تجارة الفحم الباب الخفى لتهريب المخدرات فى أمريكا اللاتينية .. "كارتلات الكيف" يستخدمون مركبات كيميائية لتحويل "الكوكايين" لطوب الفحم.. عصابات المافيا تلجأ لخلطه باللون الأسود.. حزب الله يستخدم نفس الطريقة

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020 03:00 ص
تجارة الفحم الباب الخفى لتهريب المخدرات فى أمريكا اللاتينية .. "كارتلات الكيف" يستخدمون مركبات كيميائية لتحويل "الكوكايين" لطوب الفحم.. عصابات المافيا تلجأ لخلطه باللون الأسود.. حزب الله يستخدم نفس الطريقة المخدرات
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أصبح تصدير الفحم النباتى نظاما تستخدمه كارتلات المخدرات بشكل متزايد لتجارة ونقل الكوكايين من أمريكا اللاتينية، حيث تخفى تجارة الفحم تهريب المخدرات بين حزب الله وعصابات أمريكا اللاتينية، وهو ما كشفه تحقيق أجراه الخبير الإيطالى إيمانويل أوتولينجى، عن كيفية نجاح المخطط الذى تستخدمه الجماعة الارهابية اللبنانية لتمويل عملياتها.

وأشار أوتولينجى، عضو مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهى مؤسسة فكرية مقرها واشنطن، إلى أن جماعة حزب الله الارهابية باعتبارها أحد الفاعلين الرئيسييين، حيث أنها تتعامل مع كارتلات أمريكا اللاتينية لتسويق المخدرات التى تستخدم مركبات كيميائية لتحويل الكوكايين الى منتجات مماثلة لطوب الفحم، ويتم اخفاءها بعد ذلك من قبل المتجرين فى أكياس أكبر من الفحم الحقيقى، حسبما قالت صحيفة "انفوباى" الارجنتينية.


 

وأضاف الخبير أنه فى بعض الأحيان الآخرى، يتم إخفاء الكوكايين داخل قطع كبيرة من الفحم،  وهناك تجار تخلط الكوكايين باللون الأسود وتقوم بتشكيله مثل الفحم، ولا يستطيع أحد تفريقه عن الفحم سوى مهندسين كيميائيين، وبمجرد تسليمه يحوله مهندسين تابعين لتجار المخدرات مرة آخرى الى مسحوق كوكايين قبل الوصول الى الشارع.

وأشار الخبير الإيطالى فى تقريره إلى أنه على مدى سنوات تم ضبط شحنات كبيرة من الكوكايين الأسود، مشيرا إلى أنه فى مارس 2012 صادرا القوات الإسبانية والبرتغالية 380 كيلو جرام من الكوكايين متنكرا فى شكل فحم فى شحنة قادمة من الأرجنتين، وفى مايو 2013،  صادرت السلطات الإسبانية 50 كيلوجرامًا من الكوكايين مخبأة فى أكياس من الفحم من أمريكا اللاتينية عبر ميناء فالنسيا الإسباني، كم صادرت السلطات البيروفية ستة أطنان من الكوكايين مخبأة فى شحنة من الفحم النباتى فى أغسطس 2014،  وفى ديسمبر 2014،  صادرت السلطات الإسبانية مرة أخرى 390 كيلوجرامًا من الكوكايين فى سانتياجو دى كومبوستيلا، حيث جاء الفحم من باراجواي، وفى مارس 2015،  وجدت سلطات جويانا الكوكايين مخبأً فى حاوية طولها 12 مترًا مليئة بأكياس من الفحم متجهة إلى الولايات المتحدة.

كما  صادرت السلطات الكولومبية 306 كيلوجرامات من عجينة الكوكا متخفية فى هيئة فحم فى بارانكويلا فى 10 أبريل 2015، وفى يونيو 2015، صادرت السلطات الكولومبية 634 كيلوجرامًا أخرى من الكوكايين متخفية فى شكل طوب فحم متجهة إلى بلجيكا.

فى فبراير 2017، صادرت السلطات الأسترالية ما قيمته 130 مليون دولار من الكوكايين والأمفيتامينات مخبأة فى الفحم، وفى يناير 2019، صادرت السلطات الكندية ما يقرب من خمسة كيلوجرامات من الكوكايين مخبأة داخل أكياس من الفحم فى طريقها من بنما إلى إسرائيل، وفى سبتمبر 2019، ضبطت السلطات الماليزية 12 طنًا من الكوكايين مخبأة فى أكياس من الفحم.


 

ويدعو أوتولينجى المشرعين فى جميع أنحاء العالم إلى التركيز على صادرات الفحم وأن يكونوا يقظين لأن إنتاجه يساهم فى تهريب المخدرات ويقوض تغير المناخ ويزيد من خزائن حزب الله.

ووفقًا لأوتولينجي،  اكتشفت الشرطة الأمريكية مشاركة حزب الله المباشرة فى هذا النوع من المخططات فى عام 2007،  من خلال تسجيل المحادثات باللغة العربية فى التنصت على المكالمات الهاتفية التى رصدت أنشطة كارتل كولومبي.

فى التحقيق الذى بدأ من هذا الاكتشاف،  الذى يحمل الاسم الرمزى عملية تيتان،  أدركت إدارة مكافحة المخدرات أنها فتحت صندوق باندورا أدت هذه العملية إلى مشروع كاساندرا، وهى عملية أمريكية استمرت عقدًا من الزمن سعت إلى منع حزب الله من تهريب المخدرات فى الولايات المتحدة وأوروبا.

وأشارت الصحيفة إلى أن المدى الكامل للعلاقة بين الكارتلات وحزب الله ومركزيته فى الهيكل التنظيمى للجماعة الإرهابية فى عام 2016، عندما تم تنفيذ عملية الأرز،  بجهود مشتركة مع وكالات أوروبية فى سبع دول.

وهدفت العملية إلى تفكيك حلقة غسيل أموال كبيرة تابعة لحزب الله تضم حسن محسن منصور، تاجر فحم لبنانى كندى يعمل من كولومبيا، وأشار أوتولينجى إلى أن وثائق المحكمة الفرنسية تظهر كيف استخدم منصور تجارته لإعادة المخدرات وغسل الأموال للعصابات الكولومبية.

كما تورط منصور فى تحقيق بشأن تهريب المخدرات وغسيل الأموال من قبل السلطات الكندية،  كما وجهت إليه اتهامات فى فلوريدا، وخلال فترة اعتقاله من قبل السلطات الفرنسية،  فقد حزب الله،  مؤقتًا على الأقل،  جهات اتصاله فى الجمارك والموانئ الكولومبية التى تحمى حاوياته من عمليات التفتيش المحتملة. لكن السلطات الفرنسية أفرجت عنه دون أى تفسير،و اليوم لا يزال هاربًا.

ويؤكد المحقق الإيطالى أن حزب الله كثف منذ ذلك الحين نشاطاته فى منطقة الحدود الثلاثية للأرجنتين والبرازيل وباراغواي. رأت المجموعة أن المنطقة هى المكان المثالى لإعادة بناء خطوط إمداد الكوكايين السوداء التى عطلت عملية الأرز بشكل مؤقت. ويقال إن المنطقة بها "أكبر اقتصاد غير مشروع فى العالم".

وفقًا للخبير،  هناك أسباب وجيهة للاعتقاد بأن هذه المنطقة تتحول بسرعة إلى مركز رئيسى لعمليات "الكوكايين الأسود". ويشير إلى أن كلاً من باراجواى والأرجنتين من كبار مصدرى الفحم، ظهر الدليل على ذلك فى يوليو 2018، عندما داهمت سلطات باراجواى مختبرًا يديره ثلاثة كولومبيين متخصصين فى تحويل الكوكايين إلى طوب الكربون، كانوا يستعدون لشحن شحنة من هذا الطوب إلى اللاذقية، وهو ميناء سورى يستخدمه حزب الله بشكل متكرر.

يسلط أوتولينجى الضوء فى بحثه على كيفية زيادة إنتاج الكوكايين فى بيرو وبوليفيا على مر السنين، مع كون البرازيل مستهلكًا رئيسيًا، وتم وصف باراجواى، التى تقع على حدود بوليفيا ولها حدود سهلة الاختراق مع جميع جيرانها،  بأنها بلد عبور مثالى.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة