وصفت صحيفة "التايمز" الهندية الصفقة المعلن عنها أخيراً "بأنها ستغير قواعد اللعبة على صعيد الاعتماد الذاتي على التصنيع الدفاعي الهندي، وستمثل حافزاً ومحركاً لصناعة الطيران المحلية"، مؤكدة أن "مقاتلات تيجاس ستصبح العمود الفقري لأسطول المقاتلات (لسلاح الجو الهندي) خلال السنوات القادمة."
وتعد مقاتلات "تيجاس" المحلية الهندية من الطرز "الخفيفة جدا في وزنها"، وهي أصغر، ومزودة بمحرك أضعف من المقاتلات الأخرى الأكثر استخداماً وشيوعاً مثل "إف- 16" و"جيه- 10"،ويمكن مقارنة "تيجاس" في الحجم والأداء بمثيلاتها من طراز "جريبين" السويدية، و"جيه إف-17" الباكستانية، و"إف- 17" الأمريكية.


وصممت تلك النوعية من المقاتلات خفيفة الوزن لتحقيق أهداف خفض التكاليف التشغيلية ومتطلبات الصيانة في آن، أما محركها الضعيف الذي يقدم مهام طيران معقولة نسبياً، فإنه يتيح المناورة لمسافات أطول رغم قلة سعة خزان الوقود المتوافر فيها.


وتقول الصحيفة برغم أن "تيجاس" يقال عنها مقاتلة محلية الصنع، فإن المكونات الهندية مقيدة بالإسهام في المقاتلة بنسبة تصل إلى نحو 50 في المائة، وترد الأجزاء الأكثر تعقيداً في الطائرة المقاتلة، كالرادار، ومنظومة الاشتباك الإلكترونية، والمحرك، من إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، لذا فإن سعر شراء المقاتلة مرتفع للغاية، وتواجه الشركة المصنعة انتقادات بشأن انعدام الكفاءة نسبياً لطبيعة خطوط الإنتاج فيها إذا قورنت بمصنعين آخرين أكثر رسوخاً وقدرة مثل الصين والولايات المتحدة.


وجاءت صفقة شراء مقاتلات "تيجاس" بأعداد كبيرة في أعقاب قرار الهند بإلغاء العطاء الذي طرحته لشراء مقاتلات جديدة في عام 2020، وهو العطاء الذي تنافست فيه شركات تصنيع مقاتلات عدة من بينها "جريبين" السويدية، و"إف- 16"، و"ميج- 35"، إضافة إلى عدد من تصميمات المقاتلات الغربية والروسية.
واستفادت مقاتلات "تيجاس إم كيه 1 إيه" من التحسينات التي أجريت على الطراز الذي سبقه تيجاس إم كيه، وهو طراز له 40 مقاتلة عاملة في الخدمة داخل سلاح الجو الهندي.


ومن المنتظر أن تحل المقاتلات الخفيفة الجديدة محل المقاتلات ذات المحرك الواحد، التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، من طراز "ميج -21" و"ميج- 27"، وستتم عمليات الإحلال تدريجياً ومع مرور الوقت.