القارئ بلال زين يكتب: العلاقات السامة

الخميس، 17 سبتمبر 2020 12:00 م
القارئ بلال زين يكتب: العلاقات السامة خلافات زوجية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تخيّلوا أنفسكم في علاقة مع شخص يسيء معاملتكم، يجرحكم باستمرار ويجعلكم تشعرون بأنكم في حال تفكير دائم وحيرة دائمة، وبالرغم من تحذيرات الجميع من حولكم وتنبيهكم من طباعه السيئة، إلا أنكم تجدون أنفسكم "عالقين" في هذه العلاقة وغير قادرين على التفكير حتى في الانفصال، لأنكم تعتبرون أن هذه الخطوة تحتاج إلى مجهود أكبر من البقاء.

هذه عيّنة من الوقوع في فخ ما يعرف بـ"العلاقة السامة".

شخصية تميل للشكوى، وتهويل الأمور، تطلب دعمك وإشفاقك دائما، لا تريد حلولا للمشاكل أو أفكار، ترهقك باستمرار، وتنظر للأمور من زاوية مظلمة.

 

علاقة بين طرفين قد تكون مبنية على مصلحة الآخر دون حب، فيأخذ كل ما يريد من الطرف الآخر، ولا يترك له سوى الإيذاء والضعف والتعب، حيث تكون شخصية مغرورة، أنانية، دائمة التحدث عن نفسها، تشعر بالنقص الداخلي، مما يجعلها تعمل على تحويل حياتك إلى جحيم، واستغلالك لمنافع شخصية، واستنزافك ذهنيًا وجسمانيًا وعاطفيًا وماديًا، فهو لا يشعر بالندم على تصرفاته، ولا يهتم بتأثير كلماته على مشاعرك، كما أنه قادر على قلب الحقائق، فلا يستمع لغيره، شخصية تستنزف روحك يومًا بعد يوم، فتحولك إلى بقايا إنسان، فإن لم تستطع الهروب منها، لا تدعها تستنزف روحك، وأخبر نفسك دائمًا: أن كلماتها لا تعبر عنك، وأفعالها ليست مسئوليتك .

 

ربما نستخدم مصطلحا ساما غالبا فيما يخص التغذية والجسد وغيره من المألوف، ونستخدم مع العلاقات كلمات أخرى مثل صعبة.

 

ولكن واقع العلاقات حاليا يستوجب كلمة "سامة" لما نشاهده من نهايات ودمار نعجز أحيانا عن استيعابها، سواء فى العلاقات المجتمعية اليومية او الارتباط، وتنتهى بخسارة كامل طاقتك وانسانيتك وشغفك للحياة، وربما تكون فى احتياج لزيارة طبيب فى النهاية.

 

بالرغم انى ضد اختيار العقل فقط، ولكن يستوجبنا توافق القلب مع العقل

وهنا يكمن الاساس فى الاختيار.

 

لا ننكر أن مشاعر الإعجاب والانجذاب جميلة، ولكن لابد من وجود مسافة كافية واستخدام العقل فى معادلة الاختيار ونجاح العلاقة أولا، ولتكون المشاعر والقلب سببًا فى بقاء العلاقة وتقديم التنازلات وتحمل الصعوبات، تحمل وقت الغضب وجميع التقلبات والازمات.. هنا يكمن دور القلب والمشاعر.

 

أما بخصوص تكافؤ التنازلات وإمكانية التطوير والتغيير فتستوجب الطرفين وإن كانت من طرف واحد، هتكون النهاية سامة.

 

أما بخصوص المؤشرات هى بسيطة جداً، العلاقات المريحة والناجحة يومياً ستكون فى راحة وحب وعطاء وتشجيع، أي أنها ستُسهل عليك الحياة بصعوباتها، أما السامة ستضعك دائماً محل اتهام، وشك، وتقصير، وتجعلك دائم التبرير عن اشياء لم ترتكبها مطلقا.

 

خاصةً لو كانت تضحياتك المستمرة وتنازلاتك هي أحد حلولك لإقناع وإشباع أنانية الطرف الآخر، وهذا السبب قد يكون الأصعب بالنسبة لك لأنه يتسبب في ألم ووجع غير ظاهريْن، لكن أثره النفسي يجعل استمرار العلاقة مستحيلاً، لأنه يفقدك يقينك في كل شيء.

 

وهذا أكبر مؤشر لفقدان طاقتك واستنزافك، هنا الانسحاب يُعد هو الوسيلة الوحيدة لبقائك حياً.

 

دائماُ ما تكون البدايات مبهرة، متوهجة، وتجد الاهتمام والتواصل، لكن سرعان ما تنتهي هذه الحالة، فلا تبحث عن انبهار البداية، ولكن ابحث وتمسك بمن يهتم بك دائماً، وتكون أول وآخر أولوياته واهتماماته، فعلى الرغم من جمال البدايات، فإن النهايات تكون صادمة، وبعدها يدخل الطرفان في دوامة الأسئلة، التي يتقدمها السؤال الأبرز: لماذا لم نكمل الطريق؟.

 

أما العلاقة المتوترة، وغير المستقرة، وتكون علي حافة الانهيار باستمرار، وتكون غير واضحة الملامح، وتجعلك دائم التفكير بأنها ستنتهي قريباً، لأنها تفتقد إلي الاحتواء والتفاهم، وتشعر بأن روحك غريبة، ويجعلك تشعر بأنك فاقد للحياة.

 

هناك فرق كبير بين الحب والتعود على وجود شخص ما في حياتك، لكن في نفس الوقت الحُكم وأنت في العلاقة ليس أمرًا سهلًا على الإطلاق، فيمكن أن تكون العلاقة قوية لكنها لا تعُد حبًا، وتجد نفسك دائمًا تطرح هذا السؤال:

هل هذا حب أم أنه مجرد تعلق وتعود؟ أو خوف من العودة وحيدًا مرة أخرى؟.

 

الوحدة أفضل من الحياة مع إنسان أناني باهت يستنزف طاقتك ومشاعرك وافكارك ووقتك.

 

نسأل الله فى بصيرة العقل والقلب وحسن التوافق بينهم.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة