أقدم صانع أثاث من جريد النخيل يؤكد استمراره فى تعليم المهنة لأحفاده.. صور

الجمعة، 18 سبتمبر 2020 12:58 ص

عم محمود أقدم صانع أثاث من جريد النخيل بقنا

فريق المحافظات_ قنا

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بأيادٍ من ذهب قادرة على صناعة كل شيء، تحفظ كل خطوة فى صناعة الجريد، ويدً تُمسك آلة حادة لتقطيع، وتجهيزه وفق المقاسات المطلوبة والأشكال المحددة، بتلك المشهد يجلس صانع الجريد فى مركز نقادة، بمحافظة قنا، لتقطيعه وصناعة الأثاث من جريد النخل.

هو الحاج محمود أحمد، الذى يبدأ مهمته فى كل صباح لتوفير المستلزمات المطلوبة من الجريد والتى تتنوع ما بين مقاعد لأصحاب المحلات والكافيهات، وأدوات أخرى تستخدمها ربات البيوت.

"صناعة الأثاث من جريد النخيل مهنة لم تنته فى محافظة قنا، ورغم إنحسار أصحاب ورش ومحلات صناعة الجريد وتحويلها إلى ورش حديثة لصناعة الخشب، لكن يظل كبار السن يحرصون على استمرار مهنتهم محافظين عليها لتقديم أفضل الأشكال لجذب الزبائن.

يقول عم محمود أحمد، أحد أقدم العاملين فى مهنة جريد النخيل فى مركز نقادة بمحافظة قنا، والذى يعمل بتلك المهنة منذ عدة سنوات أن صناعة الكراسى والترابيزات والأسرة من جريد النخيل، هى أساس المهنة وهى حرفة تاريخية قديمة تنتشر فى مختلف قرى ونجوع محافظة قنا وخط الصعيد بالكامل، ومع مرور الزمن تطورت المعدات والورش الحديثة للأخشاب حتى أصيبت المهنة بالتراجع مع تقدم المجتمع وإنتشار الصناعات الحديثة والمصانع والورش الضخمة لصناعة الأثاث داخل مصر وجلب أثاث مستورد، لكن كل منتج وله من يقدره ويقيمه، وأنا أحب تلك المهنة التى ورثتها عن والدى.

ويؤكد أقدم صانع أثاث من جريد النخيل، أن تلك المهنة ورثها عن والده وجدى منذ عشرات السنين، ومازال أهالى القرى والنجوع وكذلك الأغنياء من أبناء القرى يعشقون صناعة أثاث الجريد من النخيل، فهو يضفى صبغة مختلفة فى المنازل والفيلات التى تنشر على ضفاف نهر النيل، وكذلك الكافيهات الموجوده فى القرى السياحية التى تأتى من محافظة الأقصر خصيصا لشراء ديكورات الجريد المختلفة، موضحاً أنه رغم الحداثة والتطور إلا أن هناك عدد كبير من الأهالى مازال يحرصون على صناعة الجريد لثقتهم فى متانة المنتج من الكرسى والأسرة والترابيزة وغيرها من الأثاث المصنوع من الجريد، لأنها تتميز بطول العمر الطويل، والقدرة أن تستمر معك لعدة سنوات عند وضعها فى المحلات التجارية والكافيها وغيرها من المنازل.

فالأدوات التى يعمل بها عم محمود بسيطة للغاية، وتتكون من الآتي المنجل والشاكوش والمسمار الكبير لتخريم النخيل خلال عملية التصنيع وتركيبه ببعضه، فيقوم بجلب الجريد من النخيل من القرى خاصة عقب إنتهاء موسم طرح البلح وقطفه ويقوم بتقطيعها بأشكال وأطوال مناسبة لصناعة الكراسى والأسرة للأهالى والأقفاص وغيرها بأسعار فى متناول الجميع، ويقوم الشاكوش والمدقة للضغط على الجريد للدخول فى المكان المحدد له.

وأضاف عم محمود، يستخدم الساطور أو السكين الكبيرة التى تسن جيداً لتقطع الجريد للأشكال المناسبة، وهى صناعة تراثية ومصدر لرزق الكثيرين ومنتجات صناعة الجريد تشمل "الكراسي، والمنضدات، والستائر، وأقفاص الطيور، وأقفاص الفاكهة"، وتختلف أسعارها بحسب الزبون، والأسعار تصل إلى 150 جنيهًا للكرسى، وقفص الطيور بـ100 جنيه، والستارة بـ50 جنيهًا، والمنضدة بـ150، والسرير بـ250 جنيهًا، ويتم عرض المنتجات بسوق الإثنين في الوقف".