القارئ جمال المتولى جمعة يكتب: التكافل الاجتماعى روح الإسلام وجوهره

الثلاثاء، 04 أغسطس 2020 06:00 م
القارئ جمال المتولى جمعة يكتب: التكافل الاجتماعى روح الإسلام وجوهره ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العلاقة بين الغنى والفقير علاقة أزلية قديمة قدم الكون ذاته، وهى من سنن الله تعالى فى خلقه وكونه. وكانت سببا قبل الإسلام فى وجود كثير من الصراعات الحادة بين الطوائف والقبائل وما تولد عن ذلك من الطبقية المتوحشة والتى ظلت تعانى منها المجتمعات كثيرا إلى أن جاء الإسلام. ليقاوم الفقر ويساند الفقراء فكان العلاج الربانى الإنسانى متمثلا فى الركن الثالث من أركان الإسلام وهو "الزكاة" وتبعاتها مثل "الصدقة" حيث تجلت الرحمة الربانية على العباد لتحفظ لهم أدميتهم وتصون كرامتهم وتنأى بهم عن ذل وخزى السؤال، فكان التكافل الاجتماعى الذى يجسد العلاقة المالية بين الغنى والفقير.
 
 وليس أدل على رحمة الله على عباده بأن آيات الصلاة والحج والصوم بضع آيات، لكن أيات الزكاة والصدقة تعدت العشرات بل ونالت الشرف الربانى أن قرنها بالصلاة فى كثير من الآيات، فكان لها النصيب الأوفر من دعوة القرآن الكريم لتنقذ البشرية من براثن الجوع وغوائل الفقر، فجاءت ولها دلالتها المؤثرة، فمنها ما جاء على صيغة الأمر، كما فى قوله تعالى "واقيموا الصلاة وأتوا الزكاة" وفى أية أخرى من حق الفقير فى مال الغنى فرض واجب مع الإسراع فى إخراجه فى قوله تعالى "وأتوا حقه يوم حصاده"، وفى أية أخرى تؤكد أن مال الأغنياء فيه نصيب لذوى الحاجة والعوز، قال عزوجل "والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم"، ثم كان القانون الإلهى فى إقراره أمرا لازم الوجوب، حيث قال جل شأنه "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها".
 
 وكذلك فى الأحاديث الشريفة جاءت الدعوة صريحة ومباشرة إلى تفاعل المجتمع المسلم بالتكافل الاجتماعى حرصا عليه وصونا له، فعن ابن عمر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربه من كرب يوم القيامة "وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما نقصت صدقة من مال".
 
مما سبق من آيات كريمة وأحاديث شريفة على سبيل المثال ولا الحصر تتضح حكمة مشروعية التكافل الاجتماعى وأهميته وضرورته القصوى فى بناء واستقرار الكيان الاجتماعى لما يدعو الى التعاون والتعاطف والتألف والتراحم وإنقاذ الملهوف وتفريج الكربات. 
 
 لقد آن الأوان للتكافل الاجتماعى أن يكون ضرورة عصرية وجزءا لا يتجزأ من الكيان الاجتماعى الذى به تستقيم الحياة وتستقر الأنفس أمنا وأمانا، وتصفو القلوب وتحنو نظرات البعض على البعض افرادا ودولا ومجتمعات، وارتقاء بالأواصر والعلاقات وتمهيدا لحياة أمنه مطمئنة فى ظل عقيدة الاسلام الغراء والتى جوهرها المودة والرحمة وهدفها إسعاد الوجدان الانسانى وإكرام وتكريم آدميته.
 
فليس غريبا أن تنبثق فكرة التكافل الاجتماعى من بين أنوار الزكاة والصدقة وتولد من رحم تلك الشريعة الغراء سبل التراحم، فرأينا ثمارها فى الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة المختلفة بأداء دورها الفعال والمؤثر خصوصا فى ايام شهر رمضان وعيد الاضحى المبارك، وإن كانت هناك جمعيات ولجان زكاة كثيرة تمارس دورها على مدار العام حيث تكفل مئات الأسر والحالات بأسلوب يحفظ للإنسان عزته وكرامته وأدميته.
 
ما يقدمه بنك ناصر الاجتماعى فى سبيل تحقيق التكافل الاجتماعى بدعم لجان الزكاة يعتبر علامة بارزة فى مسيرته الاجتماعية الرائدة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة