القارئ مصطفي محمد عون عبدالرحيم يكتب: هذه الرسائل لا تعنيك

الأربعاء، 02 سبتمبر 2020 04:00 م
القارئ مصطفي محمد عون عبدالرحيم يكتب: هذه الرسائل لا تعنيك شخص حزين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحياة تتدلل علينا بأيامها المعطوبة، اليأس يأسر أحلامنا، الفراغ يعبئ حقيبة عمرنا، اللامبالاة تتبنى عجزنا، التجارب تتجمد وتكتفي بهذا القدر من اللاشىء الذي عاصرته، المطر يبلل الأمل والأمل يبلل القلب والقلب شارد، شارد بين الكهوف الباردة يبحث عن ضالته، يبتغي الخلاص من الفوضي ويسعى نحو مرآة المنطق كي تعكس بعض التوازن الذي يمكنه من تقبل دواخل المصير والقدر.. أتساءل؛ من يعطي للأيام رواتب مرورها؟ من يعطي للبؤساء ضريبة المواساة؟ البائس يواسي وهو أحق بالمواساة، البائس يموت موتتين موتة حين يولد وموتة حين يموت وبين الموتتين يموت ستين موتاً..

في كل مرة أظن فيها نفسي قد اعتدت الغفوة أدرك أنني كنت مخطئا حين تركلني مجددا في أكثر مناطق قدرى ألما وكأنها فيروس قد احترف التحور.. في كل كرة افتح فيها عيني لا أرى سوي سراب مد بصرى وسراب مد بصيرتي كل منهما يسحب جفنا حتي أصبحت بلا جفون، بلا عينين.. ننتظر الطفرة، نصلي من أجلها، نقدم لها قربانا، وعندما أتت الطفرة كانت تغير الحال من موت إلى غيبوبة؛ حربك هي استمرارك في الوقوف على قدمك حتي وإن حاربك الزمن بالأشواك؛ ماذا عن فاقدي الأطراف؟؟ من يربت علي الأكتاف المخلوعة؟ الزمن كالغراب.. نذير الخراب؛ وكأنه يعيش فينا ولسنا من نعيشه.. كم تلاقت وجوه؟ كم افترقت أخري؟ كم تعظم أجر أمل ! كم عزّي الإله فينا شغفا !

البقاء للفناء، البقاء للاشىء، في هذه الشذرة من الزمن، عندما اتفق الخصمان، نادي الخراب، وقتل كل منهما الآخر.. مؤلم؛ أن يظل قلبك معطوبا وترفض السماء أن تبلله بالغيث.. مؤلم؛ أن حقيبة العمر قد سلبت مني الكثير، أخذتُ وقتا في ترتيبها وعندما فتحتها وجدتها فارغة إلا قليلا من أهوال الظنون والأحلام المتعفنة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة