د.داليا مجدي عبد الغني تكتب: إنسان جديد.. في عام جديد

الجمعة، 01 يناير 2021 01:42 م
د.داليا مجدي عبد الغني تكتب: إنسان جديد.. في عام جديد د./ داليا مجدي عبد الغني

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اليوم بداية عام جديد، والأعوام ليست مُجرد أيام، وساعات ولحظات، بل هي أحاسيس ومشاعر وآهات وفرحات، ولا خلاف على أن العام الماضي 2020 كان مُمتلئًا بالآلام والآهات والأوجاع والصرخات، فقد احتمل العالم ما يفوق طاقات مئات السنوات والقُرون، فالفزع كان هو القُوة المُسيطرة على كل إنسان؛ بسبب الوباء والفيروسات، والأمراض وشبح الموت، الذي خيم على كل الأرجاء.

والمنطق والعقل والإحساس يفرضون على كل إنسان أن يُصر وبشكل غير عادي على بداية جديدة مليئة بالأمل والحب والتفاؤل، والغريب أننا حصرنا آلامنا في ذلك العالم، خلال العام السالف في تلك الجائحة فقط، ونسينا أن ذلك العام مثله مثل غيره من كل الأعوام، مليئًا بلحظات سعادة وفرع ولحظات آلام وشجن شخصية.

ولكن كل ذلك مر وسيمر؛ لأن أي شيء غير حقيقي، غير قابل للاستمرارية، ولذا علينا أن نُكمل مسيرتنا في العام الجديد، ونُعيد حسابتنا في كل سلبياتنا القديمة؛ لكي نبدأ العام الجديد بآمال جديدة، وأحلام جديدة، وأفكار جديدة.

والأهم من ذلك أن علينا أن نُراجع حساباتنا عن العام الماضي، ونُفكر في حجم المكاسب التي حققناها، وحجم النتائج التي حصدناها، وحجم الخسائر التي وصلنا إليها.

وكل هذا من أجل بداية جديدة لها كشف حساب مُحدد، فالأعوام مثل دراسات الجدوى لابد من تحديد آلياتها وإطارها، ولكي نبدأ من جديد، لابد أن نعرف كمّ ما توصلنا إليه، فعلينا أن نتمعن في كم صديق استطعنا اكتسابه، وكم عدو نجحنا في اكتشافه، وكم إنسان فُزْنا بالقرب منه، وكم صفة رقيقة تحلينا بها، وكم صفة بذيئة استطعنا أن نتخلص منها.

ولا بأس من مُواجهة أنفسنا بأي فشل أحرزناه في الماضي، طالما بإمكاننا أن نتداركه في المستقبل، فمواجهة النفس بالفشل لا تقل في أهميتها عن مُواجهتها بالنجاح، فكليهما هو نبض الروح وتجربة الحياة التي ستدفعنا إلى المستقبل بروح جديدة، وقلب جديد، ونبض جديد، فابدأ عام 2021م وأنت إنسان جديد.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة