبخر والرشح.

السد-العالى
السد-العالى

وبدأت الحكومة السوفيتية بعد ذلك الوفاء فى وعودها، وكانت المعدات السوفيتية تتدفق على مدينة أسوان بكميات تتزايد مع الوقت منذ أكتوبر 1959، وقد بلغ إجمالى تكاليف إنشاء السد العالى ومحطة الكهرباء فى ذلك الوقت نحو 45 مليون جنيه مصري.

ويعد السد العالى من المشروعات الاقتصادية الكبيرة ذات العائد المادى المرتفع مقارنة بالمشروعات العالمية المماثلة له، وصل عائده خلال عشر سنوات منذ بدء إنشائه إلى ما لا يقل عن عشرين ضعفًا مما أنفق عليه، لأنه ساعد كثيرًا فى التحكم بتدفق المياه والتخفيف من آثار فيضان النيل.

ويستخدم السد العالى فى توليد الكهرباء بمصر، ويبلغ طوله 3600 متر، وعرض القاعدة 980 مترًا، وعرض القمة 40 مترًا، والارتفاع 111 مترًا، أما حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من أسمنت وحديد ومواد أخرى، ويمكن أن يمر خلاله تدفق مائى يصل إلى 11.000 متر مكعب من الماء فى الثانية الواحدة، وبدأ بناء السد العالى فى عام 1960 وقدرت تكلفته الإجمالية بمليار دولار ثلثها من قبل الاتحاد السوفيتي، وعمل فى بناء السد 400 خبير سوفيتي، وأكمل بناؤه فى 1968، وثبت آخر 12 مولدا كهربائيًا فى 1970، ثم افتتح رسميًا فى 15 يناير 1971 والذى أصبح فيما بعد العيد القومى لمحافظة أسوان.

كما أنه تم تصميم السد العالى وفقًا للدراسات والأبحاث ليكون من النوع الركامى ومزود بنواة صماء من الطفلة وستارة رأسية قاطعة للمياه منسوب قاع السد 85 م منسوب قمة السد 196 م، وطول السد عند القمة 3830 م، وطول السد بالمجرى الرئيسى للنيل 520 م، وعرض قاعدة السد 980 م، وعرض السد عند القمة 40 مترا عمق ستارة الحقن الرأسية 170 م.

من جهته، أكد المهندس حسين جلال، رئيس الهيئة العامة للسد العالى وخزان أسوان، أن السد العالى من أعظم المشروعات الهندسية التى أنشئت فى القرن العشرين ولا يضاهيه أى عمل هندسى سواء أكان خاص بالمياه أو غير ذلك، لافتاً إلى أن بناء السد العالى سبقه دراسات وأبحاث للاستفادة من ترويض نهر النيل من خلال الفيضانات التى تتردد على النهر بنسب متفاوتة حسب كل عام.

العيد-القومى-لأسوان
العيد-القومى-لأسوان

وفى المقابل، قال مصطفى حسن على، البالغ من العمر 83 سنة، أحد بُناة السد العالى، إنه لا يزال يتذكر أيام العمل والكفاح فى مشروع السد العالى، ووصف المشهد الذى كان يزور فيه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وبرفقته المسئولين السوفيت إلى موقع العمل بمشروع السد العالى والذى كان يعتبره عبد الناصر بمثابة "ابنه" وكان حريصاً على مواصلة العمل على إنشاءه حتى وفاته ثم افتتاحه فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

وتابع مصطفى حسن، بأن طبيعة عمله كانت فى أنفاق السد العالى "فنى لحام"، وأنه شاهد "عبدالناصر" أكثر من مرة وصافحه، وكان الرئيس الراحل خلال زيارته للمشروع حريصاً على تحية العمال مشيراً إلى أن الدولة وقتها كانت توجه اهتمام بالغ بالعاملين فى مشروع السد العالى، وكانت وزارة السد العالى وقتها توفر لنا الأكل والشرب والمسكن ورواتب شهرية كانت تكفى فى تلك الفترة.

المعدات-المشارة-فى-إنشاء-السد
المعدات-المشارة-فى-إنشاء-السد

 

بناة-السد-العالى
بناة-السد-العالى

 

رمز-الصداقة-بالسد-العالى
رمز-الصداقة-بالسد-العالى

 

رمز-الصداقة
رمز-الصداقة

 

زيارات-عبد-الناصر
زيارات-عبد-الناصر

 

شاهد-على-افتتاح-السد
شاهد-على-افتتاح-السد

 

عبدالناصر-يحيى-العمال
عبدالناصر-يحيى-العمال

 

مجرى-النيل-عند-السد
مجرى-النيل-عند-السد

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة