كلٌ منَّا في واديه المُهيمن عليه.. تجد الأب (مسحولاً) منهمكاً في جلب قوت يومه، فعليكِ كزوجة مراعية ذلك ولا تزيدي عليه جبال الأحمال المتراكمة تلاتلاً وودياناً على كتفيه المتعبان..
وتجد الابن الأكبر مُحَيراً اليوم في اختيار (البدلة) الملائمة والقيام بمائة وست وثلاثون مكالمة هاتفية للاستعداد للعُرس القادم بعد يومين ظناً منه انه سيستريح.. دعنا منه الآن حتي لا نشوه طموحه الساذج مِثله..
أما عن الابن الأصغر فاليوم هو اليوم الأول له في الجامعة بعد أن كدح ممزقاً عقله بـ(حشر) المعلومات بتلك الـ(مدعوقة) التي تدعى الثانوية العامة، حائراً بعد أن تركه زميله الوحيد (حسن) بعد آخر يوم في سباق امتحانات الثانوية المدعوقة، يخشى خوض تجربة جديدة لكسب أصدقاء، دعنا ندعو له بالصديق الصالح، فإنها لم تصبح فقط الجملة الشهيرة (ادعو لها بالزوج الصالح) وإنما اشملت أيضا خانات الأصدقاء والأقارب!
وها هي البنت تجهز ملبساً لائقاً باللون الأسود لعمل مقابلة شخصية في أكبر شركات الشرق الأوسط التي طالما حلمت بالعمل بها منذ سنوات، أتتوقع أن تنجح أو تُرفض لعدم امتلاكها ما يدعي (واسطة)، الحق انها (شاطرة)، دعنا نجهز لها كلمات المواساة إن قيل لها (ماشي يا فندم معانا تليفونك وهنبقي نكلمك)!
وأخيراً وآخراً لم يبقَ سوى الأم ولا يستحق الآن البقاء سواها.. يكفي تحملها لكل تلك النماذج، أخبرناها برغبتنا في أن تشارك محاكاة تجربتها، وافقت بعد إلحاح لكن تأخرت فقط ساعتان وثلث لإنشغالها بمساندتهم جميعاً!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة