وليد نجا يكتب: العلاقات الإنسانية مراحلها وقوانينها

السبت، 05 سبتمبر 2020 11:07 ص
وليد نجا يكتب: العلاقات الإنسانية مراحلها وقوانينها صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حياة البشر مرتكزها الرئيسى فن المعاملات التفاعلية مع بيئتهم الطبيعية ومع غيرهم من البشر "مع اختلاف جنسياتهم ومعتقداتهم ولونهم"، فعلاقات البشر تتطور تلقائيا طبقا لطبيعة المرحلة الزمنية وتطور العصر وحتى قيام الساعة، فالعلاقات الإيجابية يجتمع أطرافها على هدف مشترك وتكون دون صراعات وهى فترات تقدم وازدهار، والعلاقات السلبية طبيعتها صراعية لتضارب مصالح أطرافها ونتيجتها مأساويّة بحيث تعمّ الفوضى وتسيطر الأنانيّة والطمع، فتكثر الصراعات ويعمّ الشقاق، وتعتمد العلاقات الإنسانية  على قدرة المجتمع على تنمية الحوافز بين أفراده وترسيخ قواعد العيش المشترك والتكامل فيما بينهم مع ضمان تحقيق حاجاتهم المعيشية والنفسية والاجتماعية فى ظل قوانين روافدها العادات والتقاليد والشرائع السماوية .

ومرت العلاقات الإنسانية بخمس مراحل فى تطورها وهى بالتسلسل المنطقى "مرحلة بداية الخلق، وفيها خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم وستنا حواء لتعمير الكون ونحن البشر من نسلهم، ثم مرحلة التعارف والتعاملات فى كافة مجالات الحياة ثم مرحلة تعزيز العلاقات وتكرارها وتكوين علاقات ومصالح متبادلة، ثم مرحلة تكوين الروابط المجتمعية طبقا للهوايات الواحدة والمواقف الواحدة وتتشابك المصالح فيما بينهم ثم مرحلة الترابط ووضع أسس وقواعد راسخة فيما بينهم سواء فى العمل والحياة لضمان الاستمرارية.

والفرد هو أساس بناء المجتمع، فالإيمان بقدرته وأهميته مع الأخذ فى الاعتبار أن العلاقات الإنسانية يحكمها محورين وهما المحور الداخلى هو النفس البشرية فكلما كان الإنسان متصالحا مع نفسه يعرف حقوقه وواجباته كلما انعكس ذلك على تعاملاته وعلى غيره بالإيجاب والعكس صحيح، وتلك النقطة بالذات يتم استغلالها من أهل الشر بتغذية أفراد المجتمع  المستهدف على المدى الطويل بثقافة العنف والأنانية والحقد والحسد والكذب، وتلك الصفات مذمومة فى كل الأديان، وهى من صفات المنافقين  حتى يتم تدمير المجتمع من الداخل ذاتيا من خلال خلط المفاهيم بين الحق والباطل.

 والمحور الثانى  خارجى  تحدده الأطر والقوانين  ضمن محددات منها القيم والعادات والأخلاق والمبادئ والدين، وخير العلاقات تلك التى تتحرر من جعل المصالح الذاتيّة  هى محورها الأساسى، وتعتبر العلاقة مع الله سبحانه وتعالى هى رمانة الميزان فى العلاقات الإنسانية، فكلما كان الإنسان قريبا من الله كلما انعكس ذلك فى تعاملاته، فالدين المعاملة فأداء الفروض يرفع درجات الاإنسان مع الله سبحانه وتعالى وتعاملاته تبين مدى تصالحه مع نفسه وتدينه، وكلنا نتذكر قصة اليهودى الذى لم يؤمن بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يرمى القاذورات أمام بيته كنوع من الكيد والحقد، ولما مرض زاره سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فغلبه اليهودى فطرته الإنسانية للحق وأسلم، فالدين المعاملة وحسن خلق عند الغضب.

 وهناك ثلاثة معايير تحكم تعاملات البشر، وهى معيار الحب، فالاندماج مع الآخرين والألفة هى طبيعة بشرية ومعيار الصراع طبقا لتقدير المصالح وتضاربها، وهناك تفاوت فى فهم الصراع ضمن المبادئ والقيم، فاختلاف المصالح هى أقوى عوامل الصراع، والمعيار الثالث بقدر ما يمتلك أفراد المجتمع من قيم وأخلاق تتحدد طبيعة العلاقات فيما بينهم.

فحضارة الدول وعراقتها تتضح فى تعاملات أبنائها مع بعضهم البعض، فجينات الشعب المصرى يظهرها الخطر فتتوحد قلوب المصريين وتسود القيم والعادات والتقاليد والتدين الوسطى للشعب المصرى فى الكنيسة والمسجد، ومصر تتمتع بموروث حضارى ودينى من القيم جعلها مؤهلة لأن تنال شرف الدفاع عن الحق ونصرته على مر التاريخ وحتى قيام الساعة، فنحن  شعب مصر فى رباط إلى يوم الدين، وستظل مصر مدافعة عن الحق والقيم تتحطم تحت أقدام شعبها قوى  الباطل، فكلما تجبر الباطل فى الأرض ورفع أهل الأرض أعينهم للسماء، فينصر الله الحق بشعب مصر  وجيشها، فاإين أباطرة الهكسوس وغيرهم، كانت كل قوى الأرض اانهزمت أمام الباطل وعندما جاءوا إلى أرض مصر كانت  مقبرتهم ومقبرة غيرهم، فمصر مقبرة الغزاة وأهلها  خير جنود  الأرض بفضل الله سبحانه وتعالى، وتوصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على شعب مصر، وهكذا أخبرنا التاريخ، فمصر أم الدنيا تمتلك القيم والحضارة والتدين، فتعاملاتنا الإنسانية ومعدننا الطيب المدافع عن الحق  تظهره الشدة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة