أحمد إبراهيم الشريف

مونية علالى.. القصيدة ترسم أحلام الإنسان وآلامه

السبت، 05 سبتمبر 2020 12:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما الذى تفكر فيه عندما تقرأ نصا شعريا؟، أعتقد أنك ستفكر فى اللحظة التى أمسك فيها الشاعر بالقصيدة، بالنص، ستقول فى نفسك كيف صاغ ذلك وفى الوقت نفسه ظل مشغولا بالفكرة؟ وسينتهى الأمر بك معجبا بالشاعر، خاصة إذا كان الموضوع إنسانيًا يمس القارئ بشكل أو بآخر، وهذا ما حدث لى وأنا أقرأ نصوص الكاتبة المغربية الإيطالية "مونية علالى".
 
"كفّ هذا الشريان أم استمر فى النبض/ نقطة عالقة بين السماء والحلم/ لن أحييها ولن أميتها/ قسوة أحن إليها"  عادة تستوقفنى الجمل القصيرة وأراها رسائل موجهة، وأعدها قذائف لا تخطئ هدفها أبدا، فهى تمنح القصيدة حيوية وتجعلها صالحة لكل زمان ومكان، خاصة إذا كان موضوعها الحب، اللقاء أو الفراق، لأننا سنجد أثر جرح، حتى لو لم يصرح به أحد، هناك شيء كامن من الألم، وإذا كانت الشاعرة امرأة احتملت الكلمات معانى أكثر عمقا فى هذا الشأن.
 
"أنا فى دائرة رسمت محيطها من دخان/ وعانقت قدرها/ وحكت أسطورة الحياة على نمط النائم واليقظان" تعرف المرأة الشاعرة مراقبة الكلمات، تعرف كيف تخرج من بين حروفها دفقات مشاعر عن الذات والآخر، تدفع الرجل للإقرار بالذنب، لكنها فى الوقت نفسه تشعر بتغيرات صعبة فى واقعها، هى فى دائرة حدودها مرسومة بالدخان، بما يعنى أنها حدود غير حقيقية، تعيق الرؤية فقط، ثم تزول، ليست سوى أذى متربص، ورغم موافقتها على المقدر لها، وقدرتها على التعامل مع هذا الواقع حتى أنها حولته إلى أسطورة تحكى من خلالها الصادق وغير الصادق، لكن الأمر فى مجمله مثير للقلق.
 
"رفعت ذات صباح ستائر مسرح أحداثنا المتناثرة/ وعانقت علانية اعترافَ ثم صومَ الذاكرة/ أين أنت؟ لم أعد أراك" تحركت القصيدة العربية إلى الأمام، خاصة بعدما تخلت بوعى عن كثير من الحواشى المعطلة عن انطلاقها، ودخلت بإرادة واعية إلى ما يطلق عليه قصيدة النثر، وانعكس ذلك على الموضوعات، وفى ظنى أن المرأة العربية الشاعرة هى الأكثر تأثرا بهذا التغيرات، تصل بها الجرأة لدرجة أنها تقول "أين أنت/ لم أعد أراك" وهى جملة معبرة عن كثير، إنها تنكره تماما حتى على المستوى الأولى "الرؤية البصرية"، لم يعد موجودا أمامها ولا فى قلبها.
 
تعرف "مونية علالى" أن للشعر وظيفة غير الجمالية، لكن يحسب لها أنها لا تتخلى عن هذه الجمالية أيضا، وتعرف أن الشعر تعبير عن النفس فتبث فيه ما تود قوله، وتعرف أن الشعر خالد فتواصل كتابة القصيدة.






مشاركة



الموضوعات المتعلقة

زوروا متاحف مصر

الأربعاء، 02 سبتمبر 2020 04:00 م

فيروز وجهنا الجميل

الثلاثاء، 01 سبتمبر 2020 04:27 م

مجانين حرق الكتب المقدسة

الإثنين، 31 أغسطس 2020 03:16 م

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة