القارئ مجدى عبيد يكتب: بيروت والخروج من بين الركام

الخميس، 06 أغسطس 2020 02:00 م
القارئ مجدى عبيد يكتب: بيروت والخروج من بين الركام انفجار بيروت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن فى صالح لبنان أن تُشكل حكومة بها وزراء تكنوقراط، يقودها سُني مستقل، وتحظى بتأييد حزبى شيعى.. فتلك المعادلة لا يستطيع أحد أن يضمن لها الاستمرار دون حدوث صدام بين الطرح الفكري والممارسات العقائدية.

 

ما فعله ناصيف حتي، وزير الخارجية اللبناني، برهن على صحة تلك الرؤية.. إذ أحدث الصدام بينه ورجال حزب الله في حكومة حسان دياب، انفجار ضخم، سبق دويه ما حدث في مرفأ بيروت.

 

الضغوط الفرنسية لم ولن تتوقف تجاه حكومة تخضع بشكل مطلق لإرادة حزب الله، وصفها بيان استقالة وزير الخارجية بأنها لا تعمل لصالح لبنان، ملمحًا إلى أنها تدفع ثمن اختيار الكتلة البرلمانية لأتباع حسن نصر الله لها، 69 نائبًا من من كتل حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل، رغم أنه التكتل الذي عودنا على الامتناع الدائم عن تسمية رئيس الحكومة، ما يشير إلى دعمه الكامل لحكومة دياب.

 

تخلت فرنسا عن ضغوطها المبطنة، وعمدت إلى إعلان موقفها بعلو الصوت.. فكان اجتماع ناصيف حتي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، في باريس، أعقبه مؤتمر صحفي ظهر فيه الأخير ممتعضًا، مرسومًا على وجهه غضب كبير، وعلامة استياء شديدة شكلها حاجبيه.

 

الغضب الفرنسي لن يهدأ سوى برحيل حكومة دياب، وإلا بماذا يفسر المحللون إعلان قصر الإليزيه أن إيمانويل ماكرون سيزور لبنان للقاء الأفرقاء السياسيين سوى لزيادة الضغط لتفريغ مجلس الوزراء اللبناني من أعضائه حال تمسك الرئيس ميشال عون باستمرار الحكومة.

 

سببان لا ثالث لهما سيدفعان عون للتمسك بحكومة خاضعة لتوجيهات حزب الله.. الأول أن سير الوزراء في ذات الطريق الذي سلكه وزير الخارجية سيزيد الأمور تعقيدًا، فبدلاً من أن تكون حكومة إنقاذ للاقتصاد –المهمة الأولى والرئيسية لدياب – ستكون حكومة تدمير للاقتصاد أكثر وأكثر.

أما السبب الثاني فيتمثل في موقف رئيس البلاد من استقالة ناصيف حتي، ومن سبقوه في ذلك خلال الشهرين الماضيين.. إذ سمى في ذات يوم الاستقالة شربل وهبة وزيرًا للخارجية والمغتربين، ليقطع الطريق على أي مسار لحل الحكومة، ويدفعها نحو استكمال المشوار.

 

انتهى المشهد بانفجار هائل في العنبر رقم 12 بمرفأ بيروت، وهو الانفجار الذي رصدت إحدى زوايا التصوير جسمًا يقترب بسرعة تجاه الدخان المتصاعد ليحث الانفجار الذي خلف أضرارًا هائلة في الأرواح، وخسائر مادية ضخمة.

 

وبعيدًا عن نظيرات المؤامرة، فإن نتيجة الحادث تعطيل مسار الإصلاح الاقتصادي في بلد يعاني أوضاعًا مالية صعبة، خصوصًا أن مسألة تأمين أصول الدولة التي فشلت فيها حكومة دياب تعتمد عليها مؤؤسات المنح والقروض، إلى جانب اعتبارات أخرى.

 

الزتونة..

أرواح زهقت، وأموال حرقت.. خسارة لبنان فادحة نتيجة الانفجار، ولكن هناك بعض الأمل حال توافق الفرقاء وتنفيذ وصية ناصيف حتي بأن يكون للبنان هدف واحد ليخرج مجددًا من بين الركام.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة